الخبر وما وراء الخبر

الرياض ٢.. شماعة العدوان الجديد لتكريس الاحتلال وتقاسم الجنوب

28

ذمار نيوز || تقارير ||
[4 ذوالقعدة 1441هـ ]

المسيرة نت : سمير حُميد

مجدداً تقتاد السعودية قادة المرتزقة من القاهرة وأبوظبي بصورة مذله للتوقيع على اتفاق الرياض ٢ وهو اتفاق معدل يحفظ للرياض وصايتها الأبدية في المحافظات الجنوبية كما تتوهم ولأبوظبي مصالحها في السيطرة على الموانئ الشرقية وتعطيل ميناء عدن لصالح ميناء جبل علي ومواني دبي، ويكرس دور دول تحالف العدوان في جنوب اليمن كأدوات تستخدمها دول الاستكبار لتحقيق أهدافها الاستعمارية في التحكم بالممرات المائية الاستراتيجية والمضائق وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية على شواطئ المحافظات الجنوبية وسقطرى تحت ذرائع مكافحة الإرهاب ومحاربة القرصنة البحرية، يضاف إلى تمكين الكيان الاسرائيلي من الاقتراب من باب المندب وهو الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه تل أبيب منذ سبعينات القرن الماضي.

مخطط العدو الذي يتكشف يوماً بعد آخر منذ أكثر من خمس سنوات من عمر العدوان والحصار، أصبح اليوم واضحاً ولا يقبل التأويل كما تؤكد ذلك تحركات دول الاحتلال السعودي الإماراتي على الأرض في المحافظات الجنوبية، فاتفاق الرياض الموقع بين مرتزقة تحالف العدوان في الخامس من نوفمبر الماضي منح دول الاحتلال شرعية التآمر في المحافظات الجنوبية وتبادل الأدوار فبموجب ذلك الاتفاق المشؤوم الذي وقع فيه قادة الارتزاق في الرياض على استلاب ما تبقى لهم من إرادة ومنح فيه من لا يملك الشرعية الحقيقية ما لا يستحق كرست السعودية احتلالها للمهرة وأصبحت الرياض اليوم تمتلك أكثر من ٣١ لواء عسكري مدجج بأحدث الأسلحة الحديثة في محافظة آمنه، ولم تكتف بذلك بل استدعت عناصر استخباراتية بريطانية وأمريكية إلى الغيظة خلال الربع الأول من العام الجاري وسعت إلى استخدام فزاعة الإرهاب ولجئت إلى مزاعم كاذبة كإعلانها إحباط عملية قرصنه بحرية الشهر الماضي وزعمها إحباط عملية استهداف سفينة نفط بحرية قبالة شواطئ ميناء نشطون كذريعة لاحتلال الميناء النفطي وإخلاء أي عناصر يمنية منه ونشر زوارق بحرية في المياه الإقليمية اليمنية في البحر العربي.
ذلك الاتفاق الذي تبادلت فيه الإمارات والسعودية أدوار الاستعمار في الجنوب وكان وسيلة لدخول الآلاف من عناصر الجيش السعودي تحت مسمى قوات الواجب إلى عدن وتسليم أبو ظبي قيادة المرتزقة في الساحل الغربي ومليشيات الانتقالي في عدن وأبين ولحج وسقطرى كانت مقدمة لمؤامرة استعمارية تهدف إلى ضرب كافة مراكز القوى وإضعافها في تلك المحافظات حتى تضمن الرياض وأبو ظبي والدول الاستعمارية الخفية أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تحقيق أهدافها ومطامعها في الشواطئ الشرقية لليمن وباب المندب.
مؤامرة تحالف العدوان لا تتوقف عند ذلك بل تعد أكبر من خلافات أبناء الجنوب وصراعاتهم البينية فتسليم سقطرى للإمارات من قبل قوات الاحتلال السعودي الأسبوع الماضي نموذج مصغر لتقاسم المصالح والأهداف بين دول الاحتلال، وتفيد كل التحركات التي تشهدها محافظة حضرموت التي تعد واحدة من الأهداف الاستعمارية للرياض منذ أكثر من خمسين عام، أن الرياض عازمة على نقل سيناريو تسليم سقطرى إلى حضرموت قبل أن تتسلمها هيا في المستقبل إلى جانب محافظة شبوة أو ما يسمى بالإقليم الشرقي الذي حاولت الرياض ضمه إلى أراضيها عام ١٩٦٢ م وفشلت، وفي عام ١٩٦٥ وقعت اتفاق مع سلاطين شبوة وحضرموت ورفض سلطان المهرة الاتفاق الذي بموجبه كانت الرياض تسعى لإقامة الإقليم الشرقي الذي يضم ثلاث محافظات جنوبية وتم الاتفاق على إقامة اتحاد بين محافظات الإقليم الشرقي والرياض يتيح لسعودية حكم تلك المحافظات مقابل بقاء السلاطين حينذاك بنفس امتيازاتهم، ذلك المخطط الذي أعادة السعودية إحيائه عبر مؤتمر الحوار من خلال تسميته بإقليم حضرموت رغم رفض المهرة وسقطرى، عاد عشيه اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي في العاصمة السعودية برعاية ملكية ليؤكد أن مطامع آل سعود من عهد الملك فيصل الذي كاد أن يعين نجله أميراً على عدن في منتصف الستينيات لا تزال حيه .
وإن كانت المؤامرات السعودية القديمة والحديثة ستؤول للفشل كما فشلت مؤامرة الإقليم الشرقي قبل خمسين عام على أحرار الجبهة الوطنية وثوار وأحرار الجنوب اللذين انطلقت ثورتهم الأكتوبرية التي قهرت بريطانيا العظمى وأذابت أدوات الاحتلال البريطاني كالجليد، فإن ما يجري اليوم خلف كواليس فنادق الرياض بين قادة مرتزقة العدوان والعدو السعودي من صفقات تآمرية تستهدف وحدة ومصالح وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن ستسقط عما قريب تحت أقدام أبطال الجيش واللجان الشعبية وكافة أحرار الجنوب.