الخبر وما وراء الخبر

عملية توازن الردع الرابعة والرسائل التي حملتها، ماذا بعد؟

27

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 30 يونيو 2020مـ -9 ذو القعدة 1441هـ ]

بقلم || عبدالملك المساوى

مثلت عملية توازن الردع الرابعة التي استهدفت عدة اماكن ومواقع عسكرية حساسة في جيزان ونجران، وصولا إلى عاصمة بني سعود، الرياض، لتطال فيها مواقع سيادية هامةلطالمااعتبرهانظام آل سعودخطوط حمراء، كمبنى وزارة الدفاع ومبنى الاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية.

مثلت هذ العملية صفعة قوية بوجه النظام السعودي المتغطرس وحملت من الدلالات والعبر أشياء كثيرة، وكعملية استراتيجية هامة، يصفها. الخبراء العسكريين والمحللين السياسين لاسيما المحايدين أنها عملية تفوق الردع بمعنى أصح من توازن الردع.

حيث أكدت هذه العملية الكبرى من جديد القدرة اليمانية على بلوغ الاهداف الهامة البعيدة، والتفوق في تجاوز المنظومات الدفاعية الحديثة المتطورة التي جلبتها مملكة الشيطان من مختلف دول العالم، وانفقت عليها مليارات الدولارات، أيضا من حيث أن هذه العملية اتت في توقيت مهم جدا، وبزخم كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي لم يكشف عن البعض منها حتى الآن
كذالك تتابع الموجات الهجومية، أولى وثانية وثالثة ورابعة حتى مطلع الفجر، مايعني أن بلوغ الصواريخ اليمنية والطيران المسير اليمني أهدافه المحددة، لم يتم في غفلة ما، من تلك الرادارات المتطورة والمنضومات الدفاعية الحديثة، بل تمت بالشكل الذي يؤكد القدرة على بلوغ الاهداف في العمق السعودي، وإصابتها في أي وقت وفي أي ظرف وفي أي مكان من الجغرافيا السعودية.

و من بين ركام الاهداف التي أصابتها صواريخ اليمن البالستية وطيرانها المسير، تجلت اشيا كثيرة، ليتاكد من جديد أن هؤلاء الحوثيون كما يسميهم نظام آل سعود أو يصفهم في إعلامه بالمليشيات القادمة من الكهوف، يؤكدون اليوم من جديد للعالم كله أننا شعب يمني عظيم استطاع بقيادته القرآنية المؤمنة الصادقة أن يكونوا ندا قويا ومقتدرا أمام أعتى عدوان همجي بربري غاشم في العصر الحديث؛ بحيث لايمكن تجاهل هذا الشعب العظيم، أو إضعافه أو إخضاعه، حتى ولو وصفوه بالمليشياوي المتخلف ونحو مما يؤفكون في أبواق زيفهم وبهتانهم الممجوج.

ولاغرابة أن يتماها جريفت مع العدوان، في تقريره الأخير لمجلس الأمن، حينما حصر ما يدور في اليمن ،على أنه صراع بين حكومة يمنية على حد تعبيرة، وجماعة أنصار الله الحوثية كما يسميها، لأن جريفت والعدوان وجهان لعملة واحدة.

فلقد تجاهل تماما، وجود تحالف عدواني طويل عريض معلن ومعرف لدى العالم بأسره، ويقوم يقتل اليمنيين منذ خمسة اعوام، وارتكب أفضع وأشنع الجرائم في حق هذا الشعب العزيز المؤمن،وفي حق الإنسانية جمعاء.

ولازال حصاره لهذا الشعب الكريم العربي المسلم مستمرا، برا وبحرا وجوا ، كما استهدف العملة والاقتصاد، ومرتبات الموظفين، والقيم والاخلاق وكل شي جميل في هذا البلد الطيب الكريم، ومن ذلك منع دخول السفن المحملة بمشتقات النفط إلى ميناء الحديدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بغرض مفاقمة معاناة الشعب اليمني وحرمانه من أبسط حقوقه، ومساومته على سيادته وحريته و عزته وكرامته؛ لأنه شعب حر يرفض التبعية للهيمنة الامريكية والاسرائيلية وادواتها الرخيصة، انظمة العمالة المعتدية على الشعب اليمني العزيز.

لذلك كله فإنه من الواضح بجلاء ومن المسلمات العقلية والنقلية والمنطقية، أنه إذا لم يحسن نظام بني سعود قراءة الرسائل التي حملتها عملية توازن الردع الرابعة، ولا أظنه يفعل ذلك، فالأيام القادمة تحمل معها الكثير والكثير من المفاجاءت الكبيرة ومن الضربات الأشد والأكثر وجعا وايلاما للنظام السعودي وأسياده الصهاينة والامريكان.

وكحق مشروع للدفاع عن الشعب اليمني، طالما استمر العدوان والحصار في عدوانه وفجوره وغطرسته وإمعانه في قتل هذا الشعب؛ بمختلف الوسائل والسبل، لذلك لابد أن تحمل الأيام القادمة أنباء عن عملية ردع خامسة وسادسة وأكثر، وعلى الباغي المعتدي تدور الدوائر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.