كابوس الصواريخ اليمنية في البريد العاجل لبايدن
ذمار نيوز || تقارير ||
[2 ديسمبر 2020مـ -17ربيع ثاني 1442هـ ]
تركت عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده جدلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً ليس لكون اغتيال العالم الإيراني شكل ضربة مؤلمة لإيران ولا لكون الجمهورية الإسلامية مصرة على الانتقام ـ جاء ذلك على لسان قادتها وفي مشروع “قانون الإجراءات الاستراتيجية” الذي تبناه مجلس الشورى الإيراني ـ بل لكون العملية ستعقد الوضع في الشرق الأوسط أمام إدارة بايدن التي أعلنت أنها ستلتزم بالاتفاق النووي مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي منه بقرار الرئيس الحالي ترامب، إلا أن للصحفي الصهيوني الشهير توماس فريدمان رأياً آخر ففي مقال له في صحيفة ” النيويورك تايمز” تحت عنوان “عزيزي جو بايدن.. النووي الإيراني ليس المشكلة.. الشرق الأوسط قد تغير” وجه الصحفي الصهيوني عدداً من الرسائل والنصائح لصديقه “بايدن” وقد لاقت رسالته الآنفة الذكر ضجة إعلامية واسعة باعتبارها تحمل بعضاً من ملامح السياسة التي يراد لإدارة بايدن أن تنتهجها تجاه القضايا المعقدة في الشرق الأوسط، والتطورات الحاصلة ومرحلة ما بعد الملف النووي الإيراني.
توماس لبايدن تذكّر “بيرل هاربر” الشرق الأوسط
وقد حاول الصحفي الصهيوني أن يعيد تذكير بايدن بما اسماه ” بيرل هاربر” الشرق الأسط ويقصد عملية توازن الردع الثانية التي كانت بتاريخ 14 من أيلول/ سبتمبر 2019 والتي استهدفت مصافي أرامكوا في بقيق وخريص باعتبارها عملية هزت الكيان الصهيوني وعمقت مخاوفه تجاه ما يمكن أن يأتي به المستقبل، وأعتبر أن الملف النووي لم يعد هو الوحيد الذي يقلق قادة الكيان الصهيوني فقد بات الاعتقاد السائد لدى صناع القرار في تل أبيب بأن ملف النظام الصاروخي الإيراني أصبح أكثر تهديداً من الملف النووي وهو ما يجب أن يتنبه إليه بايدن وأن يكون أولى أولوياته هو التركيز على هذا الملف.
ويضيف الصحفي الصهيوني في مقالته التي وجهها لبايدن ” “إنه ليس الشرق الأوسط الذي تركته قبل أربع سنوات”. محاولاً الإيحاء لبايدن بأن أفضل طريقة لفهم الشرق الأوسط الجديد ـ حسب تعبيره ـ هو النظر لما يحدث في السعودية قاصداً الضربات الصاروخية المركزة وفشل منظومات الباتريوت وثاد والرادارات الأمريكية لكنه يحاول ربط ذلك بإيران وما يسميه وكلائهم في المنطقة قاصداً (الجيش واللجان الشعبية).
ما أصبح يخشاه الصهاينة هو تمكن إيران من تصدير تكنولوجيا صناعة الصواريخ الدقيقة إلى حركات المقاومة الإسلامية القريبة من تل أبيب بل أصبح الكيان يصرح بانه لن يسمح لحزب الله أو حماس بامتلاك صواريخ مشابهة لمنظومة قدس اليمنية ذات الدقة العالية والقدرة على المناورة وفشل الرادارات في كشفها وباعتبار أن تصدير تكنولوجيا صناعة الصواريخ أسهل من تصدير التكنولوجيا النووية وبالتالي فإن المطلوب في المرحلة القادمة من الإدارة الأمريكية الجديدة هو تقييد النظام الصاروخي الإيراني على غرار ما حدث للملف النووي.
الصواريخ المجنحة اليمنية تفاقم القلق الصهيوني
مقالة الكاتب الصهيوني المعروف لا تعدو كونها ترجمة لمخاوف تل أبيب وصدى لخفقان قلبها للتطور اللافت في قدرات الشعب اليمني الصاروخية ـ الذي يعتبر الكيان الصهيوني عدوه الرئيسي ـ فتطور القدرات الصاروخية اليمنية رافقه تصاعد كبير للقلق الصهيوني فبعد تمكن القوة الصاروخية اليمنية من انتاج الصاروخ المجنح ” قدس 1″ ونجاحه في الوصول إلى اهدافه في العمق السعودي كانت العين الصهيونية تراقب بقلق كبير معتبرة أن فشل السعودية في التصدي لتنامي القدرة الصاروخية اليمنية بات يهدد الأمن القومي الإسرائيلي، وما يثير القلق الصهيوني هو أن هذه الصواريخ النوعية تحمل أسم ” القدس” وهي تسمية ذات مدلول يفهمها الصهاينة كما لم ينس الشعب اليمني في أن يعبر أكثر من مرة عن مساندته الشعب الفلسطيني والتعبير صراحة عن الاستعداد لأن يكون في قلب أي معركة قادمة مع تل أبيب وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبد الملك في خطابه له بمناسبة المولد النبوي الشريف 2019م قد وجه رسالة شديدة اللهجة للكيان” شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي وتوجيه أقسى الضربات ضد الأهداف الحساسة في كيان العدو إذا تورط العدو في أي حماقة ضد شعبنا اليمني العزيز”. وبالتأكيد فإن الكيان الصهيوني يعرف جيداً أن هذه التهديدات ليست فارغة وأن من تجرأ على إيقاف نصف صادرات النفط العالمي قادر على قصف أي مكان حساس في تل أبيب..ويأتي اختبار صاروخ قدس 2 الجديد على بعد أمتار من مكان لقاء نتانياهو ببن سلمان تأكيد آخر على أن الشعب اليمني يحسب حساب متطلبات الردع القادم في حال استمر العدوان على اليمن وقد تصل اليد اليمنية الطولى إلى أهداف حساسة في العمق الصهيوني.
الخلاصة أن الشرق الأوسط فعلا تغير وأن زمن الاكتفاء بالتنديد والشجب ازاء جرائم الكيان الصهيوني وسياساته العدوانية تجاه شعوب الأمة وعلمائها وقادتها ومجاهديها العظماء قد ولى وأتى زمن الرد الفاعل والمؤثر وأن غداً لناضره قريب.