الخبر وما وراء الخبر

حتى لا نقع في الدرك الاسفل..

22

ذمار نيوز || مقالات ||
[24 سبتمير 2020مـ -6 صفر 1442هـ ]

بقلم || فهدعبدالحميد المروني*

مرت ذكرى الثورة الشعبية المباركة التي اشرقت مع فجر الــ21 من سبتمر 2014م، مرورا عابرا وحلولا هادئا، كما لو كان ضيفا خفيفا مرّ للتحية وحل سهلا ثم مضى بسهولة أيضا..

ثورة بحجم الــ21 من أيلول سبتمبر بما حملت من عظمة وتحملت من مضامين وأبعاد تعكس أحلام الأمة وتعبر عن غايات شعب وإرادة جماهير، كان اللازم وفق رؤية البعض أن تعبر ذكراها في ظل احتفالات وألق جماهيري يرتقي إلى مستوى الحدث..

لكن صناع هذا الحدث ورجالاته لا يعبهون بالشكل ولايهتمون بالمظاهر، فجعلوا المناسبة تعبر بهدوء ودون ضجيج، وجعلوا كل همهم رضوان الله ونصرة دينه، ذلك أن القادة الذين يستلهمون هموم الأمة من المخلصين، ويحملون على أكتافهم قضايا شعوبهم برؤية إيمانية، وروحية بالغة الجدية والشعور بالمسؤولية، ينظرون دوما للأهم والأشمل ..

وبالطبع فإنه ليس من هم ولا شاغل أكثر من جبهات العزة والكرامة، فهي المصير وهي الواجب المقدس الذي يرتقي إلى مستوى حروب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الجبهات التي إن لم نكن معها فليس لنا من مكان ولا زمان ولاهوية..

ويقيننا أن قتالنا ضد أعداء الله وأعداء البشرية لا بد أن يكون مكتملا متعاضدا، ومتوازيا على مختلف الصعد، و أولئك الذين نراهم الآن في كل جبهة ينكلون بالعدو أعظم تنكيل فيسقط منهم الشهيد والجريح، ويعود إلينا من لا يزال ينتظر إحدى الحسنيين.

هؤلاء العظماء ينتظرون منا مددا، ويتلمسون سندا، ويتوقون إلى رفدهم بكل معاني الثبات وأشكال الصمود، وإنه واجب لو تعلمون عظيم..

إن رفد الجبهات بالمال والرجال هو جهاد الأتقياء وجهد الأوفياء، ومسؤولية كل رجل وكل إمراة، وهوشريان الصلة ووريد الاتصال برجال الله في مواقعهم، فمن عساهم هؤلاء يكونوا ..إنهم ابنك وابني وشقيقك وشقيقي، إنهم الأكباد المتقدة إيمانا وجهادا، فمن يخذلهم، ومن يمتنع عن التجارة مع الله، وهي التجارة التي لاتبور، لا شك إنه الأشقى…

فهبوا يارجال الله إلى الواجب الذي لا مفر منه ولا حجة للهروب أمامه..

إنها المسؤولية التي تحدث عنها قائد الثورة مرارا، والواجب الذي اقتضاه الله وأمر به، و إن أكثر الأعداء عداوة لله وللأمة هم أولئك الذين يقبعون في زواياهم المعتمة يطلون منها على المشهد بروحية المتفرج وغير المكترث، وينسجون من حولهم الشائعات و الأماني المضللة، تلكم والله زمر البغي وقوم النفاق، وحاشية الشيطان المتربصة، وهم أنفسهم من سيلحق بهم العار حتى النهاية..

النصر بإذن الله لليمن وأهله والخزي والعار لأدوات الباطل وحزبه ..

*وكيل أول محافظة ذمار.