الدكتور النهمي فقيد الوطن والإنسانية.
ذمار نيوز || مقالات||
[7 يوليو 2020مـ -16 ذو القعدة 1441هـ ]
الأسيف/ سام الهمداني
ترتعش كفي وهي تكتب هذه الحروف في مقام رحيل الدكتور أحمد النهمي وانتقاله إلى جوار ربه، فمن نهر الحنين يرتشف القلم، ومن لغة الوداع تُنسج هذه الحروف لتلتصق في سطور يهذي بها الدمع، ويتلعثم بها الحنين.
ففي رثاء الدكتور لو جاز لي التعبير لرثيته بقول حسان بن ثابت في رثاء رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم……. فمثل الدكتور يُفقد كيف لا وهو الذي تتجلى في شخصيته وسيرته آيات التواضع وسلوك العاشقين للمدرسة المحمدية.
لا أدري من أين أبدأ الحديث عن شخصيته التي جمعت كل السجايا الحميدة، والمزايا السامية فإذا تحدثنا عنه كإنسان فقد تجسدت الإنسانية فيه حتى أصبحت سيمة في وجهه من أثر السلوك والمعاملة.
وإن تحدثنا عنه كعالم وأستاذ فهو آية في التنوير وبحر في المعرفة، وفقيه في الثقافة.
وإن تحدثنا عنه كسياسي فهو اللبيب الذي يجيد لغة الحوار وكأنها مسكونة فيه، وهو فارس الكلمة وبصيرة النقاش، وعميق الرؤية.
وإن تحدثنا عنه كرجل مواقف، فمواقفه تعانق السماء في علوها، وتضاهي الشمس في ضيائها، المواقف التي لا تشوبها علل النقص وزيف الأقنعة، وزينة النفاق، وعتمة الخوف فهو الرجل في زمن أشباه الرجال، وهو الوطني في زمن الخيانة والارتزاق…
الوداع الأخير للدكتور:
كان في أواخر رمضان عندما زارني إلى قريتي مع غروب الشمس ووداع النهار، وكعادته الإنسان الذي لا يكسر الخواطر ولا ينهر المودين حتى في زمن الوباء وتفشيه، فقد صافحته وصافحني بعناق قطعنا فيه حبل القطيعة والفراق، ثم أخرج المعقم الجراحي من جيبه وهو يبتسم الابتسامة التي لا تفارق محياه، واغتسلت أيادينا ليس بالمعقم بل بكلماته التي قرأت الأمل بين أحرفها، وشعرت أن أوجاع الحياة انتهت…. آآه لم أكن أعلم أن ساعة اللقاء هي ساعة الوداع.
رحمة الله تغشاه وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.