الخبر وما وراء الخبر

الفساد المسلح

251

علي العماد   رئيس اللجنة الرقابية العليا


قبل اسبوع طلب مدير الهيئة العامة للبريد مني الحضور الى مكتبه لمناقشة سبل التعامل مع بعض قضايا الفساد ومنها قضية تلكؤ بعض مسئولي البريد في عدد من الفروع والمناطق في توريد المبالغ الى المركز تحت مبررات واهية ومن هذه الفروع فروع قريبة من العاصمة صنعاء والبيضاء ومحافظات جنوبية وذمار منها فرع البريد في مديرية ضوران آنس محافظة ذمار حيث وصل المبلغ حوالي 700 مليون ريال سجلت كحالة اشتباه وعلى ضوء ذلك تم التواصل مع مسئولي البريد بذمار ومطالبتهم لاكثر من مرة بضرورة الاسراع في توريد المبلغ ولكن دون اي استجابة وبعد ممطالة بريد الفرع قررت ادارة الهيئة العامة للبريد بصنعاء النزول بغرض الجرد والتاكد من وجود المبلغ ولكن ما ان وصل الفريق الى نقيل يسلح حتى تفاجأوا بقطاع يتزعمه مدير الفرع هادي النهمي مطالبين الفريق بالرجوع الى صنعاء بالتهديد والوعيد لهم ولكن الفريق اصر واستمر وعزز بطقم امني للمرافقة والحماية من صنعاء حتى إنجاز مهمة الفريق المكون من نائب مدير هيئة البريد ومندوبين عن اللجنة الرقابية العليا واللجان الأمنية.

الجدير بالذكر ان اللجنة حال تواجدها بمدينة ذمار حاولت بعض الجهات المعنية بذمار اقناعها بالعودة الى صنعاء وتحرير محضر صوري بطريقة فيها ترغيب للجنة وفي صباح اليوم الاثنين ١١ يناير ٢٠١٦ توجهت اللجنة المكلفة الى بريد ضوران آنس بغرض الجرد وعند وصولهم الى البريد وجدوه مقفلا باستثناء وجود حارس المبنى الذي حاول استفزاز اللجنه مرارا وعندها طالبنا الجهات الامنية والقضائية الحضور وتحرير محضر لاثبات الواقعة ولكن وبصورة إجرامية تفاجئ الفريق بمجاميع يقودها مدير الفرع تطوق المكان وتطلق أعيرة نارية مما أدى الى اصابة نائب مدير الهيئة العامة للبريد ومندوب اللجنة الرقابية العليا وفردين من اعضاء اللجان الشعبية بل وتم الاعتداء بأعقاب البنادق على بقية أعضاء الفريق وإطلاق النار على آحدهم بعد احتجازه وكما بلغنا فان مرافقي الفريق قد أصابوا العديد من مجاميع هذا المسؤول المجرم الفاسد٠

الجدير بالذكر ان اللجان الأمنية عززت وتم احتواء الموقف أمنيا وإنني ورغم مأساة الحدث لكنه يعبر عن حجم الفساد وهمجيته ومؤشر لطبيعة المعركة الازلية التي ستتحملها ثورة 21 سبتمبر مع موروث الفساد الذي جعل من هذا المسؤول وقبيلته يعتقدون ان فَرع البريد والمال العام حق مكتسب للقبيلة وانه وبالرغم من تشويه البعض للرقابة الثورية ولهذه الإرادة واستغلال البعض للتصرفات السيئة للمتسلقين والمتقمصين لثوب الثورة لكننا جميعا مطالبون بمساندة هذة الجهود وعدم الالتفات الى من يريدون حرف طبيعة الصراع مع غول الفساد الى امور هامشية والله ولي الهداية والتوفيق.