هل اجتازت دبي وتفوقت في الاختبار الصهيوني قبل الرياض؟
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 17 اغسطس 2020مـ -27 ذو الحجة 1441هــ ]
بقلم / منير الشامي
ستُّ سنوات من العدوان الإجرامي الغاشم انكشف فيها كُـلُّ شيء وظهر خلالها زيف كُـلّ من وقف ضد وطنه وشارك قوى الإجرام في قتل أبناء جلدته وفي تدمير وطنه، وأيّد المجرمين في القصف والنسف والإبادة وفي الحصار والتجويع، ومثل هذا للأسف كثير وكثير وما زالوا على موقفهم الشاذ عن فطرة الإنسان والمنحرف عن أخلاق اليمني وأعرافه وعاداته وتقاليده، وما بقاء مثل هؤلاء واستمرارهم عبيداً لعبيد اليهود والنصارى في النظام السعودي والإماراتي إلا دلالة قاطعة بأن هؤلاء المرتزِقة هم حقًّا صهاينة اليمن.
اليوم وبعد أن اتضح جليًّا أن التحالف العدواني لم يكن يوماً تحالفاً عربياً كما كان يروج له بل هو من وهلته الأولى تحالف أمريكي صهيوني كما وصفه قائد الثورة السيد أبو جبريل -يحفظه الله ويرعاه- في أول خطاب له بعد العدوان، وما نظاما الرياض ودبي المجرمان إلا عبدان مطيعان لقوى الشر العالمية من اليهود والنصارى في هذا التحالف الغاشم، وما العدوان إلا اختبار صهيوني لهما لتنفيذ أجندة صهيونية في اليمن ليتقربا إلى هذا الكيان الشيطاني ويثبتا عمليًّا ولاءهما المطلق له بتدميره وبعشرات الآلاف من ضحاياه -أطفالاً ونساء ورجالاً- كقرابين على ضفاف مستنقع الإجرام الصهيوني عله يرضى عنهما ويتنازل بفتح علاقات رسمية معهما أمام العالم وقد فعل.
ها هو الكيان الصهيوني المجرم يحقّق حلمَ صهاينة الأعراب ويتفاخر بعبيده الطائعين وخدامه المخلصين ويشيد بولائهم وتبعيتهم له بعد نجحوا بتفوق وبتقدير ممتاز في خدمته، وَبعد أن ظن أنهم قد مكنوه من سواحل اليمن وجزره وأوقفوا الحج وصدوا عن البيت الحرام زلفى إليه وفتحوا المقدسات أمام اليهود وأباحوا الفجور وشرب الخمور في البلدين الحرام وعلى أسوار الحرمين الشريفين تحقيقاً لرغباته.
ها هم حكام الإمارات العبرية المفتضحة يستعدون ويتجهزون للاحتفال بأول زيارة رسمية معلنة لواحد من أربابهم هو رئيس الموساد الصهيوني، بعد سنوات طويلة من معاناة حكام دبي تحت أقدام الكيان الصهيوني في انتظار هذه اللحظة التي باتوا يصفونها بالمنجز العظيم والاتّفاق التاريخي والتطور الاستثنائي، وسيجعلون منها منعطفاً تاريخياً في سقوطهم وانحطاطهم ونقطة مفصلية لتقديم خدماتهم وأموال شعبهم بكل فخر، كعربون وفاء دائم وبرهان بين لتأكيد خضوعهم المطلق وولائهم لهذا الكيان المجرم وما سبق لهم تنفيذه لكل ما طلب منهم الكيان الصهيوني المجرم من جرائم تصفيات لقادة المقاومة الفلسطينية، وشراء المنازل من المقدسيين وتقديمها لبني صهيون، والوقوف بكل قوتهم ضد قضية الأُمَّــة المصيرية الأولى والسعي بكل طاقتهم لتمييعها وإقامة أكبر معبد يهودي في دبي، ليست سوى قطرة من مطرة ولا تساوي شيئاً مما سيقدمونه للكيان الصهيوني مستقبلاً وبشكل علني بعد التوقيع على ما أسموه باتّفاقية السلام.
إن ما يجري في الرياض ودبي من قبل بن سلمان وبن زايد المجرمين ونظاميهما الغارقين في وحل العمالة والخيانة والإجرام، إنما هو انعكاس لاتّباعهم ملة الصهاينة ولتوليهم لهم، وما رضا بني صهيون عنهم إلا البرهان والدليل، ومع أن هذا الوضع وضع مؤلم في صدور كُـلِّ شرفاء الأُمَّــة إلا أنه كما وصفه سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، يعتبر ظاهرة صحية ونتيجة طبيعية لعلاقة تلك الأنظمة الخبيثة بالكيان الصهيوني التي ظلت طي الكتمان لعقود من الزمن، كما يأتي ذلك ليؤكّـد أن هذا الزمن هو زمنُ كشف الحقائق وأن الناس فيه فريقان فقط، نفاق صريح وإيمان صريح، كما بينه الشهيد القائد العلم السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-.
وخلاصة القول: إن هذه الزيارة ليست دليلاً على أن مجرمي دبي تفوقوا على مجرمي الرياض في الامتحان الصهيوني، فكلاهما تفوق فيه وما وصول قدم صهيونية إلى دبي إلا الخطوة الأولى لدخولها إلى الرياض.