مسمار آخر في نعش الزوال
ذمار نيوز || مقالات ||
[3يوليو 2020مـ -12 ذو القعدة 1441هـ ]
د. فاطمة بخيت
في المسلسل الدموي للعدوان الإجرامي ومرتزقته على مدى ستة أعوام، لا تكاد تغرب شمس يوم من الأيام إلا على ارتكاب جريمة بحق هذا الشعب تعكس مدى توحش وبشاعة مرتكبيها الذين فقدوا كل القيم الدينية، وانتهكوا كل القوانين الدولية والإنسانية -التي صاغها أدعياء الإنسانية- وباعوا أنفسهم من الشيطان وأوليائه بالمال المدنس مقابل التخلي عن كل القيم والمبادئ.
إنّ ما حدث بالأمس القريب من جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية في حق أسرة آل سبيعيان هي خير شاهد على مدى وحشية وبشاعة مرتكبيها، مع أنّها جريمة من مئات وربما آلاف من الجرائم التي ارتكبها العدوان ومرتزقته ضد أبناء اليمن طيلة سنوات العدوان، ولكنها من أشدها وحشية ودموية، جريمة متعددة الأبعاد، أسقطت معها كل الشعارات الزائفة والادعاءات المضللة، وعرت كل المنظمات الحقوقية والإنسانية التي تتشدق بحقوق الإنسان.
وقعت تلك الجريمة في مأرب التاريخ والحضارة، وفي أبشع صورة من القتل والترويع والدمار لتلك الأسرة التي لاقت من الأهوال ما لاقته، لا لذنب سوى أنّها رفضت العدوان والاحتلال الغاشم وتدنيس الاحتلال وعملائه للأرض اليمنية الطاهرة، ومشاريعه التدميرية عليها.
ارتكبت هذه الجريمة في هذه المحافظة كما ارتكب غيرها من الجرائم البشعة كخطف النساء والمسافرين وسجنهم وتعذيبهم، وتعذيب الأسرى بوحشية حتى الموت، على أيدي العدوان ومرتزقته من مليشيا الإصلاح والجماعات التكفيرية التي عاثت في الأرض فساداً، ونسفت كل القيم الدينية والأعراف القبلية التي تحكم أغلب المناطق اليمنية، حتى أصبحت هذه المحافظة وكراً للإجرام والتوحش، وهذه الجريمة وغيرها إن دلت على شيء، فإنّما تدل على مدى التخبط والإفلاس الذي يعاني منه العدوان ومرتزقته جرّاء الهزائم النكراء التي يتلقونها يومياً على يد رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية.
لكن على الرغم من التوغل في التوحش والإجرام والإسراف في القتل والترويع للآمنين؛ فإنّ هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الوحشية التي ارتكبت بحق الأبرياء لن تمر دون عقاب، وستكون كل تلك الجرائم طوفاناً جارفاً، يجرف قوى الطاغوت والاستكبار؛ لأنّ سنة الله في الأرض نصرة المستضعفين، وزوال الظالمين ولو بعد حين.
ومأرب التاريخ والحضارة حتى وإن وجد فيها هؤلاء الخونة والعملاء، فإنّ فيها الرجال الشرفاء الأحرار الذين يتحلون بالقيم الدينية والإنسانية والأعراف القبلية، الذين أبوا إلا أن يكون لهم شرف مواجهة المحتل ومرتزقته جنباً إلى جنب مع أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، والذين سيكون لهم دور كبير أيضاً في تطهير هذه المحافظة وغيرها من المحافظات من دنس المحتل ومرتزقته.