نهج الأمام علي.. و جذوره الممتدة إلى واقعنا ؟
ذمار نيوز || مقالات ||
[15 يوليو 2020مـ -24 ذو القعدة 1441هـ ]
بقلم || عبدالملك المساوى
إذا أتيت إلى القرآن لتعرف جوانب الإيمان ومجالات الإيمان تجد من أهم ما في الإيمان ويرتبط به أشياء كثيرة، من ذلك الجهاد في سبيل الله، والإمام علي عليه السلام كان له الاسهام الكبير في الدفاع عن الإسلام وعن الأمة وفي إقامة هذا الدين، ونستطيع القول أنه ما بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله ليس لأحد من أتباعه وأصحابه وأنصاره، ما هو للإمام علي عليه السلام.
بقدر ما كان في دوره الجهادي الكبير في إقامة الاسلام، كان أيضا شخصية إيمانية متكاملة في كل شيء، ثم هو عليه السلام أهل ليكون له الدور المستقبلي في الأمة، وقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا مدينة العلم وعلي بابها) أي لا يمكن أن يكون مؤتمنا على العلم وعلى معارف الإسلام من لا يدخل من هذا الباب، وحكمه يدخل فيمن ينطلق عن الإسلام من محرفين من كذابين من دجالين من قائلين عن الله مالم يقل.
ومن موقعه عليه السلام كخليفة للمسلمين، كان امير المؤمنين علي عليه السلام، أشد الحرص على إرساء العدل بين الأمة ورفع الظلم والجور عن كاهلها، فعمل في ثلاثه مسارات: بناء الدولة وبناء المجتمع وبناء الأمة، فقد تسلم الدولة والمجتمع مشتت، والأمة منقسمة، والخلافات والفتن قائمة على إثر مقتل عثمان والناس في ثورة واضطراب لامثيل له وإمكانيات الدولة عند مستوى الصفر والمؤامرات والمتربصين محدقين بالامة من كل جانب.
فعمل أولا على اختيار الولاة وفق معايير إيمانية وقيمية سليمة كالكفاءة والنزاهة، ونحوه من القيم والمثل الايمانية الراقية وعزل الولاة الظالمين الذين أساءوا استخدام السلطة وجيروها لمصالحهم، وحارب الفساد والفاسدين، واهتم بالفقراء والمستضعفين، واهتم كثيرا بالجانب الثقافي والاعلامي على قلة الامكانيات والوسائل في ذلك العصر، وكان عهده إلى مالك الاشتر بمثابة دستور قراني متكامل لن تأتي البشرية بمثله على مر العصور، والكثير من الاعمال والقرارات والرؤى الحكيمة التي دلت على عبقريته بكل جلاء ووضوح ولازالت ممتدة إلى اليوم.
لاشك إن واجبنا اليوم هو إقتفاء هذا الأثر الطيب المبارك، في سلوكناوفي تعاملنا مع مجربات ومتغيرات ووقائع الأحداث والتطورات في ساحتنا ومن حولنا، لاسيماوإننا اليوم كشعب يمني يرفض الذل والمهانة والوصاية عليه من أذناب أمريكا وإسرائيل، نتعرض لعدوان كوني ظالم وغاشم، حيث تجمع في هذا العدوان علينا آباطرة الكفر والضلال والنفاق وأئمة الشيطان من شتىأصقاع الأرض،ومن الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاق كما وصفهم الله عز وجل في كتابه الكريم
نعم مقابل هكذا عدوان وهكذا واقع وأمام الحصارا الجائر من البر والبحر والجو، وكذلك استهدافهم لعملتنا، وقطعهم لمرتباتنا؛ ومنعهم وصول الدواء والغذاء ،روالمشتقات النفطية ؛و…و..الكثيرمن المعانات الذي لازال هذا العدو الفاجر مستمر في إمعانه بإلحاق الضرر بهذا الشعب
صارلزماعلى الجميع أن يستشعر كل فرد مسؤليته وواجبه كلا في عمله ومن موقعه، ليتحرك الجميع بعلم ووعي من هدى الله تحركاصادقا ووعيا ملتزما مسؤلا،كلا في مجاله ،طبعا بتوفر الصدق والإخلاص..والتجرد من الزلفى للغير ومطامع الذات
تماما مثلماهم رجال الله في الجبهات وفي التصنيع الحربي، يتحركون بوعي وثبات وعزم وإرادة ويبذلون بإخلاص دون، كلل إوملل فيحققون الإنتصارت تلوالإنتصارت، وتتم على أيديهم المعحزات
فتراهم يقتفون أثر البطولات الحيدرية؛ فيكررونها في ساحات القتال بشكل عملي مستمر أذهل العالم
ولاشك أن المطلوب أيضا تحقيق انتصارات ساحقة وماحقة على الفساد وأربابة، وثقافاته وصنعاته ، وقلعه من جذوره ، كضرورة وحاجة ملحة للناس ولتعزيز الصمود وتقوية وضعنا الداخلي بشكل عام
وانسب سبيل الى ذلك إقتفأ وإتباع خط السير والنهج الذي سارعليه الإمام علي عليه السلام هو واصحابه والمقتفيين أثره من بعده إلى يومنا هذا ، لأن ذلك هو الضمانة الحقيقية والكفيلة؛بحل كل المعضلات في كل المجالات ، ومن ذلك ؛القضاء على كل اشكال الفساد والإفساد ، وترشيد أمورنا في طريق الخير، والبر بالشعب الصامد المنتصر
وإن كلما تحقق من إنجازات وإنتصارات عظيمة؛ هوبفضل الله وبفضل التمسك بهذا النهج العظيم ،،نهج الأمام علي عليه السلام..نهج اعلام الهدى من آل بت رسول الله سلام الله عليهم اجمعين، التمسك بالعروة الوثقى التي لانفصام لها، نهج المسيرة القرآنية المباركة، ..والنصر الكبير قادم والخير كله قادم، ولن يخلف الله وعده، ولكن أكثرالناس لايعلمون.