تقرير يكشف تفاصيل صفقات الدم لمرتزقة سودانيين في حرب اليمن وليبيا
أفرد موقع ” جيوبوليتيكال فيوتشرز” تقريرًا عن الشباب السوداني وكيف يتم استغلال فقرهم وحاجتهم للزج بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ونقل موقع “الخليج الجديد” التقرير الذي قال فيه كاتبه هلال خاشان أن الشباب السودانيين عرضة للتجنيد من قبل الجيوش والمليشيات التي تخوض حروبًا أهلية دموية طويلة الأمد في المنطقة.
السودان في اليمن
وأشار الكاتب إلى ان السودان انخرط في عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها السعودية في اليمن منذ 2015م، وقال الرئيس السوداني آنذاك “عمر البشير”، الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري عام 1989، إن تدخل بلاده سيساعد في عودة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” إلى السلطة.
ليطلب ولي العهد السعودي من البشير دعمه العسكرين فوضع الأخير 40 ألف جندي من الجيش السوداني تحت القيادة السعودية خلال ذروة الحرب في 2015-2017.
وعوض السعوديون القوات السودانية براتب شهري يعادل 5 آلاف و500 دولار للجندي، وأكثر من 8 آلاف و200 دولار للضابط المكلف، وهو ما يزيد عن إجمالي التعويضات عن 40 عاما من الخدمة في السودان.
وأوضح التقرير بأن الجنود السودانيين تنافسوا على التوجه إلى اليمن، بالإضافة إلى ذلك، اعترف “البشير” بأنه تلقى 90 مليون دولار نقدا مقابل انضمامه إلى المجهود الحربي السعودي في اليمن.
وعامل القادة السعوديون السودانيين كجنود مشاة. وأرسلوهم في المهام الخطيرة، وهو ما يفسر خسائرهم الفادحة. ووفقا للحوثيين، تجاوز عدد الضحايا السودانيين 8 آلاف رجل؛ بينهم أكثر من 4 آلاف و200 قتيل.
ليبيا.. تدخل سوداني
وفي الصراع الليبي، أرسل “حميدتي” قوات الدعم السريع والمليشيات المنظمة لدعم “خليفة حفتر”، بالرغم من أنه نفى علنا القيام بذلك، وضيق الخناق على المرتزقة خشية انضمامهم إلى قوات حكومة “الوفاق الوطني” في طرابلس.
وقبل شهرين، اعتقلت قوات الدعم السريع 122 مواطنا، بينهم أطفال، كانوا في طريقهم للانضمام إلى الصراع الليبي كمرتزقة.
وفي فبراير/شباط الماضي اعتقلت السلطات السودانية 243 شخصا في دارفور كانوا متوجهين إلى ليبيا.
وتابع التقرير بأن الإمارات تقوم بتدريب مجندين سودانيين في بلدة “غياثي” غربي أبوظبي قبل إرسالهم إلى بنغازي وسرت ورأس لانوف وقاعدة الجفرة الجوية.
بلاك شيلد .. اتهام صريح
واتهم عدد من السودانيين شركة “بلاك شيلد” للخدمات الأمنية الإماراتية بأنها وعدتهم بوظائف كحراس أمن في المستشفيات ومراكز التسوق الإماراتية، لكن استخدمتهم في ليبيا.
ويتقاضى الكثير من الشباب السودانيين، الذين يعانون من الفقر المدقع، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أقل من 25 دولارا شهريا للقتال في الحرب، حيث يتواجد ما لا يقل عن 3 آلاف مرتزق سوداني يقاتلون في ليبيا لصالح “الجنجويد”، وهي ميليشيا عربية شبه عسكرية كانت نشطة أيضا في دارفور خلال حرب 2003-2009، وهي مجموعة سودانية رائدة تدعم قوات “حفتر”.
ويشكل المقاتلون السودانيون، من كل من قوات الدعم السريع والميليشيات الفردية، 50% من القوة القتالية الرئيسية لـ”حفتر”، وقد لعبوا دورا حاسما في استيلائه على الهلال النفطي الليبي في يونيو/حزيران 2018.
وفي يوليو/تموز 2019، ساعدت طائرات النقل الإماراتية في نشر 1000 جندي من قوات الدعم السريع للدفاع عن بنغازي؛ ما سمح لقوات “حفتر” بالتركيز على معركة طرابلس.
مكأفاة لـ حميدتي
وبالرغم أن الإمارات تراجعت عن وعدها بالتبرع بمبلغ 2.5 مليار دولار للمجلس العسكري الانتقالي في السودان بعد الإطاحة بـ”البشير” عام 2019، فقد كوفئ “حميدتي” شخصيا على ولائه.
وتشتري الإمارات تقريبا كل الإنتاج من مناجم الذهب في دارفور، التي تخضع لسيطرة “حميدتي”.
وإضافة إلى “الجنجويد”، شاركت مجموعتان متمردتان كبيرتان آخريتان (قاتلتا في دارفور) في الحرب الليبية، هما “جيش تحرير السودان” و”حركة العدل والمساواة”.
ومع تراجع حدة النزاعات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وكسلا، واستمرار ضعف اقتصاد البلاد، كانت الحرب الليبية، بالنسبة لقوات الدعم السريع والميليشيات المختلفة، مصدرا محتملا للدخل والأسلحة التي لم يتمكنوا من العثور عليها في الوطن.