مستقبل النظام الإسلامي الإيراني في ظل الأوضاع والظروف والتحديات الراهنة.
ذمار نيوز || مقالات ||
[2 ديسمبر 2020مـ -17ربيع ثاني 1442هـ ]
بقلم/ فاضل الشرقي
– الحلقة ال (٤).
الأربعاء ١٧ ربيع ثاني ١٤٤٢ه- ٢/ ١٢/ ٢٠٢٠م.
ثالثاً: الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبرنامج النووي الإيراني، حيث تعاني الجمهورية الإسلامية من عقوبات وضغوطات قصوى على برنامجها النووي حتى وإن كان للأغراض السلمية إلاّ أنّ الغرب والصهاينة والأمريكان يستغلونه ويهولونه ويكبرونه ويجعلون منه مصدر قلق وتهديد للمنطقة والعالم، ومبرراً لهذه الضغوطات والعقوبات والهدف من ذلك:
– التخوف من التفوق العلمي الإيراني، والتحول نحو الطاقة الذي سيحقق نهضة علمية، وطفرة اقتصادية للجمهورية الإسلامية التي ستقدم نموذجاً على التقدم العلمي والحضاري للإسلام، وهذا خط أحمر، ودونه خرط القتاد.
– تعاظم القدرات العلمية للجمهورية الإسلامية على إنتاج خطوط متقدمة من المفاعلات النووية والذرية التي ستشكل أكبر تهديد للغرب والأمريكان وفي المقدمة الصهاينة، وتُعاظم قدراتها في الدفاع والهجوم معاً.
إذاً الخوف من الجمهورية الإسلامية كنظام وقيادة، والا فهناك دول تمتلك القوة النووية مثل الدول العظماء، والهند، وباكستان، وإسرائيل التي تشكل خطراً على العالم بأكمله، وهناك دول تسعى للتحول النووي ولديها برامج نووية مثل الإمارات والسعودية ولا أحد يتحدث عنها، مع أنّ البرنامج النووي الإيراني قديم من أيام الشاه الذي كان يمثل شرطي الخليج والمنطقة بالنسبة للغرب، ولم يشكل آنذاك مصدر أيّ قلق وخطر وتهديد.
– الوكالة الدولة للطاقة الذرية تُعتبر إيران عضواً فيها، ووقعت معهما الكثير من المعاهدات والملحقات والبروتوكولات الإضافية من وقت لآخر، ومهمتها الرقابة على البرامج النووية وضمانة توجهها للأغراض السلمية فقط، وهي في الحقيقة وكالة أمنية استخباراتية تتجسس على هذه البرامج والمفاعلات وأماكن تواجدها وعلمائها لصالح أمريكا وإسرائيل، وطاقمها العامل – حسب نوع وطبيعة الإستهداف- من كبار خبراء وكالات المخابرات الأمريكية والإسرائلية التي تقدم المعلومات اللازمة عن البرامج النووية والعلماء النوويين لوضعهم على لائحة الإستهداف، وقد خسرت إيران عدداً كبيراً من علمائها، وتعرّضت برامجها ومفاعلاتها للإستهداف والهجوم السيبراني المدمر بفضل وبركة هذه الوكالة.
– إذاً ما هو الحل؟ الحل هو في إنسحاب إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تماماً لأنها تضع قيوداً مجحفة بحقها، وتعرقل مسار تقدمها العلمي، ولا تفي بالتزامتها، وتمارس أدواراً مخابراتية تجسسية لصالح أمريكا وإسرائيل، وبقاء إيران في الوكالة يعني أنّ برنامجها النووي تحت يد وعين الأمريكان والصهاينة، وعليها أن تستغل قتل علمائها وقادتها والعقوبات المفروضة عليها وتعلن انسحابها، وتطرد المفتشين، وتزيل كاميرات المراقبة كما عملت كوريا الشمالية، مع أنّ إسرائيل نفسها ليست عضواً في هذه الوكالة، والإنسحاب من الإتفاقيات والمعاهدات الدلية حقاً مكفولاً للأعضاء، وقد رأينا أمريكا كيف انسحبت مؤخراً من منظمة الصحة العالمية، ومن اتفاقية المناخ، ومن معاهدة الصواريخ والأجواء المفتوحة، ومن الإتفاق النووي الإيراني نفسه، وبقاء إيران في الوكالة ليس من الحكمة في شيء، ولا يحمي مصالحها بل مصدر خطر وتهديد عليها وعلى شعبها، وهذا هو توجه سماحة آية العظمى قائد الثورة السيد علي الخامنئي، وفي هذا الصدد يقول السيد حسين بدالرين في الدرس الرابع من دروس رمضان سنة ٢٠٠٣م: (يحكون بأنّه بعدما جاء قرار الوكالة الدولية حول موضوع المفاعلات النووية، هناك تيار منهم يقولون: يجب أن نسلك طريقة كوريا نترك الوكالة هذه نتخلى عن الإتفاقية هذه، ليست قضية مُلزمة، إسرائيل ليست عضواً في الوكالة هذه، نفس إسرائيل ليست عضواً، الإسرائيليون أذكياء لم يدخلوا أعضاء في الوكالة هذه مع أنّ لهم نفوذاً داخل الوكالة وداخل أمريكا، لم يوقعوا على الوثيقة هذه التي تجعلهم أعضاء في الوكالة هذه وخاضعين لنظامها!. الإيرانيون خنقوا أنفسهم بأن كانوا أعضاء في الوكالة.
نجد هنا فعلاً كانت هذه هي الرؤية الصحيحة أن يكونوا مثل كوريا الشمالية, كوريا تخلت عن المعاهدة الدولية هذه، وتركت الوكالة الدولية نهائياً وطردت المفتشين وأزالت كاميرات المراقبة وهددت أمريكا! الآخرون هناك ضعف في النفوس قالوا: لا، نحاول، نحاول! وإذا قد هناك منطق غريب بدا منطق أن الآخرين الذين هم التيار هذا القوي الذي لا يزال محتفظاً بمعنويات الثورة وقيم الثورة، وعرف كيف يتعامل مع أمريكا من زمان ولا يزال على نفس الروحية يسميهم الآخرون: دعاة حرب، دعاة حرب! أي: كأنّ هؤلاء ما قد عرفوا السلام، وكم تكررت كلمة: سلام وكم بحث العرب عن السلام ولم يحصلوا على السلام [أولئك متشددون، دعاة حرب، متزمتون!] وأشياء من هذه يعتبرونهم؛ لهذا هي قد تكون فعلاً مواقفها بدت ضعيفة مواقف ينطلق منها قادة القاعدة قاعدتهم التي أوصلتهم إلى هذه المواقع هم من؟
هم أعداد كبيرة من جيل لم يذكّر بالنعمة، لم يذكّر بالوضع السابق، ثمّ كيف تغيرت الوضعية إلى الأفضل)
وهذه هي عقيدتنا، وقناعتنا، وثقافتنا، وسياستنا.