الخبر وما وراء الخبر

أكدوا عدم وجود ما يبرر الارتزاق وبيع وخيانة الوطن.. سياسيون وإعلاميون ومهندسون وحقوقيون : مرتزقة العدوان ليسوا رجالاً واللعنات ستلاحقهم إلَى قبورهم

606

ذمار نيوز-صدى المسيرة- محسن الجمال:

فقَدَ الحاجُّ محمد الشامي فلذةَ كبدة في قصفٍ مشؤومٍ لطيران العُـدْوَان الأمريكي السعودي، وكثيرون من المدنيين الأبرياء انتشلت جثامينُهم الطاهرة من بين الرُّكام والأنقاض.

وبأسىً كبير يقول الحاج الشامي لـ “صدى المسيرة” وهو موجوع على ابنه: العُـدْوَان هذا لا مبرر له.. ماذا عملنا لآل سعود حتى يقصفونا بهذا الشكل المخيف؟، لماذا هذا الاستكبار وهذه العنجهية؟

ويزيد الشامي بقوله: “في داخلنا حزنٌ كبير، فكم من والد فقد ابنه وكم من زوج فقد زوجته، والبعض فقد أغلى ما يملك، الأجساد تقطعت إرباً إرباً، والبعض تفحمت جثثهم، والبعض لم تعد تجد منه سوى قطع صغيرة متناثرة ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

ويؤكد أن ما يحصل هو مؤامرة على الشعب الـيَـمَـني، ولم تكن شرعية هادي إلّا شماعة يتحجج بها النظام السعودي، ومن تحالف معهم، متحسراً على المرتزقة المؤيدين للعُـدْوَان، ومتسائلاً: أهؤلاء لديهم كرامة، عزة، نخوة؟!، مؤكداً أن الشعب الـيَـمَـني لا يمكن أن يغفر ولا يسامح كُلّ من ساهم وساعد العُـدْوَان في قتل الشعب الـيَـمَـني.

شكراً للجيش واللجان

ويوجه الدكتور فاروق مطهر الروحاني عضو تكتل الأَحْـزَاب المناهضة للعُـدْوَان والقائم بأعمال الأمين العام لحزب الحرية، التحية والتقدير لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وكل الأحرار الصامدين في وجه هذه الحملة السعو أمريكية صهيونية.

ويقول لـ “صدى المسيرة”: “الأُمَــم تتفاخر بأبطالها ببساطه؛ لِأَن هؤلاء الأبطال يصمدون ويقاومون ويقاتلون ويعملون لتحرير الوطن وحماية سيادته والحفاظ على حقوق أبنائه، بعكس المرتزقة والخونة الذين يقفون دائماً مع مصالحهم فقط”.

الأستاذة آمال الثور رئيسة حزب الربيع العربي من جهتها توجه عدة رسائل للخونة والمرتزقة، مؤكدة أن دماء الأبرياء ستلاحقهم وستكون لعنة عليهم وعلى ما جلبوه من الأَمْوَال.

وتضيف لـ “صدى المسيرة” قائلة: “نقول للمرتزقة الدنيا زائلة والوطن باقٍ.. الوطن الذي دُمِّر سيُبنى والأجيال ستتعاقب وسيسجل التأريخ بأحرف من مرارة وألم كُلّ ما اقترفتموه، فالتأريخ لا يرحم”.

ودعت الثور كُلّ من باعوا الوطن بأرخص الأثمان أن يعودوا إلَى ضمائرهم وَيحاسبوا أنفسهم على ما اقترفوه تجاه الوطن والمواطن، وأن يتقوا الله في كُلّ ما يحصل في البلد.

من جانبه يؤكد أمين عام حزب السلام الاجتماعي الأخ محمد أحمد البشيري أن الذين باعوا وطنهم ودينهم من المرتزقة داخل الوطن وخارجه، خانوا أنفسهم وأعراضهم وعهدهم أمام الله وَهؤلاء ملعونون في الدنيا وأينما كانوا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، فهم كما قيل جرحٌ في قلب وطن، جرحوا أوطانهم وأنفسهم، ملعونون أينما كانوا على لسان أوطانهم ويلحقهم الخزي والعار إن لم يعودوا إلَى طريق الصواب والولاء لله ثم لأوطانهم.

الوطن باق والخونة إلَى مزبلة التأريخ

ومن الرياض يعمَلُ المرتزقة في إطار واحد لمساندة الحملة العسكرية الأمريكية السعودية على بلادنا، وعن طريق الإعلام يعملون على بث الشائعات والأخبار الكاذبة لإخافة الناس وإرهابهم.

ويرى الكاتب الصحفي هلال جزيلان أن المرتزقة ارتهنوا للخارج؛ لأنهم عشقوا المال وتربعت نفسيتهم على الراحة، ولهذا هم يبحثون عنها بأية وسيلة إلَى درجة بيع بلدانهم للخارج، كما هو الحال في الـيَـمَـن الذين باعوا بلدهم للخارجي إلَى درجة قتل شعبهم الصغير والكبير للأسف!

ويواصل القول: “لهذا فلا غرابة من الحاصل ومن الخيانة ومن العمالة التي هي منهم، وعلى هذا فإني أشد على أيدي العامة أن يحفظوا بلادهم ويتصدوا لمشاريع هؤلاء التدميرية”.

أما المحامي عادل الحداد فيرى أن المرتزقة وخونة الوطن قد ركعوا وتوسلوا لآل سلول وجعلوا من هذا الوطن مائدةَ طعام يأكلون ما طاب لهم حتى لو كانَ لحومَ ودماء أبناء شعبهم، مؤكداً أن الشعب الـيَـمَـني بريء منهم والتأريخ سوف يفضحهم على مرور الأجيال فهم لن يتركوا سُدى ولن يغفر لهم الشعب الـيَـمَـني جرائمهم.

ويتفق الشاعر مهدي أحمد مفلح مع ما ذكره الحداد، ويزيد بقوله: “نقول لمن باعوا بلدهم مقابل حفنة من المال أنتم بعتم غالياً بثمن بخس، كما فعل إخوة يوسف، لكن سيبقى الوطن وستذهبون أنتم إلَى مزبلة التأريخ والتأريخ لا يرحم ولم نرَه على مداه خلّد ذكر عملاء، بل لاحقتهم اللعنات إلَى قبورهم.

ويوجه المحلل السياسي اسنكدر الحميدي نصيحةً للعملاء والمرتزقة الذين

باعوا ضمائرهم.. شرفهم.. كرامتهم وطنهم بأن الوطن أغلى وأجمل وأفضل من هذه الريالات المزيَّفة التي تستلمونها.

ويقول لـ “صدى المسيرة”: “كل هذه الأَمْوَال الطائلة ستزول عما قريب، وستنتهي هذه الحرب الملعونة طال الزمن أَوْ قصر وسيبقى المرتزقة والموالون لهذا العُـدْوَان الفاشي الهمجي المتخلف خالدين في هذا التأريخ الأسود”.

المهندس وليد الحيمي من جهته يقول: “خيانة الوطن أعظم وأَكْبَــر مما تحتمله أي نفس، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبرراً لفاعله إلّا خيانة الوطن؛ فإننا لا نستطيع أبداً أن نجد لها مبرراً”.

ويواصل حديثه بالقول: “مهما كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبداً لا يشفعُ لك لتبيعَ وطنك وَتغدو في عُرفه خائناً. مهما اختلفنا في أفكارنا أَوْ عقائدنا أَوْ مبادئنا، مهما ظلمَنَا بنو أبينا، وَقومنا، وَأهل وطننا الواحد فهذا أبداً (لا يمكنه) أن يبرر لنا خيانة الوطن. ثلاثةُ صفات إحداهن لا يكون إلّا بالأخرى: (الغـدر، وَالخيانة، وَالنفاق). فالغدر يتطلب الخيانة، وَالخيانة تتطلَّبُ النفاق، وَجميعُ هذه الصفات هي من أقبح وَأرذل الصفات التي قد تجتمع عند إنْسَـان. حتى أقبح الناس صفاتٍ يكره ويمقت الخائن وَيزدريه؛ لِأَن خيانة الوطن تعني بالضرورة عدم المروءة، والإنْسَـان الذي (لا يملك المروءة) يمكنه أن (يبيع عِرضَهُ وشرفه) كما يمكنه أن (يبيع وطنه)؛ لِأَن الوطن هو بمنزلة العِرض والشرف للإنْسَـان. ومَن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وَشرفهُ ببساطة.

حتى (مَن تخون وطنك لصالحهم)، ينظرون إليك كشخص (حقير)، هم لا يثقون بك ولا يحترمونك بينهم وبين أنفسهم وإن أظهروا لك الاحترام، فإنهم يبطنون المقتَ وَالازدراء لك، فهم يعلمون أنه لا يمكن لعاقل أن يأمن الخوان، وَمن يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة. ومن هان عليه وطنه، تهون عليه أوطان الآخرين”.

 

الخونة لا يستأهلون الذكر

وتثني الأستاذة عبير جار الله مشرفةٌ في مدرسة الصفوة على أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال وحماية الوطن، مشيرة إلَى أن هؤلاء الأبطال يبذلون أرواحَهم مقابل أن نعيشَ في أمن وأمان وهم الذين يتصدون للعدو، فكم هم رائعون، حتى أن الكثيرَ من اللجان الشعبية ذهبوا تطوُّعاً للقتال بدون مقابل.

أما الذين باعوا وطنهم فترى الأستاذة عبير أن من باع وطنه كأنما باع نفسه وعرضه، والمرتزقة جعلوا من أنفسهم سلعةً تُباع وتشترى وسوف يجعلهم أبناء الشعب الـيَـمَـني في مزبلة التأريخ فهم حتى لا يستأهلون الذكر”.

وتوافقها الرأي الأستاذة في جامعة العلوم نادية الجرادي، وتضيف قائلة: “المرتزقة لا يستحقون العيش في هذا الوطن فترابه أغلى منهم وهذا الوطن لا يسع إلّا للشرفاء الذين لا يساومون على بيع أوطانهم مهما كان الثمن غالياً، فما بالك بأولئك الذين شاركوا في قتل أبناء وطنهم ونسائهم وأطفالهم الأبرياء، وبالمئات يشيع كُلّ يوم الشهداء في ذمة من إراقة كُلّ هذه الدماء وبأي ذنب قتلت؟.

وأشارت إلى أن مرتزقة آل سلول الذين فروا ما هم إلّا من الدهماء وأبناء الليل والقراصنة وعبَدَة المال الذين لا يشبعون ولا يتورعون عن فعل القبيح من أجل مصالحهم.

ويتساءل الطالب علي الراشدي: هل المبالغ التي تتلقونها مقابل خيانتكم لدينكم ووطنكم وشعبكم تساوي ابتسامة طفل ملقى تحت دمار f16؟، وهل ما يدفعُه لكم آل سلول يساوي تضحية جندي في الحدود مقابل أَن يعيشَ بعزة وكرامة؟!.. فعن أيَّة وطنية تتشدقون بها؟.. وعن أي يمن جديد تتحدثون وأنتم لم تجعلوا لنا شيئاً للحلم؟.. فما ذنب أُم ودّعت ابنها على أمل أَن يرجع وأخرى آمنة مع أطفالها فضاع أمل الأولى ولم يعد الخوف على الأخرى فتعيش بدوامة الأوهام فأنتم عارٌ على الشعب الـيَـمَـني.

أما الناشط الاجتماعي أسامة العباسي فيرى أن المرتزقة مجرد أحذية تُلبس وترمى ليست لهم أية قيمة، باحثون عن المادة وذهابهم إلَى الرياض عرّاهم تماماً.. جميعهم كانوا يلعنون نظام آل سعود والآن هم معه.

ليسوا رجالاً

ويقول سيف بهرم وهو سائق تاكسي إن الوطن غالٍ وﻻ يمكن لأي أحد أَن يبيع ويشترى فيه إلّا القلة الذين رضوا واسترخصوا ببيع أرضهم ووطنهم التي تربو عليها وأكلوا من خيراتها فهانت عليهم ﻷجل ريالات ودوﻻرات معدودة وستنهيهم وسيحرقون بها، فخيانة بلدك ومنبع أجدادك كبيرة ﻻ يساويها إجرام، فهوَ العرض والعزة والكرامة والإباء والمنَعَة والحصن الحصين.

أما المواطن عمار حميد الدين فيقول إن المرتزقة الذين فروا إلى السعودية ليسوا بالرجال وإنما هم أشباهُ الرجال الذين اعتادوا على حياة الترَف واتباع الشهوات، ولقد اقتربت نهايتهم وستكون مؤلمةً، فمن باع وطنه فقد باع عِرضه.

من جانبه يقول المواطن عيسى الحميدي إن من ذهب إلَى السعودية ليس من أبناء الـيَـمَـن ولا ينتمي اليها، فرجال الـيَـمَـن معروفون بالشهامة والوطنية وبأنهم أولو عزم وقوة، ومرتزقة السعودية ليسوا بالرجال، فهؤلاء لا يكترثون لأي شيء حتى لو باعوا عرضهم وشرفهم.. المهم أنهم يقبضون المال اليسير. مشيراً إلَى أن نهاية هؤلاء باتت وشيكة، فالحق لا بد له من الانتصار على الباطل والجزاء من جنس العمل.

الأستاذ سمير علي يرى أن التأريخ شهد الكثير من الخونة الذين جمعوا ثروات طائلة وقضوا حياتهم في ترف وأكلوا كما تأكل الأنعام فهل يمكن أن يباع الوطن ببُرج أَوْ بناطحة سحاب، فالذين باعوا أوطانهم بذَلك الثمن البخس سيأتي اليوم الذي يندمون فيه.

وواصل القول: “حين يحقق الجيش واللجان الشعبية النصرَ على العُـدْوَان وهو يومٌ حتماً سيأتي وإن كان الثمن دماء ملايين الشهداء الأبطال.. في ذلك اليوم ستكرِّمُ الأمة أبطالَها الشرفاء الّذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم وأقلامهم رغم أنهم لا ينتظرون تكريماً.. لذلك ترتبط البطولة بالإيمان، فالأبطال طوال التأريخ يجاهدون لتحقيق فكرة آمنوا بها والأفكار يموتُ من أجلها الرجالُ ولكنها لا تموت بل إنها تدب فيها الحياة عندما يضحّي من أجلها الأبطال بالأرواح والدماء والأَمْوَال”.