ذكرى مولد المصطفى.. النور المتجدد الذي لا يبلى
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 22 اكتوبر 2020مـ -5 ربيع الاول 1442هـ ]
بقلم || عبدالملك المساوى
روي في حديث قدسى إنه بعد أن خلق الله أبانا آدم عليه السلام ، وأمرالملائكة بأن يسجدوا له. نظر إلى العرش فرأى عبارة مكتوبة على ساق العرش. هيا “لاإله الاالله محمد رسول الله” فقال آدم” من هذا يارب الذي قرنت إسمه بإسمك؟ قال الله جل ثناءه: هذا حبيبي محمدالذي لولاه ماخلقتك يآدم ولاكانت سماء ولا أرض. ولاشمس ولاضلال” قال آدم عليه السلام ومن يكون محمد يارب؟ قال الله عزثناءه وتقدست أسماءه” هومن ذريتك يا ادم وهو النبي الخاتم الذي تختم به الرسالات ورسالته للعالمين جميعا وأمته خير الإمم.
ومنذ أن خلق الله آدم وحوى عليهما السلام فقدإستمر نور محمد صلوات الله عليه وعلى آله يتنقل بين الأصلاب الزكية والأرحام الطاهرة حتى استقر في صلب عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ثم انتقل ذالك النورإلى إمه آمنة بنت وهب ليشرق على الوجد ويغمر أرجا الكون ببهاء طلعته الزكية وغرته السنية في الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل؛ (يوم نالت بوضعه ابنة وهب….من فخار مالم تنله النساء ـ فهنيئابه لأمنة..الفضل…بالذي شرفت به حواء، صلوات الله على سيد الوجود “شجرة الأصل النورانية ولمعة القبضة الربانية وأشرف الخليقة الإنسانية”وعلى آله
إذ إن يوم مولده الشريف هويوم ميلاد فجر جديد غمرالوجود ببهائه وبدد غياهب الكفر والظلام بنور الرحمة والعدل والمحبة ،نورالهداية للبشرية إلى خلاصها من الضلال والتوهان والهلاك المحقق ؛ إنه يوم أشرقة فيه شمس الحقيقة الساطعة والبينة الواضحة..يوم تنزلت فيه الرحمة المهداة للعالمين.فحق للأمة أن تفرح وتحتفل وتعظم شعائر الله؛ كما قال تعلى; ( ومن يعظم شعائرالله فإنها من تقوى القلوب) وتبتهل بالحمد على نعمة الهداية الى الله لتحقيق الفوز والفلاح في الدنيا والأخرة؛
وشعبنا اليمني المؤمن الكريم هو من أكثر شعوب العالم الإسلامي حبا واتباعا واقتداء وتمسكا وتعلقا وولاء واخلاصا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله؛ واليمنيون يحتفلون بمناسبة مولد سيد الوجود محمد صلوات ربي عليه وعلى آله في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام ..عبرالأجيال..المتعاقبة.
وكان أبآئنا وأجدادنا ومن سبقوهم يقيمون الإحتفالات ويعقدون حلقات الذكر في المساجد وفي مجالسهم العامرة بذكر رسول الله وبركة رسول الله؛ مستحضرين من صفاته ومناقبه وشمائلة قيم المحبة والصدق والإخاء، ومكارم الخصال ومحامد الأفعال؛ و تتعدد وتتنوع الطقوس الإحتفالية بين تدارس السيرة العاطرة للحبيب المصطفى وترديد الأناشيد والمدائح النبوية،إلى غير ذالك من إعمال البر و الإحسان وتقديم القربات إلى الله والعطف على الفقرء والتوسيع على الأهل.. إكراما وتعظيما وإقتداءا برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ولم تكن هذه الإحتفالات وهدا التعظيم والتوقير وهذا الإبتهاج بالمولد لالشريف لم يكن يخص منطقة بعينها أومذهب أو طائفة ،بل على مستوى كل إلشعب اليمني زيدية وشافعية ،فلا تمييز بأي شكل على نحومن تلك المحاولات التي رأيناها ا بعد أن أطل قرن الشيطان من نجد، ووصل المد الوهابي التكفيري وطال بلادنا كما طال غيرها من بلدان المسلمين ،لاسيما في زمن البترودولار،خصوصا منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث استفحل ضلاله وأنكر على الناس إقامة هذه الشعائر العظيمة بذريعة باطلة يدعي فيها بهتانا وغلاوحقدا على انها بدعة؛ قاتلهم الله أنا يؤفكون ،
فعمد التكفيريون إلى محاولةإثارة العداوة والبغضاء،بين المجتمع. بهدف تفتيت النسيج الإجتماعي، والفت في عضد التعايش القائم بين اليمنيين عبر آلاف السنين ذلك لإن المشروع الوهابي المستمد من المشروع الإستعماري للدول الغربية المهيمنة الذي تمثل الطاغوت في هذا العصر ؛هو مشروع معروف وأهم أهدافه هو القضاء على الإسلام المحمدي عن طريق إستبداله بدين محمد ابن عبد الوهاب الذي يخدم مشروعهم الإستعماري الرامي إلى فصل هذه الإمة عن الإرتبط بنبيها ومصدر هدايتها.وأساس توحدها ومنبع قوتها ومنعتها وإنتصارها وعزها في ماضيها وحاظرها ومستقبلها.
وإذا كان التكفيريين قد أثروا في فترة من الفترات إومرحلة من المراحل ..بشكل أوبأخر وحدوا من إتساع حجم ونطاق الإحتفال بذكرىالمولد النبوي الشريف في بلادنا وإن بشكل نسبي،إلا إنه ومع بزوغ وانبلاج فجر المسيرة القرآنية المباركة
وبعد أن بدأ الزخم الجماهيري لها يتنامى ويتزايد ،تغير الحال كثيرا وبدأت الإحتفالات تاخذ طابعها الذي يليق بعظمة المناسبة المستمده من عظمة صاحبها صلوات ربي عليه وعلى آله،
حيث شهدت محافظة صعدة المهرجان الاحتفالي الكبير في 12ربيع أول من العام 1433تحت شعار ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .حيث حمل شعار المناسبة الكثير من الدلالات والرسائل التي أراد قائد المسيرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إيصالها إلى القوى السياسية في الساحة اليمنية وإلى أبناء الشعب اليمني ، وفي مقدمتها التأكيد على الخيار السلمي والتعايش والقبول بالآخر والابتعاد عن سياسة الإلغاء والإقصاء ، والحث على وحدة الصف ولم الشمل ، وإظهار الغلظة والعداوة للأعداء والوقوف في وجههم والتصدي لكافة مؤامراتهم ، والعمل على تعميق أواصر الأخوة والرحمة في أوساط المجتمع ، ونبذ ثقافة الغل و الحقد والكراهية والحفاظ على النسيج والسلم الاجتماعي اليمني، تأسياً واقتداء بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من آل بيته وأصحابه ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .
واليوم وفي ذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1442 هاهم أحفاد الأنصار يرسمون لوحات محمدية فريدة من نوعها ، لا مثيل لها ، لوحات مفعمة بالإيمان ، لوحات تعكس حب أبناء اليمن الميمون المتجذر في قلوبهم للرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لوحات تزداد بهاء وألقا وتميزا في كل عام يحتفل به بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم .