الخبر وما وراء الخبر

عُمَلاؤكم عندكم.. هديةُ نهايةِ الخدمة

119

حسن حمود شرف الدين


 

لا زال العدوُّ السعوديُّ يتربَّصُ بأبناء الشعب الـيَـمَـني ويعمَلُ على محاولة إعادته لبيت الطاعة الذي كان العُملاءُ الساكنون في الرياض ودبي والقاهرة وغيرها نزلاءَ فيه.
لم يدركِ العدوُّ السعودي بعد بأن المعادَلة تغيَّرت وبات الـيَـمَـنيون يدركون مَن هم أعداؤهم والعملاء المزروعون في بلادهم.. لقد كشفت الأيامُ عنهم وبدت سوءاتُهم ولم يعد الأمرُ خافياً على أحد.
لا زال العدوُّ يراهنُ على أوراقه التي أسقطها الشعبُ الـيَـمَـني جميعَها دون استثناء، بل ورماهم إلى مزبلة التاريخ الذي لا يرحَمُ أحداً.. وكيف يرحَمُ قوماً ساعدوا أعداءَ وطنهم على قتل نسائهم وأطفالهم، ودمروا كُلَّ ما هو جميلٌ في الـيَـمَـن من مدارسَ ومستشفياتٍ وأقسام شرطة وطرق وجسور وكافة البُنية التحتية.. حتى مقابرُ المسلمين لم تسلم منهم.
كيف يرحَمُ التاريخُ قوماً ساهموا بل دعوا عدوَّ الوطن لفرض حصارٍ بريٍّ وبحريٍّ وجويٍّ على إخوانهم؛ بهدف تجويعِهم وإذلالهم من خلال منع إدخال المواد الغذائية والاستهلاك والدواء والمشتقات النفطية.
إن ذاكرةَ التاريخ كبيرةٌ وكافيةٌ لتسجيل جرائم ومجازر قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي.. قادرةٌ على تسجيل الانتهاكات التي يرتكبُها العدوان في حق الشعب الـيَـمَـني أطفالاً ونساءً وآمنين في منازلهم.
يُخَيَّلُ للعدو السعودي أنه قادرٌ على كتابة التاريخ ويُجَمِّلُ ما يرتكبُه من جرائمَ ومجازرَ في حق أطفال الـيَـمَـن ونسائه وبُنيته التحتية.
إن الشعبَ الـيَـمَـني من أفضل الشعوب التي تكتب تاريخها ليس لمحاكمة الأعداء والعُملاء فقط.. بل للانتقام منهم والأخذِ بثأرهم من أيِّ شخص أو فئة أو دولة انتهكت أرضَهم وقتلت أطفالهم ونساءَهم.
لقد افتضح العدوُّ السعودي عبر وسائل الإعلام، وما محاولاتُه شراءَ الأقلام وتوقيف القنوات المناهضة لتكبره وجرائمه إلا انتصارٌ للشعب الـيَـمَـني على قدرات وإمكانيات ما يمتلكُه العدو من وسائل إعلام وترسانة عسكرية هائلة كان مصيرُها كالعهْن المنفوش أمام صمود وثبات وإقدام أبطال الجيش واللجان الشعبية.
تتضح الرؤيةُ يوماً بعد آخر وتزول الغشاوةُ من عيون المغرر بهم بعد انكشاف كُلِّ فضيحة للعدوان ومرتزقته.. ويزدادُ السخط الشعبي في الـيَـمَـن ومختلف بلدان العالم تجاهَ سياسات النظام السعودي في المنطقة العربية.
وآخرُ فضيحة للعدو السعودي انكشافُ كذبة إعادة الشرعية بناءً على طلب ما تسمى بالقيادة الشرعية والمتمثلة في الفارِّ هادي.. حين اعترف الأخيرُ أنه لم يكن يعرفُ بما تسمى عاصفة الحزم وأنه تفاجأ بها كغيره من الناس.. وهذا ما يؤكد أن العدوَّ السعودي كان خائفاً على مصالحه وعملائه في الـيَـمَـن خصوصاً وقد فرَّ رؤوسُ العملاء والمرتزقة إلى أحضان العدو في الرياض بعد الثورة الشعبية في 21 سبتمبر.
اعتراف الفارُّ هادي بعدم معرفته بالعدوان أو بما يُسمَّى عاصفة الحزم عبر شاشة إحدى قنوات الخليج، بالتأكيد أنها ستقلب الموازين وتغير مسارَ المفاوضات اليمنية-الـيَـمَـنية المزمَع انعقادها قريباً؛ إلى مفاوضات يمنية-سعودية، وذلك لعدم امتلاك ما تسمى بالشرعية والمتمثلة في الفار هادي وحكومة بحاح التي جعلت من الرياض مقراً لها، حقَّ اتخاذ القرار.. وإنما هي أداةٌ تنفيذية لما يريده العدو السعودي، الذي هو بدوره مرتهنٌ للسياسة الأمريكية والإسرائيلية.
من هذا كله يتضحُ أن الشعبَ الـيَـمَـني كغيره من الشعوب العربية والإسلامية التي كانت ضمنَ أهداف وسياسات النظام الأمريكي والصهيونية الإسرائيلية.. التي تتخذُ من العدو السعودي أداةً لتنفيذ خططها وسياساتها التدميرية للمنطقتين العربية والإسلامية.
ولنكن واضحين أكثرَ فإن أوراقَ اللعبة التي كنتم تلعبون بها في الـيَـمَـن قد رُدَّت لكم.. وهي الآن لديكم في فنادق الرياض.. هذه الأوراقُ والمتمثلة في الفارين من العُملاء والمرتزقة احتسبوهم هديةَ الشعب الـيَـمَـني لكم.. فنحن لا نريدُهم.. فقد اهديناهم لكم كمكافأةِ نهاية الخدمة التدميرية في الـيَـمَـن.. فلا مكانَ بعدَ 26 مارس يوم تدشين عدوانكم على الشعب اليمني، لتواجدكم لا بالصورة المباشرة ولا عبر عملائكم.