إذا لم نثقف أنفسنا بثقافة القرآن فسنكون ضحية للمضلين
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 26 يونيو 2020مـ -5 ذو القعدة 1441هـ ]
بقلم / عدنان الكبسي (أبو محمد)
كثيراً ما نأخذ الإحترازات الصحية تجاه وباء من الأوبئة، ونتبادر جميعاً إلى أن ننصح بعضنا بعض لكي نقي أنفسنا ومجتمعنا هذا الوباء أو هذه الجائحة، حتى لا تنهك أجسامنا الأمراض، وهذا شيءٌ جميل.
ولكن الجائحة الأخطر، والوباء الأشد، وباء الضلال التي اجتاحت البشرية وتعرضهم لما هو أخطر من الموت، تعرضهم لسخط الله وعذابه يوم أن يبحثون عن الذين أضلوهم ليجعلوهم تحت أقدامهم.
ثقافات ضالة وأفكار منحرفة اجتاحت الساحة الإسلامية والتي انعكست في الواقع السلوكي والعملي، لأن الإنسان في واقعه العملي والسلوكي والحياتي وفي مواقفه وفي قراراته، في توجهاته في الحياة، هو ينطلق من خلال ثقافات وأفكار، حتى منطق الإنسان تعبر عن ثقافته.
فالمضلون ملأوا الساحة الإسلامية في منابر المساجد، في مجالس الناس، في الشوارع، في وسائل الإعلام، في مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت الأمة لا ترى إنقاذها ونجاتها وسعادتها وعزتها وكرامتها وحياتها إلا بيد عدوها.
الحرب التضليلية مستعرة أحياناً جاء باسم الدين، وأحياناً بدون الغطاء الديني، ولا حصانة للأمة من الضلال إلا بثقافة القرآن الكريم، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: ( الحرب التضليلية الحرب الإعلامية الحرب التثقيفية والفكرية مستعرة جداً وهوجاء وكبيرة للغاية لا يتحصن الإنسان منها إلا بنور القرآن وبهدى القرآن وبثقافة القرآن، ثم العناية بالدعاء والإقبال إلى الله).
فالوهابية طغت بضلالها، وتاهت بالأمة بثقافتها المنحرفة، وصنعت بيئة خصبة في نفوس الأمة للقبول باليهود أولياء وقادة، وجندت من داخل الأمة أيضاً جنود مستبسلين في سبيل أمريكا.
فإذا لم نثقف أنفسنا بثقافة القرآن فسنكون ضحية للمضلين، البديل في الساحة موجود، السلفيون وغيرهم بديل عن ثقافة القرآن، فهم حاضرون للمسخ الكلي للإنسان المسلم، يحرفون مبادئ الإسلام، ويُوظفون آيات القرآن على حسب أفكارهم الهدامة وثقافتهم الضالة وأفكارهم الشاذة.
تهرب من الثقافة القرآنية لتسقط في ثقافة كعب الأحبار، ثقافة تصنع مجتمعاً متبلد الإحساس ميت الضمير لا يقبل العزة، ولا يريد أن يكون في هذا العالم إلا تابعاً لمن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
فالتحصين مهم بالثقافة القرآن الكريم وقرناء القرآن، فهما الحصن المنيع من الوقوع في الضلال، ولا عزة ولا كرامة إلا بثقافة القرآن وأعلام الهدى.
المفرطون في اتباع القرآن بعيدون عن رحمة الله، والباحثون عن الهدى من غير القرآن هم الضالون المضلون، ومن يرفض الولاية لأعلام الهدى من أهل البيت تلقائياً سيتولى أعلام الضلال من اليهود والنصارى وأذيالهم.
ومن لم يحمل ثقافة القرآن سترى ثقافته يهودية تحت عنوان إسلامي، وبعباءة الدين عقيدته موافقة لعقيدة اليهود، سترى من ثقافته طريق إلى الجريمة، ليتقرب إلى الله بالمعاصي، وينسب إلى الله القبائح وفي فمه تسبيح شفوي وداخل قلبه عقائد باطلة تكاد تسقط به في هاوية جهنم ويظن أنه يسير في سواء السبيل.