الأمن.. وطن في صنعاء.. وغربة في عدن
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 3 نوفمبر 2020مـ -17 ربيع الاول 1442هـ ]
بقلم / إكرام المحاقري
لقد أرادت قوى العدوان الدمار لليمن، واغراقه في مستنقع الفوضى، وبالأخص العاصمة صنعاء، لأنها قلب اليمن النابض بالحياة، حيث استخدموا كل الوسائل الإرهابية لتغريب الأمن في موطنه، لكنها فشلت تلك القوى وسقطت المشاريع، وتهاوت المخططات بوجود القيادة الحكيمة والوعي الشعبي الراسخ، في صنعاء الصمود التي كرمها الله في ابناءها الاباة من ابناء المسيرة القرآنية تحت راية سبط رسول الله.. قائد الثورة السيد عبدالملك سلام الله عليه؛ فيما تلك المشاريع التخريبية والعبثية في المناطق الجنوبية الخاضعة لحكم الاحتلال الرباعي، نمت واصبحت اليوم هي وجه الحال فيها.
وذلك بسبب عدم وجود قيادات وطنية، بل وجود أدوات مرتزقه، في ظل غياب شعبي واعي بأهمية الوطن والحفاظ عليه بسبب السياسات السابقة التي كانت تمارسها الانظمة العميلة في الماضي مما جعل الشعب في حالة تخبط وتيه، وغيب من ذهنية الانسان اليمني عظمة الولاء الوطني، ووجود دستور الخيانة الذي تفرع ديمقراطية أمريكية في جنوب اليمن، ناهيك عن القانون الإرهابي الذي تسلطت سكاكينه الحادة على من يخالفهم الرآي كائن من كان.
مفارقات ذأت نطاق وأسع تلك التي حدثت من بداية العدوان الغاشم على اليمن في الـ 2015م حتى يومنا هذا، وبين هذه الأعوام مقامات ارتقاء ودركات سقوط، تفرعت مابين شمال اليمن وجنوبه، فالمناطق الخاضعة لسيطرة مرتزقة العدوان أصبحت كجحيم مستعر بنيران الغدر والخيانات، والمخططات الممنهجة التي نفذت بدقة من قبل ادوات التحالف الدولي، وجسدتها على أرضية الواقع مرتزقة الادوات وتفرعت الجريمة مابين قتل ونهب وسلب وإخفاء قسري واغتصاب وتجنيد للأطفال، ونشر الحشيش والخمور والمخدرات وما نشرت المواقع موخراً الا صورة مصغرة من الجريمة التي تتعرض لها مدننا اليمنية، كما أن الرذيلة اصبحت احد الألآم التي تحز في نفس كل إنسان يمني حيّ، و بإشراف قادة الحرب الناعمة وخدامهم، ولنرجع إلى مقطع نشر من محافظة “عدن ” لمرأة تستنجد الغوث وتسرد الجريمة بحذافيرها قائلة بمليء العبارة “أين أمن صنعاء”!!
مقارنة بكل ذلك، لنا وقفة مع (أمن صنعاء) والمؤتمر الصحفي للعميد العجري، والذي كشف فيه عن انجازات أمنية كبرى خلال الأسبوع الرابع من أكتوبر المنصرم، وضح فيه حنكة وصحوة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في الجغرافيا الواقعة تحت حكم المجلس السياسي الاعلى، حيث كشف عن ضبط وإبطال مفعول 32 عبوة ناسفة زرعها تنظيمي “القاعدة وداعش” في مديرية القرشية بمحافظة البيضاء.
و أعلن عن إلقاء القبض على 9 عناصر إجرامية من عناصر القاعدة، وضبط 63 من العناصر الإجرامية التابعة للعدوان، ليس هذا فحسب !! فالأجهزة الأمنية الوطنية تبذل جل جهدها لضبط المهربين للمخدرات في عكس مايحدث في محافظة “عدن” وغيرها من تسيب !! حيث كشف العجري عن ضبط (طن 343 كيلوا جرام من الحشيش المخدر) وألقي القبض على المتهمين بحيازتها ومحاولة تهريبها، والبالغ عددهم 28 متهما، وذلك خلال فترة وجيزة مابين 24 وحتى 31 من شهر أكتوبر المنصرم .
وهكذا نكون قد وصلنا إلى خلاصة مقنعة للشارع الجنوبي دون غيرة، فحكومة المرتزقة ساومت بـ أمن وكرامة وحياة ابناء الجنوب مقابل مناصب وهمية في “الرياض”، ولكل خطوة خيانة ثمن باهض وقد يكون الثمن هو: إستقلال الوطن، فالتحية كل التحية للقيادة الحكيمة والعقيدة العسكرية في العاصمة صنعاء، فكل هذه الإنجازات التي ليست إلا قطرة من غيث بطولات النصر، تُبشر بفتح قريب، وإن غدا لناضره قريب.