الرجل… والرجولة في خطابات الرئيس الشهيد…
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 4 ديسمبر 2020مـ -19 ربيع الآخر 1442هـ ]
بقلم/ فهد عبد الحميد المروني.
وكيل أول محافظة ذمار
محاولة الدنو والاقتراب من فكر وثقافة وتوجهات القادة العظام يبدو صعباً في كثير من الحالات؛ لأن هؤلاء في الغالب يتمتعون بخصائص وصفات تتجاوز حدود وامكانات الآخرين وان اتسعت مداركهم، لأنهم رجال خلقوا قادة، وهيئتهم السماء لأن يصبحوا نماذج لا تُقارن وأنجم لا تُطال…
والتاريخ السياسي العربي والاسلامي قدم لنا خلال العقود الأربعة الأخيرة نماذج لهؤلاء العظماء الذين استطاعوا بتوفيق ورعاية من الله أن يحدثوا متغيرات ما كان لها أن تحدث بدونهم، ولقد كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” والإمام الخميني في إيران “رضوان الله عليه” وكذا قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدرالدين، والسيد حسن نصر الله في لبنان صور ونماذج حية لهذا الصنف من الرجال الذين يصنعون التحولات الهامه في تاريخ شعوبهم، ويتجاوزون بهمَّم الرجال العظماء كل الصعاب والمعيقات مهما كبرت…
ولا شك أن الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمه الله عليه كان امتدادا لهذه النماذج وصوره مُقربة من رفاقه وقاداته من أعلام الهدى فكان ذلك المجاهد العظيم والرئيس العظيم، والشهيد العظيم ايضاً…
ولقد اثارني ما قرأت قبل أيام وهو عباره عن خطاب للرئيس الشهيد تحدث فيه بحكمهٍ عن معنى الرجولة وقيَّم الرجل حين يكون رجلاً لا شبيه للرجال، ولقد استند رحمه الله إلى قصة رجل سورة “يس” الذي امتدحه الله في هذه السورة وأثنى على قيمَّه وحكمته وشجاعته في مقارعه الباطل …إذ تحدث الله عز وجل عنه كرجل وليس كوظيفه ومنصب، فلم يقل وجاء المدير أو الوزير أو المسؤول، بل قال (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
وهي اشارة من الرئيس الشهيد الى أهمية الدور الذي قام به هذا الرجل الذي جاء سعياً من أطراف المدينة لينصح قومه باتباع الحق والتزام دين الله …ونحن نفهم أن هؤلاء القوم من أعتى وأفجر الأقوام فمازالوا مع الباطل يرفضون هدى الله مع أنهم اختصوا دون غيرهم بثلاثة من الرسل والهداة ومع ذلك لم يراعوا أو يهتدوا بل زادوا عتواً ونفورا، وقتلوا هذا الرجل الناصح ليصبح شهيداً بل قالت بعض المصادر أنه أسرع شهيد إلى الجنة، وقصته معروفه وفق النص القرائي من السورة…
لقد تمحور الرئيس الصماد حول هذه النقطة كثيراً وأخذ منها مرتكزاته الأساس في خطبة طويلة له، ذلك أن للرجولة معانٍ كبيره حين يدرك الرجل الكامل أهمية وجوده في الحياة ودورة في مقارعة الباطل في أي زمان ومكان، ويرى الشهيد الصماد رحمه الله أن بعض الثقافات تمسخ الانسان من رجولته فيعيش نفسية هزيلة، وهي اشارة واضحة إلى تصدع وانهيار قيَّم الرجولة في واقعنا العربي اليوم.
ثم يشير إلى عظمة الرجال حين تغزوهم النوائب وتستهدفهم الاحداث، ويقول متحدثاً عن وطنه ما يلي:( حين وصل العدوان إلى ذروته واستخدم افتك الأسلحة برز رجال الرجال في هذه المراحل الصعبة ليتسابقوا إلى جبهات القتال (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
ومضى رحمه الله وأكرم مثواه في ضرب الأمثلة وطرح الشواهد من القرآن الكريم ومن واقع الحياة وشواهدها في زمن العدوان، وانقسام الناس إلى مؤمن ومنافق…رجال واشباه رجال، قوى حق وقوى باطل، لكن هذه المساحة لا تسمح بالمزيد وقد نعود مره أخرى إلى الموضوع ذاته، ولكن قبل الختام يجب أن نتذكر موقفاً رجولياً لا يصنعه غير الرجال ولا ينطق به غير القادة العظام ذلكم كلماته أمام بعض المجاهدين في احدى الجبهات القتالية، فقد ادهشهم أن رئيس الجمهورية شخصياً يزورهم إلى مقدمة الجبهة ويتحدث معهم بلغة رجل يحبهم ويحبونه، فقد قال.(إن مسح أحذية المجاهدين في مواقع القتال أشرف من كل مناصب الدنيا) رحم الله هذا المجاهد العظيم واحسن اليه..