الخبر وما وراء الخبر

الأمة الإسلامية تعيش أزمة ثقة بالله

42

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 اكتوبر 2020مـ -18 صفر 1442هـ ]

بقلم || عدنان الكبسي

في واقعنا كأمة إسلامية نعيش المآساة ونتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض، تظاهرنا بالإيمان وواقع عملنا كفر بالله وإيمان بدون الله، لم نعرف الله معرفة كاملة صحيحة، بل عرفنا الله بشكل مغلوط.
الأمة الإسلامية تعيش أزمة ثقة بالله وذلك نتيجة عدم معرفتها بالله، عدم الثقة بالله جعلت الأمة تتخبط في الظلمات، جعلت الأمة تتصرف بعيداً عن الله، جعلت الأمة تبحث عن هذا الطرف أو هذا الطرف للتتولاه، جعلت الكثير يسقط سقوطاً مدوياً في مستنقع التطبيع والعمالة لأعداء الأمة.
عدم معرفة الله جعلت المجتمعات الإسلامية تقف عاجزة أمام الخطر الكبير الداهم عليها، عندما جهل الناس الله استسلموا للشر وعبدوا الطاغوت فأصبحوا أشر مكاناً وضلوا عن سواء السبيل.
تحاكم الناس إلى الطاغوت بعد أن أمرنا الله بالكفر به، وجعل الله الكفر بالطاغوت تمسك بالعروة الوثيقة الوثقى فأبعدهم الشيطان عن الطريق السوي، فتولوا الطاغوت فأخرجهم من النور إلى الظلمات، حتى أصبح الواقع العام للأمة سيء للغاية بل ومن أسوء ما تعيشه الأمم، وليس هناك أسوء ممن يقاتل في سبيل الطاغوت، ويضحي ويستبسل في سبيل الطاغوت، فهم أشر خلق الله، إذ يتحركون لصالح من يسعى لإذلاهم، وينشطون لصالح من يبادر لقهرهم، يمدوا أياديهم ليستسلموا للأشرار زاعمين السلام مع المجرمين، ويبسطوا أيديهم إلى شعوبهم قتلاً وتدميراً وألسنتهم بالسوء سباً ولعناً حتى توالي الشعوب من يوالون وتعادي الشعوب من يعادون.
فالذي يسارع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن يجند نفسه في صف المطبعين، والذي يؤيد، والذي يصفق، والذي يبرر، والذي يقف ساكتاً لظنه أنه عاجزاً الكل لا يعرفون الله المعرفة الحقيقية وما قدروا الله حق قدره.
حتى علماؤهم هم من أجهل الناس بالله، وأشدهم ظلماً وأسوءهم إجراماً إذ يعرفون خطورة التطبيع مع الكيان الصهيوني ولم يحدثوا الناس بهذه الخطورة.
صغر الله في النفوس فعظم ما دونه أمام الأعين، غاب التعظيم لله فكبرت أمريكا وصارت إسرائيل عظيمة، أصبح الناس يخافون من بطش أمريكا، ولم يخشوا من الله الذي بطشه لشديد، وذلك لأنهم جاهلون بالله.
ولذلك يجب علينا أن نعود إلى القرآن الكريم لنتعرف على الله من خلاله، لأن أهم مصدر لمعرفة الله هو القرآن الكريم.
إذا عرفت الأمة الله كفرت بما سواه، إذا عرف الناس الله سيرفضون أمريكا وإسرائيل وأولياءهم، إذا عرف الناس الله سيثقون بوعود الله وينطلقون كالصواريخ لا يخشون أحداً إلا الله.
ولذلك كرر الله في القرآن الكريم عبارة ((لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ)) ((لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)) ليتقرر في أعماق نفوسنا ألوهية الله بشكل صحيح وأنه وحده الذي نأله إليه ونرفض كل ما سواه، لنثق في وعود الله لننطلق في مواجهة أعداء الله ونحن واثقون ثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى.
عندما تثق الأمة بالله ستكفر بحكامها المطبعين مع الكيان الصهيوني وعلماءها المروجين للعمالة مع الصهاينة.
عندما تثق الأمة بالله ستتحرك لتجاهد في سبيل الله لتواجه أمريكا وإسرائيل وأحذيتها الأعراب، لن تؤثر فيها مخاوف العدو ولن ترغب فيما بيد العدو وستنتصر بإذن الله العزيز القهار.
فمسؤولية الأمة أن تستعين بالله وبثقة عالية بالله وتتوكل على الله وتحمل مع سلاح الإيمان سلاح الحديد لتتحرر من هيمنة الطاغوت وتعتز بعزة الله وستكون الغالبة في الميدان القاهرة لأعداء الله، المنتصرة في ساحة المواجهة، والله وعد وهو صادق الوعد بأن ينصر عباده ويمكنهم في الأرض ومن أصدق من الله حديثاً ومن أصدق من الله قيلاً.
فيا أولياء الله ثقوا بالله وتحركوا بشكل أكبر مما سبق فإن نصر الله قريب، وسيورثكم الله أرض الظالمين وديارهم وأرضاً لم تطأوها ستأتي إليكم طوعاً والله لا يخلف الميعاد.
يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (لو وثقنا بالله كما ينبغي لانطلق الناس لا يخشون أحداً إلا الله، لو صدقنا كما ينبغي وعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، وعد الله لأوليائه، وعد الله لمن يكونون أنصاراً لدينه.. ما وعدهم به من الخير، والفلاح والنجاح والسعادة والعزة والكرامة والقوة في الدنيا، وما وعدهم به في الآخرة من رضوان، من جنات عدن.. لو صدقنا بذلك كما ينبغي لما رغبنا في أحد، ولما رهبنا من أحد، لكانت كل رغبتنا في الله، وفيما عنده، وفي رضاه، وكل رهبتنا من الله ومن وعيده وغضبه وعقابه).