نيران الغضب تبخر وهم الديمقراطية.. عشرون دولاراً تكشف وجه أمريكا القبيح.
سقط القناع الذي كانت ترتديه الولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت سوءتها ركبةُ (تشوفين) وعُنقُ (فلويد) لتلهب العشرون دولاراً ـ التي جلبت (تشوفين) ـ قلوبَ الملايين من الأمريكيين، ليعض (ترامب) أصابعه متمنياً أن يعود به الزمن فيدفع عشرين ألفاً من الدولارات بدلاً من العشرين دولاراً لمالك السوبر ماركت الفلسطيني (أبوميالة).
أكثر من نصف قرن و(الولايات المتحدة) تفرض هيمنتها على المعمورة تدريجياً، من خلال مسارات متعددة عسكرية واقتصادية وسياسية، وكان أبرزها المسارَ الذي رفعت فيه راية الديمقراطية والإنسانية، لتخترقَ من خلاله الحكام والشعوب وتجعلَ منهم قطع شطرنج تلعب بهم متى شاءت.
في الثلاثة العقود الأخيرة استطاعت الماكينة الإعلامية الأمريكية أن تزيفَ الوعي لكثير من الأمم والشعوب وفي طليعتها العربية والإسلامية، وترسمَ في مخيلات شعوبها أن الولايات المتحدة قبلة الحرية والديمقراطية، بعد أن أخفت جثث المواطنين الأصليين من الهنود الحمر، تحت ناطحات السُحب وجماجم الأفارقة في مزارع ومصانع المشروبات الكحولية.
قبل عشرة أعوام، ومع رياح تحولات ما سُمي بالربيع العربي عزفت أمريكا على سيمفونية الديمقراطية والإنسانية ومطالب الشعوب، لتمكين أصدقائها الجدد من الحكم والتخلص من وجوه أدواتها القديمة ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد، والذي واجهت واشنطن صعوبة بإسقاطه على الواقع في المنطقة العربية بعد ثورة 21 سبتمبر في اليمن التي قلبت الطاولة على الولايات المتحدة بالإضافة إلى تماسك النظام السوري.
اليوم تعيش أمريكا تحت فوهة بركان منذ مقتل المواطن الأمريكي (جورج فلويد) ذي البشرة السوداء على يد شرطي أبيض بطريقة مهينة، في الـ (25) من مايو الماضي في مدينة (منيابوليس) والذي أشعل قتله احتجاجاتٍ ومظاهراتٍ في كل المدن الامريكية، بل امتدت إلى شعوب الدول الأوروبية التي صمتت أنظمتها عن العنصرية في أمريكا.. فيما تفتح افواهَها الدولُ العربية.
ويرى مراقبون أن الاحتجاجات والمظاهرات المستمرة في أمريكا ليست ثورة، إنما صراع بين الطبقات الرأسمالية من خلال تحريك الشارع لتحقيق مكاسب سياسية وفرض نظام اقتصادي جديد، خصوصاً مع تبني شخصياتٍ كبيرةٍ في الحزب الديمقراطي مطالبَ ودعواتِ المتظاهرين والمحتجين.
فيما يقابل الرئيس الأمريكي (ترامب) الاحتجاجات بتصريحات استفزازية ضد المحتجين وإصرارِهِ على تدخل الجيش، وتمسكهِ بالحل الأمني دون الحلول الأخرى، لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وتبقى الكرةُ في منتصف الملعب منتظرةً من يركلها ليضعها في الزاوية تسعين.