تُرى من أي طرازٍ هؤلاء العظماء؟!!
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 4 سبتمبر 2020مـ – 15 محرم 1442هــ ]
بقلم || جهاد اليماني
عاد بالأمس إلى أرض الوطن عددٌ من الأسرى ضمن صفقة تبادل، يتقدمهم الأسيران المجاهدان: محمد محمد الشرفي، نجل الإعلامي المجاهد: محمد الشرفي، وزيد محمد الوادعي؛ بعد سنوات طوال من المعاناة الشديدة، والعذاب المرير في سجون العدو المنفلت من القيم والأخلاق …
وكانت فرحة الأهل لا تصفها الكلمات، ولا تستوعبها العبارات، فرحةٌ امتزجت بالدموع والحمد والثناء على الله، والدعاء والتضرع إليه سبحانه أن يُفرح كل الأسر المكلومة بعودة أسراها ومفقوديها…
وكان استقبالهم مهيبا، يليق بعظيم صبرهم وجليل تضحياتهم… وكم أبهر القلب وهزَّ الوجدان عميق إيمانهم وصدق مشاعرهم؛ فطوال سنوات الأسر التي قضوها في غياهب السجون وتحت وطأة التعذيب كان عظيم شوقهم، لميادين الجهاد، وملازم السيد الشهيد القائد، ومحاضرات وتوجيهات السيد القائد..
يا للعظمة ويا للسمو!! تنحني الهامات إعزازا وتسجد المشاعر إكباراً وتتوارى الكلمات حياءً و خجلاً من نفوسٍ أبية وقلوبٍ مخلصةٍ صادقة…
فمن الطبيعي أن يشتاق الفرد، وهو في زنزانة الاعتقال ومرارة البعد لوطنه وأهلهِ ورفاقه… يشتاق لنسائم الحرية وظلال الهدوء والسكينة والاطمئنان…
لكن هذا النوع من البشر، هذا الطراز الفريد من الناس، هذا النسيج المختلف من الرجال كان شوقه لميادين الجهاد، و ملازم السيد حسين، وتوجيهات السيد القائد.
تُرى من أي مدرسةٍ تخرجوا ومن أي معينٍ نهلوا ومن أي شعاعٍ اقتبسوا؟!، لامجال للاستغراب ولاداعي للتساؤل مادامت المدرسة هي عاشوراء واستاذها الحسين ومعينها القرآن….
وأمام هذه النماذج أما آن الوقت للذين لازالوا بعيدا عن هذه المنهج المضيء أن يفتحوا أعينهم، وآذان قلوبهم، ويدققوا النظر ويرهفوا السمع ويطلقوا العقول من زنزانة الحقد والكراهية والعمى!!، ويتفكروا في هؤلاء الرجال بل في هؤلاء الملائكة الذين ذابوا في الله حبا وسمو في ملكوته إيمانا، وانصهروا في طاعته تسليما وجهادا وصبرا…
فما هانوا لا وهنوا ولا استكانوا ما دامت أرواحهم في ملكوت الله مرفرفة وقلوبهم بحبهِ نابضة، وألسنتهم بالثناء عليه مسبِّحة، و بين حلاوة العشق الإلهي والسمو الروحي؛ استعذبوا الجراح وهانت عليهم التضحيات؛ فعلى ملامحهم التي شاهدناها ارتسمت معالم المعاناة وعظيم الصبر، وتبين مدى خبث العدو وغدره ودناءته ..
وبين طيات القلب، وصفحات الوجدان قصصٌ وروايات لا زالت طي الكتمان، وما أفصحت عنه الملامح ليس إلا النزر اليسير!!