الخبر وما وراء الخبر

معركة إسرائيل

97

بقلم / زيد احمد الغرسي


 

عشراتُ الزحوفات للعدوان السعودي الأَمريكي في منفذ الطوال واستنفارٌ كاملٌ لكل قواته لمحاولة السيطرة على هذا المنفذ وميناء ميدي ومحافظة الحديدة، فلماذا كُلّ هذا الحشد والزحوفات والامكانيات الكبيرة والاهتمام باحتلال هذه المنطقة وما أَهْدَاف العدوان في احتلال السواحل الغربية لليمن؟

كما هو معلوم ان العدو الاسرائيلي عبّر عن قلقه من سيطرة الجيش واللجان الشعبية على باب المندب ولم يمض على تصريحه سوى اقل من ثمانية واربعين ساعة حتى فتح العدوان السعودي معركة تعز في محاولة لاحتلالها لما لها من موقع استراتيجي مطل على باب المندب مستخدماً كُلّ امكانياته الجوية والبرية والبحرية، وبعد فشل عدة زحوفات وإغراق اكثر من ستة بوارج حربية وعدد من الزوارق البحرية قررت اسرائيل الرمي بكل ثقلها فجمعت مرتزقتها من بلاك ووتر والجنجويد والاماراتيين والسعوديين والسودانيين والقاعدة وداعش لتنفذ اكبر زحف بري وجوي وبحري للسيطرة على تعز فجاءت ضربة توشكا لتفشل هذا المشروع وليكشف حقيقة العلاقة وامتزاج الدم الأَمريكي والاسرائيلي والداعشي وبلاك ووتر والسعوديين والاماراتيين ووحدة مشروعهم وأَهْدَافهم والخندق الواحد الذي يتحركون فيه لتدمير المنطقة برمتها.

بعد ذلك قام العدوان  باحتلال بعض الجزر اليمنية  كجزيرة حنيش وغيرها وكثف من غاراته على الصيادين وبعض المناطق الساحلية في محاولة لإخلاء تلك المناطق من سكانها تمهيداً للإنزال البري الذي يخطط له وقد حاول ان يصنع نصراً وهمياً بتصوير بعض جنوده في بعض الجزر الخالية اصلا من السكان لكنه يعرف انه لم يصل الى هدفه بعد ، فاستمر في محاولاته لاحتلال الحديدة ولكن هذه المرة من الجهة الشمالية من جبهة الطوال وحرض وميدي وكثّف من زحوفاته وغاراته الجوية كُلّ ذلك لأجل تحقيق احد أَهْدَاف العدو الاسرائيلي بالدرجة الاولى المتمثل في احتلال كُلّ الشريط الساحلي الغربي لليمن بدء من ميناء ميدي الى المخا وصولاً الى باب المندب كون هذا الممر يعتبره عمقا استراتيجيا لأمنه القومي وضمان تواجده في المنطقة لا سيما اقتصاديا حيث تعبر أغلب تجارته من البحر الاحمر الى العالم ويعتبر المنفذ البحري الاستراتيجي الوحيد له وبسيطرته من ميناء العقبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة الى قناة السويس ثم ميناء جدة ثم الحديدة والى باب المندب يكون قد سيطر على احد اهم الممرات العالمية التي تمر منه تجارة العالم ونفطه، الامر الذي تترتب عليه تداعيات كبيرة وتحكّمه بكل الملفات الاقليمية والدولية بينما يبقى امن الدول العربية والافريقية تحت رحمته.. الموقع الجغرافي الاستراتيجي الهام لليمن جعله مغرياً للعدو الصهيوني، وذلك ما اشار اليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بالمولد النبوي الشريف عندما قال إن هناك مطامعَ كبيرة لأَمريكا في اليمن والموقع الجغرافي له يغري العدو الاسرائيلي وما النظامان السعودي والاماراتي الا مجرد ادوات لتحقيق هذه المطامع والأَهْدَاف في اليمن، وكان السيد القائد قد اشار في خطاب سابق إلى ان الموقع الجغرافي لليمن وثرواته الكبيرة اكبر من وعي بعض أبنائه الذي يحاول اعلام العدوان ومرتزقته صرفَ انظار الشعب اليمني عن حقيقة ذلك باختلاق سخافات ومواضيع تافهة كالشرعية والانقلاب وغيرها من الترهات الإعلامية التي اتضح بعد أكثر من تسعة اشهر وعلى لسان العدوان سواء بتصريح عادل الجبير سفير السعودية سابقاً في أَمريكا ليلة العدوان عندما قال إن العملية العسكرية كان محضّراً لها قبل خمسة اشهر وغيرها من الحقائق وصولاً الى اعتراف هادي الأخير في مقابلة مع قناة إماراتية بأنه لم يكن يعلم بعاصفة الحزم.