الخبر وما وراء الخبر

ما الذي جعلنا ضحية لسلاطين الجور؟!.

26

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 11 اغسطس 2020مـ -21 ذو الحجة 1441هــ ]

بقلم || عدنان الكبسي

منذ المراحل الأولى للإسلام، وبالأخص من بعد موت النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) بدأ التجاهل للقضية الأساسية في الإسلام، وهي قضية ولاية الأمر وهي قضية حساسة، ولم يحصل اختلاف على شيء مثلما حصل خلاف على قضية الولاية، حصل فيها أخذ ورد واجتماعات وخلاف وشقاق وأشياء من هذه، تجلى فيها لعبة المتلاعبين من بعد ما تبين لهم من يتولى أمر الأمة.

فبدأ الإنحراف في واقع الأمة يتسع شيئاً فشيئاً حتى أصبحت الأمة ضحية لسلاطين الجور، بل حتى رأينا التسابق الكبير من أوساط الأمة نحو التطبيع العلني مع العدو اللدود للأمة اليهود الصهاينة، تسابق حكام الأمة وعلماؤها وأحزابها وكبارها وتقبل ذلك عامة المسلمين.

فما الذي جعلنا ضحية لسلاطين الجور؟! ما الذي جعل الأمة تتقبل بالباطل؟!.
من البداية لم تفهم الأمة ولاية الأمر، لم تفهم أهمية ولاية الأمر، لم تفهم أن ولاية الأمر لها صلة بكل شئون الحياة من اقتصاد، من دين، من دنيا، من هداية، من تربية، من عزة، من كرامة، من أمن، من سلام، من نصر، من غلبة، ولاية الأمر لها صلة بكل هذه الأشياء.

لم تفهم الأمة أن ولاية الأمر ممتددة من ولاية الله، أنها ولاية رحمة، ولاية رعاية، ولاية تربية، ولاية هداية، لابد من يتولى أمرها أن تكون لديه المؤهلات الكافية في تربية الأمة ورعاية الأمة وبناء الأمة وهداية الأمة وكافة البشرية، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (من هنا نفهم أهمية ولاية الأمر في الإسلام وأنها يجب أن تكون امتداداً لولاية الله خاضعةً للمعايير والمؤهلات التي حددها الله، من يلي أمر الأمة، هذه أمة مسلمة نحن مسلمون من يلي أمرنا يجب أن تكون عنده رحمة، وحكمة، يجب أن يكون عارفاً كيف يربي الأمة، كيف يبني الأمة، كيف يطور حياتها، كيف ينمي اقتصادها، كيف يزكي أنفسها، كيف يواجه أعدائها، وعلى أساس دينها، وعلى أساس منهج ربها، لأن لولاية الأمر صلة وثيقة بإقامة الدين).

نظرة الأمة إلى ولاية الأمر نظرة مشخصنة، فقط أهم شيء من يسد الفراغ ويحكم الناس ويجيش الجيوش ويوزع الأموال، ويعين الولاة أو المحافظين كائناً من كان، حتى حكمت الأمة حكومات جائرة، ظالمة، باغية، تذل الأمة، تقهر الأمة، وتجعل من الأمة أمةً مستعبدةً لأعدائها، خاضعةً مقهورةً مستذلةً لليهود والنصارى، وحكمها ولاة أمر ليس لهم أي مؤهل أو معيار، لا إنساني ولا قرآني ولا فطري ولا أي شيء، لابد بنوا اقتصادها، ولا بنوا قوتها العسكرية، ولم يواجهوا أعدائها، ولم يوفروا لها الحماية، متلسطون انتهازيون، يعتمدون على التسلط والإنتهازية لفرض الأمر الواقع ليسيطروا على الشعوب منفذين أجندة الخارج المعادي.

ولاية الأمر في الإسلام لأهميتها أنها تشكل ضمانة لاستقامة الدين وحيوية الدين لتبقى الأمة قائمة وحية، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه: (أهمية ولاية الأمر في الإسلام أنها تشكل ضمانة لاستقامة الدين، وحيوية الدين، متى ما كان الدين قائماً، والدين حياً، تكون الأمة قائمة وحية، الأمة مربوطة بهذا الدين. إذًا فهي قضية هامة جداً).

ولابد لنا حتى لا نصبح ضحية لسلاطين الجور أن نفهم أن ولاية الأمر في الإسلام هي الأساس لبناء الأمة، هي أساس عزتها، أساس قوتها، أساس منعتها وصلابتها.
وأنه لابد من أن يكون من يتولى أمر الأمة هادياً ومربياً ومعلماً وزعيماً ومرشداً وبانياً لهذه الأمة، حريص على هداية الأمة، يربي الأمة يزكي نفسها، حريص على أمن وسلامة الأمة، يحفظ لهذه الأمة كيانها واستقلالها وعزتها، يبني الأمة بناء متكاملاً في كل الجوانب.

ولن نجد هذه الولاية إلا من أعلام الهدى من دائرة أهل البيت، الذين الولاء لهم والتمسك بهم وبالقرآن ضمانة من الوقوع في الضلال والضياع والإنحراف، الولاية لأعلام الهدى من أهل البيت حصانة من أن تُفرض علينا ولاية أمر يهودية.
اللهــــم إنــا نتولاك، ونتولى رسولـــك، ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليهم من هداتك وأعلام دينك سيدي ومولاي قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

اللهــــم إنــا نبرأ إليك من أعدائك، أعداء رسولـــك، أعداء الإمام علي، أعداء من أمرتنا بتوليهم من هداتك وأعلام دينك.