الخبر وما وراء الخبر

ثورة إكتوبر والإتشاح بالسواد في ميلادها السابع والخمسين

18

ذمار نيوز || مقالات ||
[12 اكتوبر 2020مـ -25 صفر 1442هـ ]

بقلم || صدام حسين عمير

تحل علينا هذا العام في الرابع عشر من شهر إكتوبر ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍلسابعة ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪة ﻭﺍﻟﺘﻲ كانت ﺷﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺭﺩﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎء ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ كانت ايذانا ﺑﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ضد المستعمر ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ، تعتبر ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺛﻮﺭة ﺣﻘﻴﻘية عسكرية ﻭﺳﻴﺎسية لإن القوى الوطنية (ﺍﻟﺠﺒﻬﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻪ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ) التي تزعمت الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني استطاعت ﻣﻦ إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮية ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴة ﺑﻜﻔﺎءﻩ ﻭإﻗﺘﺪﺍﺭ إﻟﻰ إن ﺗﻜﻠﻞ ذلك ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ 1967 ﻭﺭﺣﻴﻞ آﺧﺮ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ منوب الوطن في ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ من نفس العام وللعلم إن ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ كانت من اكثر ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ تأثيرا في الواقع حيث احدثت ﺗﻐﻴﺮ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴة لإبناء ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮبية.

ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ثورة الرابع عشر من إكتوبر من ﺗﻮﺣﻴﺪ 23 مشيخة وسلطنة وضمتها في كيان سياسي ﻭﺍﺣﺪ في حين فشلت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻬﺎ من ﻋﻤﻞ ﺫﻟﻚ ,ايضا تمكنت ثورة إكتوبر من ﺑﻨﺎء ﺟﻴﺶ ﻭﺍﻣﻦ ﻗﻮﻳﻴﻦ مع توفير ﻣﺠﺎﻧﻴة ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍلصحة .

ﻭ ﻳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ إﻛﺘﻮﺑﺮ ﻫﺬا العام ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻬﺎ قرابة ستة اعوام من ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻏﺎﺷﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ الإماراتي ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭ إﻣﺮﻳﻜﻴﺎ وإسرائيليا ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺘﻄﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻛئيبة و متشحة ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻟﻤﺎ آﻝ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ بشكل عام وفي ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮبية ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ، ﺣﻴﺚ إن ﺍﺣﻔﺎﺩﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍلإﺭﺙ ﺍﻟﺬﻱ أﻭﺭﺛﻪ ﻟﻬﻢ آﺑﺎءﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﻀﺎﻝ ﻓﻲ أﺣﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ أﺭﺗﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ الجديد السعودي الإماراتي ﻭﺳﻬﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﺿﻊ ﺑﺤﺠﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﺭﺙ ﺍﺑﺎءﻫﻢ .

إن ﺗﻠﻚ الأفعال ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺍلأﺣﻔﺎﺩ أﻇﻬﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺣﺰينة ﺑﺎئسة متشحة بالسواد ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ السابع ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ..

*عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني.