ملايين اليمنيين مهددون بالموت جوعاً .. وماذا بعد ..
ذمار نيوز || تقارير ||
[6 ديسمبر 2020مـ -23ربيع ثاني 1442هـ ]
تتواصل التحذيرات من مجاعة قد تفتك بنصف سكان اليمن، سيما في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على البلاد منذ ست سنوات.
ووسط تجاهل العالم لكل النداءات الأممية المعززة بأرقام عن حجم الكارثة التي تتسع يوماً بعد آخر، تواصل الدول العظمى تصدير الأسلحة باتجاه السعودية والإمارات، فيما تواصل الاخيرتان تجنيد المرتزقة وتأجيج الصراع في جنوب اليمن.
أما أرقام الضحايا من المدنيين الذين قتلت الأوبئة الكثيرين منهم، فتزداد بشكل يومي أمام عجز القطاع الصحي عن مجاراة التطورات خاصة في ظل جائحة كورونا.
يبدو الوضع أكثر من كارثي في اليمن، ويستدعي التحرك عملياً وبسرعة من أجل انقاذ شعب يتصدر التقارير الأممية والدولية الإنسانية منذ سنوات، لكن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية لا يزال يتعامل مع تلك التقارير الدولية بانتهازية شديدة، مستغلا دعم الإدارة الأمريكية في العدوان على اليمن، فضلاً عن تواطؤ المجتمع الدولي الذي يحصر نفسه في بوتقة التقارير والتحذيرات دون أن يتخذ أي خطوات تصعيديه من شأنها وقف العدوان او فك الحصار كأقل واجب .
المدير العام لمنظمة “الفاو”، تشو دونيو، شدد على ضرورة وقف الحرب على اليمن، لأنه المحرك الأساسي لانعدام الأمن الغذائي..
أما محمد عبدي مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن، فدعا إلى التحرك الفوري.. محذراً من أن انتظار إعلان مجاعة للتحرك سيحكم على مئات الآلاف بالموت.
فيما قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عزيز راشد، إن “التحالف الذي يشن العدوان على اليمن منذ 6 سنوات يترصد لكسر صمود اليمنيين، والتهويل من المجاعة القريبة، وهم من يصنعون تلك الأزمات بإغلاق المنافذ والممرات والمطارات، هذا علاوة على التهديدات الأمريكية المباشرة كما حدث من وزير الخارجية الأمريكي في بداية الحرب، عندما هدد وفد صنعاء أثناء مفاوضات الكويت بأنه سوف ينقل البنك المركزي إلى عدن إن لم يتم الرضوخ لمطالبهم”.
وأظهرت بيانات جديدة للأمم المتحدة، الخميس، أن ظروفاً أشبه بالمجاعة ظهرت مجدداً في أجزاء من اليمن، وأن قرابة نصف السكان يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لـ”رويترز”.
وأوضح تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تعده الأمم المتحدة، بأن حوالي 45 في المئة من سكان اليمن، يواجهون” مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، و 33 بالمئة ضمن هذه النسبة يواجهون أزمة و12 بالمئة في حالة طوارئ و16500 فرد في وضع كارثي أشبه بالمجاعة” في أسوأ مستوى بالتصنيف.
وأشار تحليل التصنيف المرحلي إلى أن التوقعات بالنسبة للعام المقبل ستكون اسوأ، إذ من المرجح أن يعاني 54 في المئة من اليمنيين (16.2 مليون نسمة)، مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يناير ويونيو 2021، فيما سيزيد من هم في وضع كارثي إلى 47 ألفاً على الأرجح.
وشدد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، على أن هذه الأرقام المقبلة يجب وأن تكون “جرس إنذار للعالم”.
وبحسب “رويترز”، نبه كل من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اعتمادا على تلك البيانات إلى أن جيوبا تعاني أوضاعا أشبه بالمجاعة عادت للظهور للمرة الأولى في عامين وحذرت من تضاؤل فرصة منع حدوث مجاعة.
وزعمت الوكالة إلى أنه لم يسبق أن أُعلنت المجاعة رسميا في اليمن، حيث تركت الحرب على اليمن المستمرة منذ ست سنوات 80 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات فيما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
سبب المجاعة المحتملة
من جانبها قالت الصحفية الأمريكية كيتلين جونستون إن اليمنيين يموتون بسبب المجاعة، مؤكدة أن هذه المجاعة ناتجة عن استخدام تحالف العدوان للحصار واستهدافه المتعمد للمزارع وقوارب الصيد والأسواق ومواقع تخزين المواد الغذائية ومراكز علاج الكوليرا بضربات جوية تهدف إلى جعل الأجزاء التي تسيطر عليها حكومة صنعاء في اليمن ضعيفة وبائسة لدرجة أنها تنكسر.
وقالت إن الولايات المتحدة وحلفاؤها المملكة السعودية هم من قتلوا الأطفال وغيرهم من المدنيين عمدًا على نطاق واسع من أجل تحقيق هدف سياسي، وهذا ما يعد مثالا للجماعات الإرهابية.
وتقول الكاتبة: نحن الإرهابيون. المملكة السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا وكل الدول الأخرى التي سهلت ارتكاب الفظائع الجماعية المروعة في اليمن – تحالف القوى المحكم هذا الذي يمتد على الكرة الأرضية هو منظمة إرهابية لم يشهد العالم مثلها من قبل.
وتضيف الصحفية الامريكية: نحن الإرهابيون. أقول “نحن” بدلاً من حكوماتنا لأننا إذا كنا صادقين مع أنفسنا ، فإننا كمدنيين متواطئون في هذه المذبحة. إن الفظائع في اليمن بلا شك هي أسوأ شيء يحدث في العالم الآن ، لكنها بالكاد تشكل ومضة في وعينا الاجتماعي. الغالبية العظمى منا شاهدت صور ومقاطع فيديو لأطفال يمنيين جائعين ، وفكروا في شيء على غرار “مجاعة ، هذا محزن للغاية” وعادوا إلى التفكير في الرياضة أو أي هراء آخر يستحوذ على معظم انتباهنا.
ولفتت جونستون الى ان ما لا يقل عن 233 ألف يمني لقوا مصرعهم في الحرب الأمريكية البريطانية السعودية على بلادهم ، في تقدير جديد (متحفظ) للأمم المتحدة – بحسب قولها.
وتضيف: يمكننا البدء في الاستيقاظ معًا. إيقاظ أصدقائنا وجيراننا ، ونشر الوعي بما يجري ، ورفع مستوى الوعي بالأهوال التي ترتكبها حكوماتنا في اليمن وفي الدول الأخرى باسم الهيمنة الإمبريالية ، ومساعدة بعضنا البعض في رؤية مدى الحياة والحياة من خلال حجاب الدعاية. كم من الموارد يتم إنفاقها على ارتكاب أعمال إرهابية لا توصف على عالمنا بدلاً من إفادة البشرية.
وأكدت أن حكومة الولايات المتحدة بإمكانها أن تضع حدًا للفظائع في اليمن على الفور تقريبًا إذا أرادت ذلك حقًا.. مشيرة الى اعتراف امريكا بإنتصار اليمنيين سيدفع السعوديين الى الانسحاب وستنتهي الحرب في غضون أيام.
واختتمت حديثها بالقول: يمكننا تحقيق ذلك إذا تمكنا من نشر الوعي الكافي بواقع ما يحدث في اليمن.
هيومن رايتس تؤكد تجاهل امريكا لجرائم الحرب
من جانبها اعتبرت مديرة مكتب المنظمة في واشنطن، سارة هولوينسكي، استمرار واشنطن ببيع الأسلحة للإمارات بانه تجاهلٌ من قبل السلطات الأمريكية للأدلة الوفيرة على غارات التحالف وهجماته التي قتلت المدنيين في اليمن بشكل غير قانوني.
وأضافت أنه إذا أراد المسؤولون الأمريكيون أن يكافئوا الإمارات على اعترافها بإسرائيل، فيجب ألا يشمل ذلك التواطؤ في القتل غير القانوني في ليبيا واليمن.
واشارت المنظمة إلى الدور البارز، الذي لعبته الإمارات في العمليات العسكرية في اليمن، بما في ذلك تقديم أكثر من 30 طائرة مقاتلة لشن غارات جوية، وسفن بحرية لفرض الحصار البحري من قبل التحالف.
وبحسب المنظمة، وثّقت قرابة 90 غارة جوية للتحالف أصابت منازل، وأسواق، ومستشفيات، ومدارس، ومساجد، ومراكز احتجاز؛ قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب.
وفي العاشر من نوفمبر، أخطرت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس الأمريكي، رسميا، عزم الإدارة بيع أسلحة بقيمة تزيد عن ثلاثة وعشرين مليار دولار أمريكي للإمارات، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز “F-35“، وطائرات بدون طيار، وذخيرة “جو-جو”.
20 الف طفل في اليمن يواجهون الجوع
منظمة إنقاذ الطفولة لفتت هي الاخرى أن ” أكثر من 20000 طفل في اليمن يواجهون الجوع والمجاعة في عام 2021 م،
وعبّرت عن قلقها العميق من إنعدم الأمن الغذائي في اليمن، حيث صرّح كزافييه جوبيرت ، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، إنّ هذه الأرقام لا تترك مجالاً للشك في أن الأطفال يموتون جوعاً في اليمن، متوقعاً أن يكون الوضع أسوأ العام المقبل.
وقال إنّ:”أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة ليس لديهم طعام كاف ليأكلوه ، وأكثر من 2200 على وشك الموت جوعا”، ووصف مؤشرات هذه الارقام بالكارثة، مشددا على اهمية “أن تدق أجراس الإنذار حول العالم”.
وأضاف:” لا يمكننا ترك جيل كامل من الأطفال يموتون لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام”.