الخبر وما وراء الخبر

سجاح وبيان الأصلاح

33

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 14 يونيو 2020مـ -22 شوال1441هـ ]

بقلم / عبدالملك سام

هناك مثل عربي يقول : “أكذب من سجاح” ، وهو مثل يقال في الشخص المعروف بالكذب ، وسجاح بنت الحارث التميمية هي ممن أشتهروا بإدعاء النبوة ، وقد قال شاعر قبيلتها :
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها
وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقد تزوجت بمسيلمة الكذاب ، وكان مهرها أن أسقط مسيلمة صلاتي الفجر والعشاء عن أتباعه !

أما ما ذكرني بهذا الموضوع هو تجانس الأسم والفعل بين حزب الإصلاح وكذب سجاح .. فالإصلاحيين كانوا يدعون أنهم أصحاب العقيدة الصحيحة والآخرون على الضلال ، وبهذا المعتقد أنتهكوا الحرمات ، وأفسدوا الناس ، وشوهوا صورة الدين ، وأنتشرت الفتن في بلاد المسلمين ، فأمن أعداء الدين وأتجهوا لأستعباد البلاد الإسلامية ونهب ثرواتها ، بينما وقف هؤلاء مع الاعداء ضد شعوبهم !

مستخدمين المبدأ الميكافيلي : “الغاية تبرر الوسيلة” ، تركوا القرآن الكريم جانبا وتمسكوا ببدع لم ينزل الله بها من سلطان ، فكانوا أشداء على المؤمنين ورحماء مع أعداء الله ، فحللوا الكذب وسفك الدماء والمفاسد بما أشتهروا به من حب الشهوات وجمع المال بأي طريقة وظلم من لا يعتقد بباطلهم .. كما أنهم لم يختلفوا في صفاتهم عن الذي شغلهم فعرفوا بأنهم ينقضون العهود ، ويزورون الحقائق ، ويخونون الأوطان ، وليس فيهم مروءة او رجولة أو أخلاق ؛ فدينهم الرياء أمام الناس فقط ، وإذا خلوا لشياطينهم قالوا انا معكم !

بيان الإصلاح الأخير جاء في وقته ؛ فقد أتى لينفي ما كتبوه هم وأقروه سابقا أمام الملاء دون خجل ، وهو ما يسهل الرؤية لكل من لازال مخدوع بهؤلاء الشياطين .. أما هدفهم فمعروف ، محاولة لإثارة الفرقة بين الشعب اليمني ليتسنى لهم أدخال الأحتلال إلى اليمن ، وهم يعتقدون أنهم بهذا سيمسكون بالسلطة ليتاجروا بعدها بأعراض وثروات البلد ، وهو ظن خادع ؛ فالأمر لا يعدو قيام الإمارات والسعودية بشراء ذمم أشباه سجاح من قادة الجماعة (كالجنرال الخائن والعطار وتاجر القرطاسية والمخبر السابق وصاحب الصندقة) الأسرى في الفنادق ؛ للتغرير بكوادر الحزب المؤدلجين ليكونوا وقودا لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ومعظم هؤلاء قد أستنفذوا في المعارك فعلا ، وهناك من كفر بكل ما آمن به سابقا بعد أن رأى كذب وزيف ما كان مشائخه يحشون به عقله الصغير ..

قلت سابقا أن هؤلاء يرمون الناس دائما بتهم هي فيهم ؛ فهم يتهمون خصومهم بالعنصرية وكلنا نعرف كيف كانت تقسم التبرعات والوظائف والمنح في عهد تسلطهم على أتباع الحزب فقط ، وكما يتهمون الآخرين أيضا بالكذب والسحر في حين أننا نعرف جيدا من الذي أدعى أنه يملك علاج للسرطان والأيدز ، ونعرف جيدا من حالف عفاش ثم غدر به ، ونعرف من ذهب لصعدة ووقع أتفاق مشرف للجميع ثم أنكر ما فعله ، ونعرف جيدا ما يقومون به اليوم من تغرير بالناس ، ومن يضرب حلفاءه ، ومن يسبح بحمد السعودية نهارا ويسبها ليلا ، هؤلاء قادتهم وأكابر كهنتهم !! والموضوع ذو شجون كما ترون ويحتاج لمجلدات عدة لنحصي كل الفضائح والتناقضات والجرائم التي أرتكبت على أيدي قادة هذا الحزب الساقط ..

هم يظنون أنهم أذكياء ، وحقيقة الأمر أنهم أغبى من عرفت ؛ والمتابع لتاريخ هذه الجماعة يعرف أنهم لم يمشوا في أمر إلا وفشل ، وكل من حالفهم أو تعاون معهم فهو أما مقتول أو مجنون أو لاجئ ، وكل بلد حلوا فيه فمصيره الخراب والأحتلال والجوع والفتن .. تاريخ أسود ومستقبل لا يبشر بخير أبدا أبدا ، وكم ضحكت وأنا أرى الأذناب الفارين في الخارج وهم يصفقون ويهللون بهذا البيان الذي لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به ، وهو دعم العاجز للأعجز منه ؛ فالشعب عرف طريقه ، وغالبيتنا عرفنا خلال هذه السنوات الأخيرة من الصادق ومن الكاذب ؛ عرفنا قائدنا الكريم الشجاع الشهم الصادق الوفي ، وعرفنا عدونا الدنيئ الجبان الخسيس الكاذب المرتزق .. فكيدوا كيدكم يا مغفلين ، وقريبا تجدوا ما وعدكم الله به من خزي في الدنيا والأخرة .. ولعنة الله على الكاذبين الأصلاحيين السجاحيين !