الخبر وما وراء الخبر

تنومة وسدوان، من يوليو حتى مارس

13

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 11 يوليو 2020مـ -20 ذو القعدة 1441هـ ]

بقلم / إبراهيم عطف الله

لاغرابة لدينا من هذا العدوان الجائر، بحكم معرفتنا التاريخية بجرائم الكيان السعوصهيوني، وبطبيعة المهمة الموكلة والواقعة على عاتقة من قبل مُشغلة اليهودي والبريطاني سابقاً والأمريكي والإسرائيلي حاظراً، جرائم وحشية يرتكبها النظام السعودي وأيادية بقرارات أمريكية لوبية تُرتكب بحق اليمنيين الأبرياء في كل يوم وفي كل لحظة، لذالك لا غرابة مما يرتكبة آل سعود وآل زايد بحق الشعب اليمني في صنعاء وغيرها، فهي ليست جديدة على كل يمني، فهذه الجرائم اليومية قد بدءت من يوماً مشؤوم في 1 يوليو 1923م . لذلك يجب علينا التذكر لهذا التاريخ الأسود.

في عام 1923م وفي يوم 1يوليو من ذلك العام، يوم مشؤوم غارق بدماء اليمنيين الأبرياء، تطاول الكفر على ديينا ومقدساتنا وسفك الدماء المسلمة وأستباح المحرمات في حرمات الله وعلى أرض الله المقدسة أثناء أداء فريضتهم الدينية والأساسية على يد عصابات آل سعود والتي أزهقت فيه أرواح ثلاثة آلاف حاج يمني مهللون محرمون حجيجاً إلى بيت الله الحرام.

بأي ذنب قتلت، مجزرة لا أكبر منها لأهمية مكان حدوثها ولكثرة الضحايا ولكيف كان التعامل معاها ومعا ضحاياها، لم تحصل من قبل ولا حصلت من بعد، منذ عام 1923م إلى عامنا هذا 2020م، حادثة مأساوية للغاية لدرجة أن جثث الضحايا لم يتم الصلاة عليها ولا حتى دفنها، بل تُركت للسباع وللكلاب وللطيور تأكل منها، وبمرور 100 عام من ارتكاب جريمة تنومة وسدوان غُيبت هذه الجريمة من أذهان وعقول كل اليمنيين وكل العرب، حتى أتى عدوان مارس 2015م، تجددت المجازر نفسها والفاعل واحد والمخطط في جرائم اليوم ذات المخطط لمجزرة تنومة وسدوان نفسه.

مجازر العدوان في الماضي أعادت المآسي في قلوب اليمنيين وأكدت لليمنيين حقد آل سعود وأسيادهم على اليمن واليمنيين منذ مئات السنين والأعوام، بل وخلقت في قلوب اليمنيين وعياً قوياً بخطورة الأعداء وبحقدهم الدفين للشعب اليمني، وعودة المجزرة من غياهب النسيان إلى عقول اليمنيين أغاضت الأعداء بشدة.

لماذا لا يثأر اليمنيون بحقهم على تلك المجزرة في ذلك الوقت، كما ثار الشعب اليمني على مجازر العدوان في الحاضر؟ حدثت مجزرة تنومة وسدوان واليمن تعيش وضعاً حرجاً وفي ظل وضع ضعيف جداً، بعد خروج الأتراك من اليمن 1918م، وكذلك كانوا يعيشون في ظل ضعف قيادي وأزمة قيادية حكيمة، أي عكس ماهو موجود اليوم من قيادة حكيمة ووعي قرآني صائب بفضل الله ومنّه.

بالمختصر، مجزرة تنومة وسدوان حادثة مؤلمة وموجعة للضمائر وشرحها كبير وطويل لا يسعنا ذكره، ولكن ما نريد أن نفهمه ونستوعبه هو أن العداء السعودي الصهيوني لليمن قائم منذ مئات السنين ولايزال قائماً وحياً في قلوبهم حتى هذه اللحظة، وكذلك أن نكون على يقين من كفرهم وحقدهم وإجرامهم وأن نقابل العداء بالعداء والقتل بالقتل والتصعيد بالتصعيد، ولنا في ذلك حق….