الخبر وما وراء الخبر

فبصدهم عن المسجد الحرام وفتحهم المراقص ليعذبنهم الله عذاباً أليماً

36

ذمار نيوز || مقالات ||
[26 يوليو 2020مـ -5 ذي الحجة1441هـ ]

بقلم || عدنان الكبسي

مكة حيث الكعبة البيت الحرام المقدس الحاضن لمشروع الرسالة الإلٰهية، البيت الحرام الذي ارتبط به مبادىء التوحيد، مبادىء الإسلام لله، ارتبط به القيم الإلٰهية.

يُقال أن موضع البيت الحرام هو النقطة التي تعتبر قلب المعمورة، قلب الكرة الأرضية في ذلك المكان الضيق المحيط به الجبال لكنه يستوعب كل من وفدوا إليه فليكونوا كمّا كانوا، ارتبطت به شعائر معينة: هي فريضة الحج, وارتبطت به القبلة أيضاً للصلاة والعبادة، وجُعِلَ مثابةً للناس وأمناً.

هذا البيت الذي جعل الله قلوب الناس تهوي تحن إليه شوقاً ولهفة، فيأتون الناس رجالاً وعلى كل مركب يتوافدون من كل فجٍ عميق.

جعله الله بلداً آمناً مطمئنّاً ورزق أهله من الثمرات والأنعام رغداً سهلاً هنيئاً لمن آمن يأتيهم من كل مكان، وكذلك من كفر يأتيه الرزق رغداً ليتمتع قليلاً في هذه الحياة الدنيا ثم مصيره إلى عذاب النار وبئس المصير، وهذه حكمة الله وتدبيره من أجل مصلحة البلد الحرام وشعائر الحج وسلامة زوار البيت الحرام رزق حتى من كفر بالله حتى لا يتحولوا إلى لصوص ونهَّابين وقاطعين للطرق ومرتكبين أبشع الجرائم بحق الحجاج، ليأمنوا على أنفسهم وأمتعتهم وما يمتلكونه من متاع، ليعودوا من الحج سالمين غانمين، لم يرزق أهله من الخيرات لصلاحهم ولكن لسلامة ضيوف الرحمن في البيت الحرام.
هذا البيت رمز إسلامي مقدس ارتبط به واقع الناس، ويحظى بمكانة مرموقة في قلوب الكثير من الناس، له حرمته وقداسته.

مجرمٌ من صد عن المسجد الحرام ومنع حجاجه وزواره منه بحجج واهية وأعذار وهمية، منعوا الحج حفاظاً على الحجاج من الأوبئة والله رزقهم الثروات ليأمن الحجاج شرهم، ومكنهم من نعمه لينصرفوا عن زوار البيت الحرام، فلا يمسوهم بسوء فينتهبون أموالهم، يحرصون على سلامة الحجاج والله أولى بهم منهم، تكفل الله برزق طغاتهم ليسلم ضيوفه من إجرامهم، حرم الله صيد البر في البلد الحرام لتعيش الطيور والحيوانات آمنة في جوار البيت الحرام، وإذا كان الله حرم الصيد لتأمن الطيور أفلا يحرم الوباء على عباده الزائرين لبيته المحرم.

فبصدهم عن المسجد الحرام وفتحهم المراقص والملاهي ليعذبنهم الله عذاباً أليماً بما جنت أيديهم من صد عن المسجد الحرام وقتل وإبادة لأطفال ونساء الأمة الإسلامية وفتحهم دور السينما رغبة ورهبة وتقرباً إلى الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل.

مع جرمهم وفسادهم وظلمهم ما كان الله ليعذبهم وبين أظهرهم علم من أعلام الهدى يذكرهم ويعظهم ويقدم لهم آيات الله، ولم يكن الله معذبهم وإن كانوا مجرمين وهم يستغفرون، ولكنهم حين يصدون عن المسجد الحرام ويمنعون الحجاج من الحج، ويذرون بيت الله المحرم خالي من زواره وضيفانه فإنهم من يجعلون لله عليهم سلطاناً مبيناً، ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ® وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)).

ولقد كانت قريش من قبل النظام السعودي تعيش آمنة مطمئنـة وهم يؤذون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولم يعذبهم الله حين أرادوا قتل رسول الله وحين أخرجوه من مكة، ولم يعذبهم الله وهم يقاتلون رسول الله والمسلمين، فعذبهم الله عندما منعوا المسلمين من العمرة إلى البيت الحرام، ولم تنفعهم اتفاقية صلح الحديبية عندما أراد الله أن يعذبهم فأهلكهم ودمرهم وأزالهم من ولاية البيت الحرام ومكن بيته المحرم أولياءه المتقين، والنظام السعودي بصده عن المسجد الحرام ومنعه الحجاج حان زواله وهلاكه فليسوا أولياء لله وليسوا بمستوى ولاية البيت الحرام، ولقد عجلوا على أنفسهم بالزوال.

وليأتينهم بأس الله على أيدي المؤمنين بياتاً أو في القيلولة متنعمون مستريحون ليستيقظوا على ظربات حيدرية تنكل بهم ليذوقوا وبال أمرهم، وعاقبة أمرهم خسراً، لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.