الخبر وما وراء الخبر

تهزمها إيران فتنتقم من اليمن: السعودية في مأزق!

142

بقلم / علي شرف المحطوري


 

السعودية في مأزق منذ انزلاقهانحوخيار شن الحروب مباشرة، وعدوانُها على اليمنراكم خيباتها في المنطقة، واهتزت هيبتُها إقليميا ودوليا، وجاء رفع العقوبات الدولية عن إيران ليزيد الرياض حنقا إلى حنقها، ورغم معتقدها بأن كل شيء “قضاء وقدر”  ويجب التسليم به – وهي العقيدة التي تدجن بها شعبها، وأتباعها للاستسلام لها –  لكنها بالنسبة لها عقيدة لم تستطع أن تقبل بها لتسلم بعجزها عن تحقيق أي انتصار في اليمن، وأن تؤمن بفشل المواجهة مع إيران، وترضخلضرورة العودة إلى المنطق والعقل، وتراجع أخطاءها في عموم المنطقة، وتتوقف عن سياسة البيع والشراء في النخب على حساب أمن واستقرار الشعوب، وتعلم أنها مطالبة بتغيير شامل يطال كل شيء لديها، بدءا من التخلي عن “الأفكار الوهابية” وصولا إلى كل ما يتعلق بالسياسة والاقتصاد، وإدارة الحكم، وتتخلص من التبعية العمياء لأمريكا، وهي إن استطاعت فعل ذلك..تمكنت من الحفاظ على “الدولة السعودية الثالثة”، ما لم فإن الأحداث والتطورات تؤشر إلى “أيام سوداء” تنتظر نظام آل سعود مهما بالغ في العناد والمكابرة.

وما يمكن استخلاصه من دروس جراء كسب إيران “معركة النووي” ورفع العقوبات عنها ما يلي:

  • فشل مسار التبعية للغرب..وأن الأسلم للدول الطامحة للتحرر اعتماد القاعدة الذهبية القائمة على “الشعب والقوة المسلحة، والسياسة، والاقتصاد المقاوم الغير معتمد على النفط” فذلك هو الطريق الأسلم لبلوغ الأهداف الوطنية العليا.
  • عقم الرهان على أي علاقة مع أمريكا أو غيرها لا تكون قائمة على الندية.
  • عدم قدرة أمريكا على خوض الحرب المباشرة أمام دولة مسلحة، وشعب مسلح مستعد للقتال والتضحية.
  • واقعية الرهان على “الصبر الاستراتيجي”، وعدم الاستعجال لقطف الثمرة قبل أوانها.

وبشأن ما يصيب المنطقة من تداعيات جراءما تحقق لإيران من رفع للعقوبات واحتفاظها بمشروع نووي سلمي باعتراف العالم ما يلي:

  • أولا الكيان الإسرائيلي، وما شعر به من هزيمة أمام اعتراف العالم بنووي إيران، وهذا يقلص من مساحة الخيارات المتاحة أمام تل أبيب ويجعلها تندفع نحو شن حرب في المنطقة لإثبات أنها موجودة، وقبل أن تستفيد إيران من أموالها، حيث مخاوف تل أبيب من تزويد طهران لحركات المقاومة بالمال والسلاح.
  • وبالنسبة للسعودية، فينطبق عليها ما ينطبق على تل أبيب، بل لعل الرياض حاليا في أشد حالات الحنق، والسخط، ولن تكتفي بما أقدمت عليه من استفزازات لإيران وسوف تواصل التصعيد وتمارس سياسة حافة الهاوية.
  • ما ينبغي لشعبنا اليمني أن يرفع من وتيرة اليقظة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، حيث لا مكان للاسترخاء أيا كانت الانتصارات الميدانية، بل عليه الانتباه إلى أن الرياض غير مقتنعة باستقلالية القرار اليمني عن إيران، الأمر الذي يدفع الرياض نحو خيارات تصعيد لتغطي على هزائمها، ولا أبالغ إذا قلت بأنه لا يرضي الرياض لترد– حسب زعمها- على إيران إلا بإسقاط “صنعاء” والغارة على مبنى أمن العاصمة مؤشر تصعيد في ذلك السياق؛ وهذا ما يحتم علينا جميعا في مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية المزيد من التلاحم والتكاتف، وعدم الرهان على تعب الأعداء.
  • ما يجب على شعبنا اليمني أن يدركه أنه غير معني بالنزاعات السعودية الإيرانية، وأنه وهو يتصدى للعدوان السعودي الأمريكي فلأنه يدافع عن نفسه هو وعن مصلحته هو، وأن السعودية مخطئة في حساباتها، وأن إصرارها على ربط الشأن اليمني بإيران مجرد وهم لا صلة له بالواقع على الأرض إطلاقا.