العرب وعصر التطبيع.. خذلان بلا حدود
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 25 اغسطس 2020مـ – 6 محرم 1442هــ ]
بقلم || صادق المحدون
أصبح جليا وبدون أدنى شك أن العرب بعقيدتهم والايدلوجيا التي يعتنقونها وبتعصب أعمى لم تجدي نفعا في بناء أنظمة وشعوب ترتقي إلى مستوى المواجهة مع أعدائها من اليهود والكيان الصهيوني ضمن مشاريع نهضوية بناءة تبني الفرد والأمة ايمانيا وتوعويا وعسكريا وفي كل المجالات الحقول.
حتى لو افترضنا انهم وصلوا إلى حالة مثالية من الالتزام العقائدي والديني نخبويا وشعبيا ومن التمثل والتقمص لشخصيات إسلامية اتخذوا منها رموز واعلام لم تكن إلا عوامل مساعدة لبناء أنظمة دكتاتورية عقيمة فإن ذلك حتما سيفشل ويعيدهم من جديد إلى نفس المربع السابق وهو جاهلية أعظم من جاهلية ما قبل الإسلام وكما يقولون ان فاقد الشيء لأ يعطيه.
لأن من يتنكر لهويته الإيمانية التي حددها القرآن الكريم فستكون النتيجة هي هوية بلا هوية تتارجح بين الحلم واليقظة وفتوحات اليأس وجنون العظمة والتغني بامجاد وهمية لم تكن إلا مجازر من الدم الذي سفك في كربلاء وأتخذوا منه سنة وعادة إلى عصرنا اليوم وبين تعصب أعمى وجحود في تصحيح المسار وإصرار على ارتكاب الخطيئة نفسها في كربلاء كل يوم وكل عام يتوهمون انهم في تقرب إلى الله وهم إلى الشيطان أقرب واحب وبحسن نية أو غير ذلك يطبقون السنة ويدافعون عنها وعن الصحابة وعن اي صحابة أو سنة يدافعون بقدر ما أصبحت هذه الأنظمة العميلة ومؤسساتها الدينية هي من تدافع عن اليهود والكيان الصهيوني.
وليس تحاملا على أحد عندما نحلل من منظور عقائدي نجد أنهم تشابهوا في كثير من العقائد مع اليهود حتى تولد لديهم القابلية لأن يكونوا إلى اليهود أقرب ويقبلون بهم على غرار ( لتحذن حذو بني إسرائيل ) ( ومن يتولهم منكم فانهم منهم) مع ان البلاغ الساخن في سورة المائدة يقتضي به كمال الإيمان في إعلان الولاية الربانية ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ليكمل الدين ويتم النعمة.
وبهذا يكون القرآن قد حذر من تولي اليهود الذي يمثل ارتداد عن الدين يترتب عليه خطايا كبرى ومصائب جمة مالم يكن حصنها الحصين من ذلك هو تولي من أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله بتوليهم ، اختلاف العرب وتخلفهم عن ذلك قادهم حتما إلى تولي أمريكا وإسرائيل شاءوا ام أبوا أنظمة وشعوب وهو ما يظهر اليوم بشكل واضح فاضح.
الحقائق مكشوفة على نطاق واسع ويكفي أدنى المعايير لتقييم الواقع وما يحدث ولا يحتاج الإنسان اللبيب أن يجتهد في تفكيره لتقييم الأحداث والوقائع وما يظهر اليوم من إعلان التطبيع مع اليهود ليس وليد اليوم وإنما هو موجود وبقوة منذ ما بعد الاحتلال اليهودي لفلسطين ، والعرب كما هي عادتهم لم يستفيدوا من دروس الماضي ولا من الأحداث التي عصفت بهم في مخاض صراع مع العدو الصهيوني ولم يعتبروا ابدا بل لم يحاولوا أن يبتكروا أساليب جديدة في صراعه مع اليهود من باب تقييم الوضع وبحث الأسباب لمعرفة ما هو الداء وما هو الدواء وما المشكلة وأين الحل وما الذي أوصل الوضع إلى هذه النتائج المأساوية من احتلال فلسطين والأراضي العربية وهيمنة على القرار العربي وتفكيك أواصر الوحدة بين العرب وتدمير بنيانهم الاجتماعي والقومي والعسكري.