الخبر وما وراء الخبر

انتهت هيبة أمريكا ولم يعد يخشاها إلا الزعماء العرب

133

بقلم / د. ناصر اللحام


رأيت السفن الايرانية تقطر القوارب الامريكية الى الحجز البحري ، وهو مشهد لا يراه الانسان كثيرا في هذا العالم ، وباستثناء الصين وايران لم تجرؤ اية دولة في العالم على ” اهانة ” الشرف العسكري الامريكي بهذا الشكل ،
في اول ايام بوش الصغير حاولت طائرة تجسس امريكية متخفية ان تتسلل الى اجواء الصين فاكتشفها سلاح الجو الصيني وانزلها عنوة وقتل طيار صيني في عملية الانزال ، وهددت الصين باعدام الطيار الامريكي في ساحة عامة اذا لا يخرج الرئيس الامريكي شخصيا ويعتذر للشعب الصيني ويدفع ديّة الطيار الشهيد وخسائر سلاح الجو . وبالفعل خرج بوش امام العالم واعتذر للشعب الصيني ودفع جميع خسائرها وتعهد بعدم تكرار التجسس فوق بحر الصين .
ان جر القوارب الامريكية الى الحجز مشهد لا يتكرر كل يوم ، ولكنه نقطة فاصلة في تاريخ الشرق الاوسط ،
هيبة امريكا انتهت في امريكا اللاتينية وقد تحررت الشعوب هناك من كارتيلات الشركات الامبريالية التي نهبت خيرات القارة ، كما انتهى عصر الهيمنة الامريكية على قارة اوروبا وخرجت قرارات الاتحاد الاوروبي على الطوق الامريكي ، فيما اليابان ودول شرق اسيا اصبحت ” حامضة ” على أسنان الولايات المتحدة وترى زعيم كوريا الشمالية – على خطورته – يهدد نيويورك بالقنبلة الهيدروجينية ،
اما افريقيا فلم تعد مزرعة امريكا وقد اثبت العلماء الالمان والصينيون والهولنديون والانجليز والفرنسيين انهم الاقدر على الاستثمار هناك ، وفشل الامريكيون في تطوير ونماء القارة وانحصر دورهم على تسويق البضائع او بيع السلاح فقط .
وللاسف لم يعد يخاف من امريكا سوى الزعماء العرب ، هم وحدهم يخافون البيت الابيض اكثر مما يخافون عذاب القبر ، فيما الشعوب العربية اجتازت هذا الجدار السيكولوجي وتتعامل مع امريكا بكل ندية ، لها ما لها وعليها ما عليها .
امريكا تحكم العالم بالايحاء والايماء ، هي لا ترسل جيوشها لمحاربة الجيوش وقتل الشعوب ، وانما تصدر اوامرها وتعلن مصالحها ، ومن يستجيب لها بكل عبودية فانها تقبل ذلك ، ومن لا يقبل ذلك وتتعارض مصالح بلاده معها فهي لا تشن حربا عليه وانما تكتفي باختلاف وجهات النظر .