جاء رسول الله من أسرة طاهرة
ذمار نيوز || مقالات ||
[13 اكتوبر 2020مـ -26 صفر 1442هـ ]
بقلم || عدنان الكبسي
في الوسط القرشي كانت أسرة بني هاشم والذي منها رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) إذ كانت هذه الأسرة معروفة أنها على حنيفية نبي الله إبراهيم موحدين، لم تكن هذه الأسرة على الشرك مثلما كان عليه قومها.
أتسمت هذه الأسرة بالشرف والطهارة والبعد عن المفاسد الأخلاقية، يقول رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): (ما ولدتني بغي قط)، نسل طاهر من كل رذيلة، أسرة هي الصفوة داخل مجتمع قريش، فرسول الله خيار من خيار من خيار، كما قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): (أنا خيار من خيار من خيار) صفوة الصفوة من ذرية إسماعيل (عليه السلام)، وقال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)أيضاً: (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، صناعة إلٰهية خاصة وعناية ربانية كبيرة وإعداد تكويني عجيب، وهذا تكريم للبشر، يأتي الله إليهم برسول من بيئة طاهرة ونقية وسليمة، لم يكن مشوهاً برصيد ومحيط سيء.
نشأ (صلوات الله عليه وعلى آله) يتيم الأب أولاً ومن ثم يتيم الأم عندما بلغ عمره ست سنوات وتولى رعايته من البداية جده عبدالمطلب والذي كان له مكانة كبيرة في الساحة العربية وكان سيد قريش، وكان على حنيفية إبراهيم موحداً لله سبحانه وتعالى، فعني به جده عناية كبيرة تربية واهتماماً وتفقداً ورعاية، ((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ)) آواه الله وهيئ له جده عبدالمطلب بما كان عليه من رشد ونضج وسمو وشرف ومنزلة رفيعة يدرك عظمة وأهمية هذا الطفل.
كان عبدالمطلب يدني رسول الله منه ويقربه إليه ويكرمه لدرجة كبيرة، يأتي رسول الله إلى جده عبدالمطلب وهو بفناء الكعبة ويفرش له هناك وكان لا يفرش لأحد سواه، فيأتي ليجلس بجواره أو في حضنه، فيأتي أعمامه ليأخذوه فيقول عبدالمطلب: (دعوه، دعوا ابني فوالله إن له لشأناً).
وعند وفاة جده عبدالمطلب وعمره ثمان سنوات يكفله عمه أبو طالب بوصية من عبدالمطلب، فعني به بكل ما يمتلكه من اهتمام وتعلق وجداني كبير بهذا الطفل الميمون، وكان أبو طالب كأبيه على حنيفية نبي الله إبراهيم موحداً لله سبحانه وتعالى.
هيأ الله لرسوله محمد هذا الجو من الرعاية والإهتمام والحنو والعاطفة رحمةً منه سبحانه وتعالى.
نشأ رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) نشأة مباركة، وأنبته الله نباتاً حسناً، لم يكن كبقية الصبيان في عبثهم وفي لهوهم، بل كان لديه نضج كبير وإدراك عجيب ذو تصرف حسن، كان بعيد عن الأشياء التي تنم عن قلة أدب وعن ضعف الإدراك، بل ينمو معه الأدب العالي محفوف من الله بتنشئة خاصة، يقول الإمام علي (عليه السلام) في رسول الله: (ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره).
ولهذا جاء رسول الله من أسرة طاهرة مباركة متنزهة عن مفاسد الأخلاق، أتى طاهراً من نسل طاهر لم يتلوث أبداً، فهو (صلوات الله عليه وعلى آله) صفوة الصفوة ونقوة النقوة، خلقه الله وأحاطه بعنايته وتولى رعايته، آتاه الله حناناً من لدنه وزكاه أحسن تزكية فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.