الخبر وما وراء الخبر

أوبزيرفر: تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع إسرائيل خطأ تاريخي ولا يخدم الفلسطينيين

21

وصفت صحيفة أوبزيرفر الاتفاق الإسرائيلي- الإماراتي لتطبيع العلاقات، بأنه لا يقدم الكثير لحل المأزق الفلسطيني.

وبدأت الصحيفة مباشرة بالقول إن مؤلفي الاتفاق في الأسبوع الماضي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد لدى كل واحد منهم مصلحته الشخصية في مديح ما تم التوصل إليه بـ”التاريخي”. ولكن أي تقارب يقوم على تدمير الآمال الفلسطينية بدولة فلسطينية مستقلة، مشكوك فيه وهش. وهذا اتفاق معيب وسيتضح أنه خطأ تاريخي. وقالت إن الرئيس الأمريكي لم يضيع وقتا لكي ينسب الفضل لنفسه.

وتقول الصحيفة، إن ترامب يسير باتجاه انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر التي من المتوقع أن يخسرها. ومن هنا فمساعدة من أي طرف مرحب منها من الرجل الذي يغرق. فرغم كل الصخب والغضب منذ 2017، خاصة محادثات كوريا الشمالية وأفغانستان، إلا أن الرئيس لم يستطع تحقيق أي إنجاز في السياسة الخارجية. وفشلت خطته”صفقة القرن” لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بشكل ذريع. ولهذا يقوم بالتطبيل للمعاهدة الأخيرة وكأنها إنجاز عظيم.

وتضيف: يأمل نتنياهو أن يساعده الاتفاق مع الإمارات في إنقاذ إرثه المشوّه كأطول رئيس وزراء حكم الكيان الإسرائيلي. فقد شوهت سمعته من خلال سلسلة من الضربات، وفشله في ثلاث جولات انتخابية متتالية للحصول على أغلبية في الحكومة، والاتهامات التي تلاحقه أمام المحاكم بالفساد وطريقة تعامله مع فيروس كورونا التي أدت لانتقاد واسع.

وتعلق الصحيفة أن نتنياهو استثمر كثيرا في علاقته مع ترامب وحصل منها على الكثير، مثل اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع الدعم عن الفلسطينيين. ولكن الصقور داخل الإدارة الأمريكية ترددوا هذا الصيف بدعم خطة نتنياهو لضم مناطق من الضفة الغربية. ولأن ترامب في طريقه للخروج من البيت الأبيض، فقد كان نتنياهو بحاجة إلى انتصار.

ويحتاج محمد بن زايد إلى دفعة قوية هو الآخر، فدعمه للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن وتدخله في ليبيا أضر ببلده وبموقفه الدولي. ويعطيه هذا الاتفاق الاحترام الذي يريده، ويسمح للتعاون التكنولوجي والأمني مع إسرائيل وضد العدو المشترك، إيران، كما يعطي الإمارات الفرصة لشراء الأسلحة الأمريكية التي كانت تحظرها واشنطن.

وكانت الدول الغربية سريعة في قبول التأكيدات التي حملها الاتفاق، وأنه يساعد الفلسطينيين. وتجب الملاحظة أن الدوافع المتعددة لكل الأطراف المشاركة في الاتفاق ليس لديها أي اهتمام بحل الموضوع في قلب النزاع القديم بين إسرائيل وجيرانها العرب وهو الاحتلال غير القانوني والسيطرة على الأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن التبرير القائم على مبادلة الإمارات التطبيع بتأجيل الضم مثير للتساؤل. ونفى نتنياهو أن يكون الضم قد انتهى من أجل التطبيع، مؤكدا أن ما حصل هو تأجيلٌ للخطة بعد طلب من ترامب الذي قال إن الضم لم يعد مطروحا على الطاولة.

ومع ذلك، قبل قادة الغرب بهذه التأكيدات الغامضة عن مساعدة التطبيع للفلسطينيين، ورحّب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاتفاق، وقال إنه خطوة على طريق تحقيق السلام.

وتساءلت أوبزيرفر هل هذه سذاجة أم مصلحة ذاتية؟ وماذا سيحدث عندما ستقرر حكومة إسرائيل التخلي عن تأجيل الضم والذي قد يحدث في أي وقت؟ ومن سيتحدث داعما لفلسطين؟

وتضيف: تحدث قادة الفلسطينيين من السلطة الوطنية وحماس، ووصفوا الاتفاق بأنه خيانة أنانية، وشاركتهم تركيا واليمن وإيران، في وقت أبدت مصر والأردن فتورا.

وتخلص الصحيفة للقول إنه من خلال التخلي عن الإجماع العربي حول المبادرة العربية، ووضعها سابقة قد تتبعها فيها بقية دول الخليج، فإن الإمارات، وبتحريض من ترامب، قللت الحوافز لدى إسرائيل لكي تتفاوض على سلام دائم.