الخبر وما وراء الخبر

مستقبل النظام الإسلامي الإيراني في ظل الأوضاع والظروف والتحديات الراهنة. الحلقة ال (٥).

22

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 3 ديسمبر 2020مـ -18 ربيع الآخر 1442هـ ]

بقلم / فاضل الشرقي.

رابعاً: من أهم التحديات التي تواجهها إيران وتتعرض بسببها لأشد الضغوطات والعقوبات هو: التمدد الإيراني، أو التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، أو تصدير الثورة، أو الهلال الشيعي، أو محور المقاومة، على مختلف المسميات التي تؤدي لمعنى واحد هو التدخل والتمدد الإيراني في المنطقة، بالفعل هناك نفوذ وتوغل وتدخل إيراني في شؤون المنطقة ولكنه شريف ونظيف يقوم على مرتكزات نبيلة، وغايات وأهداف شريفة ومقدسة يفرضها الدين الإسلامي الحنيف، وهي جزءًا أساسياً وركناً مهماً في ديننا الإسلامي الحنيف، وهو ما يعرف بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأرض المتفق عليه بين جميع المسلمين، وما يُميّز التمدد الإيراني أنه يقوم على قيم ومرتكزات العدل والحق والحرية، ومحاربة الإستكبار والظلم، ونصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض دون أيّ ضغوطات، أو تهديدات، أو مصالح شخصية، ولا يمس بالأمن والإستقرار والسيادة، ولهذا هو ليس تمدداً وتدخلاً يقوم على أسس قومية، أو مذهبية، أو سياسية، بل يعتبر توسعاً وتمدداً إسلامياً مقدساً، ولكن لماذا يملئون الدنيا صراخاً وعويلاً وضجيجاً أمام هذا التمدد والتوسع الإسلامي.

أولا: لأنه يقوّض التدخلات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، ويهدد مصالحها ومشاريعها، وأطماعها، ويقاوم نفوذها في التسلط والهيمنة.

ثانياً: لأنّه يقوّض سلطات الحكام الظلمة الفاسدين المستبدين الطواغيت العملاء للغرب والصهاينة.

ثالثاً: لأنه إسلامي – وليس قومي- يقوم على أساس محاربة المستكبرين ونصر المستضعفين في الأرض، وهو ما عرف خلال الثمانينيات بمصطلح (تصدير الثورة الإسلامية).

رابعاً: أنّه يبني تحالفات إسلامية قوية في مواجهة الهيمنة الصهوينية الأمريكية، ويحد من نفوذها، ويحمى أحرار الأمة، ويحول دون التفرد بالصراع مع الجمهورية الإسلامية الحامل الرئيسي لهذا المشروع، ويحميها من الإستهداف، وفرض العزلة.

خامساً: يقوّض التمدد والتغلغل الوهابي الداعشي التكفيري الذي ترعاه أمريكا وإسرائيل والغرب، ويحافظ على صفاء وطهارة ونقاء الفكر الإسلامي القرآني الأصيل.

سادساً: أنه يقوم على القرآن الكريم، والإسلام الحق، ومرتكزات صحيحة في التولي والإتباع.

سابعاً: أنه تدخل حر ومستقل بعيداً كل البعد عن المشاريع التوسعية الصهيونية الأمريكية، متحرراً من كل ضغوط الوصاية والهيمنة بل على النقيض منها، ولو كان على صلة بها لما سمعنا أيّ كلام عنه، بل كل عبارات الترحيب والتسهيل، والتعظيم والتمجيد، والتبرير.

ولكن الجمهورية الإسلامية تدفع ثمناً باهظاً لهذا التوسع، والغرب والصهاينة والأمريكان يعتبرونه أكبر خطرٍ تحدٍ يواجهونها، ويجاهرون بذلك، وهدف كل هذه الضغوطات والعقوبات هو إيقاف التوسع والنفوذ الإيراني في المنطقة كما يقولون، بل هو (بيت القصيد) وهم يعتبرونه أهم من البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية مائة ألف مرة، وبالتالي ما الذي يجب على الجمهورية الإسلامية أن تعمله حيال ذلك؟

يجب عليها بذل المزيدمن التوسع والتمد والتدخل، وبذل أكبر جهد ممكن في سبيل ذلك، وبذل المزيد من الدعم لحلفاءها، وتزويدهم بكل الخبرات والإمكانات، ومضاعفة الدعم إلى أعلى مستوياته، لأنّ هذا أكبر خطٍ للدفاع عن النظام الإسلامي، ويشكل أكبر تهديد للغرب والأمريكان والصهاينة وعملائهم، ولأنه واجب إسلامي مقدس، ولأنه يهدد وجود الكيان الصهيوني برمته، ولأنه يحمى المستضعفين من عباد الله في الأرض، ولأنه حق مشروع وقانوني، ولأنّه غير محرجٍ أصلاً للنظام الإسلامي فكل الدولة تتدخل وتتمدد وتتوسع ولا تبالي.

وأول تدخل في المنطقة والعالم على كل المستويات هو التدخل الأمريكي، ثمّ الصهيوني، ثمّ الغربي، ثمّ الذي يليه تباعاً كلاً على قدر دوره ومسؤوليته، ويتدخلون بشكلٍ علني جهاراً نهاراً، والسعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، ومصر، وحتى السودان، الكل يتدخل سلباً في شؤون الآخرين، ولا نسمع أيًا من هذا العويل والصراخ.. لماذا؟ لأنه كله ضمن الأدوار ووالتوجهات والتوجيهات الأمريكية الصهونية، ولهذا يعتبرونه ممكناً، ومشروعاً، ومرحباً به، لا يريدون التدخل الإيراني لكنهم أبواق للتدخل الصهيوني الأمريكي الغربي السعودي الإماراتي القطري التركي، ويريدون أن يكون هو البديل للتدخل الإيراني وأن نكون معهم..

إيران حققت نجاحاً متميزاً بتدخلها الشريف النظيف النزيه في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، وغيرها مما لا نعلم، وسحقت المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة وأدواته وعملائه، ومرغت أنوفهم في التراب، ونقلت المعركة إلى عقر دار العدو، وأثبتت قدرات ونجاحات فائقة، وكُلفَة عدم التدخل أكبر بكثير من التدخل، ولولا هذه التحالفات التي ترعاها وتمولها وتقودها الجمهورية الإسلامية فلربما أنها كانت في خبر كان، ويعتبر هذا أقوى،……يتبع👇

ورقة ضغط بيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الأعداء، وأخيراً تمنياتنا بالمزيد من النفوذ والتوسع والتمدد القائم على أساس التحالفات الإسلامية القرآنية المشتركة لصناعة أمة واحدة، والتوفيق والنجاح والإنتصارات بعون الله وفضله.