الإنسان المثالي والوطني
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 يوليو 2020مـ -14 ذو القعدة 1441هـ ]
بقلم أ.د. || طالب النهاري
رئيس جامعة ذمار
إنه من الصعب أن تتحدث عن إنسان أحببته لنقاء روحه وصفاء سريرته، وأنت في لحظة ما تزال في صدمة رحيله المفاجئ..
الدكتور أحمد النهمي رحمة الله تغشاه، عرفته الإنسان البسيط والمتواضع، والابتسامة ما تغيب عن محياه.. وعرفته الأكاديمي الملتزم بقيمه ومبادئه العلمية، وعرفته الإداري الناجح، الذي يفرض حبه واحترامه على الناس، ويتسلل إلى الروح بدون استئذان، وهي ليست شهادتي فقط، بل هي شهادة كل من عرفه أو عمل معه..
وعرفت النهمي الرجل المفكر الرزين الذي لا يتحدث إلا بميزان، ولكل كلمة وعبارة يلقيها لها أثرها الكبير، لا يظهر هذا فقط من حواراته الثقافية والفكرية ومقابلاته، ومن حديثه في الندوات والفعاليات، بل يتجلى من حواراته الثنائية في العمل والمقيل وما شابه.
وعرفت النهمي الرجل السياسي المحنك، فهو يدهشك حين يتحدث عن الأوضاع السياسية، ومآلاتها، وأبعادها المركبة…
كذلك عرفت النهمي الشاعر الكبير الذي يأسرك وأنت تسمعه يلقي قصائده الوطنية المجلجلة، وبصوت هادئ وجميل…
الفقيد النهمي رحمة الله تغشاه، عرفناه إنسانا وطنياً وقومياً، أخلص لوطنه وشعبه، وكانت له ثوابت وطنية، وكان موقفه من العدوان ساطعاً، وقد واجهه بالكلمة والموقف، ولم يتغير أو يتبدل طوال سنوات العدوان، وقد عبر عن موقفه هذا بعشرات القصائد الشعرية التي ألقاها في كثير من التجمعات والفعاليات المناهضة للعدوان، وبالمقالات السياسية والفكرية المنشورة في كثير من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ..
فالرحمة والخلود للدكتور أحمد النهمي الإنسان والمبدع والموقف