سيناريوهات الحرب الأمريكية الإيرانية.
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 8 ديسمبر 2020مـ -23ربيع ثاني 1442هــ ]
بقلم / فاضل الشرقي.
٢٠ ربيع ثاني ١٤٤٢ه – ٥ / ١٢/ ٢٠٢٠م.
يدور حديث واسع وجدل كبير، وتوقعات وتنبؤات سياسية واعلامية عن حرب وشيكة قد تشنها الإدارة الأمريكية وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام والأشهر القادمة.
في الحقيقة إيران في حرب شاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، ومعظم الدول الأوروبية، وأغلب الدول العربية منذ عقود، وتحديداً منذ قيام الثورة الإسلامية وانتصارها بقيادة الإمام الخميني سنة ١٩٧٩م، بصور وأشكال متعددة أهمها سياسياً، واقتصادياً، واعلامياً، وأمنياً، واستخباراتياً، ودينياً – أيضاً- على الطريقة الوهابية، وزادت وتيرة هذه الحرب في السنوات الأخيرة، وترشحت أكثر باتجاه الحرب العسكرية مع تصاعد الأحداث في سوريا والمنطقة.
أمريكا ليست مستعجلة على خيار الحرب العسكرية فأمامها عدد من الخطوات للوصول للحرب العسكرية مؤخراً – والقادمة لا محالة- بعد استكمال كل الإجراءات التي تضعف ايران وتنهكها على كل المستويات، الأمر الذي تضمن معه أمريكا توجيه ضربة عسكرية قاسية وقاضية تحقق انتصاراً عسكريًا سريعًا وخاطفاً، فأمريكا لا تغامر في الحروب جزافاً، ولا تدخلها إلا بعد التأكد من نجاحها بأقل الخسائر الممكنة بعد استكمال سلسلة من الإجراءات والسيناريوهات التي قد قطعت فيها شوطاً كبيراً على النحو التالي:
– التحريض والتأليب الإسلامي الديني الوهابي في المنطقة ضد إيران تحت عناوين (الروافض، المجوس، المد الفارسي، سب الصحابة وامهات المؤمنين، نظام الملالي، ولاية الفقيه) وغيرها، وتجيير العداء الإسلامي والعربي لإيران ومقاطعتها سياسياً واقتصادياً بدلاً من إسرائيل، فيما تغص الأسواق العربية والإسلامية بالمنتجات والبضائع الإسرائيلية، ونمو واطراد العلاقة معها، وأغلب العرب والمسلمين يرون في إيران العدو الإستراتيجي، وليس إسرائيل، وتجريم وتخوين أيّ تقارب أوتطبيع للعلاقة مع إيران قد تصل عقوبته للسجن في الحد الأدنى وإلى الإعدام، وقد تحقق هذا بنجاح على المستوى الإسلامي والعربي والقومي، وعلاقة العرب بإسرائيل ودية بخلاف إيران، مع أنً إيران كانت قادرة على حمايتهم من أمريكا وإسرائيل، كما هو الحال في سوريا مثلاً.
– الضغوطات والعقوبات السياسية والإقتصادية على إيران، وعزلها إقليمياً ودولياً، وتشويه صورتها، والحض على كراهيتها وعداوتها، واضعافها مادياً ونفسياً ومعنوياً، والوصول بها لحافة الإنهيار.
– الحرب الإستخباراتية والأمنية، وتجنيد أكبر عدد ممكن من العملاء والجواسيس، واختراق كافة أجهزة النظام الإسلامي، ومن ثمّ استهداف الكوادر والعلماء، واغتيالهم وتصفيتهم، وتصعيد وتوسيع دائرة الإستهداف سراً وعلناً كما حصل ويحصل (سليماني وزادة نموذجاً).
– تأليب الشارع الإيراني ضد النظام، ودعم وتقوية المعارضة الداخلية، وإثارة الفوضى و الإنقسامات، وزعزعة الأمن والإستقرار، وتجنيد أكبر عدد ممكن من المنظمات التي تلعب على هذا الوتر الحساس.
– تقوية المعارضة في الخارج، واحتضانها، ودعمها، وتمويلها، وجذب أكبر عدد ممكن إلى صفوفها.
– تطويق إيران من كل الإتجاهات براً وبحراً، والدفع بكل الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع إسرائيل لتشكيل حلف عربي اسلامي اسرائيلي واحد في مواجهتها.
– توسيع دائرة الحرب والإستهداف الشامل لكل حلفائها في المنطقة والعالم من أحزاب، وكيانات، وجماعات، وأفراد، ومؤسسات، وشركات، وغيرها.
– الغزو والحرب على المستوى الفكري والثقافي والإعلامي لتغيير هوية الشعب وثقافته وقناعاته، وقطع ثقته بالنظام، وميله لتغييره واسقاطه، والسعي نحو التخلص منه.
– تبادل الأدوار بين الإدارات الأمريكية والغرب في مخادعتها والضرب على اعصابها وعزيمتها وروحها المعنوية والثورية، واستخدام كل وسائل التتويه والضغط لتطويقها وعزلها ولي أذرعتها – على حسب وصفهم – وافقادها أيُ تعاطف أو مساندة في حال تقرّرت الحرب.
– بعد اضعافها وانهاكها وافقادها كل عوامل القوة المادية والمعنوية، وضمان نجاح الحرب العسكرية التي تحقق اسقاط وتغيير النظام الإسلامي لن تتردد أمريكا وإسرائيل في ضربها عسكرياً وبكل قوة.
أمريكا ليست مستعجلة لفتح الحرب العسكرية مع إيران حالياً حتى تضمن نجاح كل ما ذكر، وتخلق قاعدة طويلة عريضة مؤيدة للحرب، وأكثر عجلة من الصهاينة أنفسهم، وقد رأينا سيناريوهات الحرب على العراق التي تدرجت بخطوات مشابهة من عام ١٩٩٠م وصولاً للحرب العسكرية والغزو والاحتلال في العام ٢٠٠٣م، وعلى هذا فأمريكا لا تحضّر وتعد حالياً للحرب العسكرية وليست جاهزة لها وإنما تهيأ لها على كل المستويات وصولاً لساعة الصفر ولحظة الإنطلاق، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين..