الخبر وما وراء الخبر

اليمن لفلسطين .. موقف مبدئي ثابت

39

منذ نكبة فلسطين وحتى اليوم لا توجد دولة عربية وإسلامية وقفت الموقف المشرف من القضية الفلسطينية يرقي إلى الموقف المبدئي والثابت الذي وقفته الجمهورية اليمنية من هذه القضية.

لا أحد يستطيع أن يشكك من الموقف اليمني الأصيل من هذه القضية التي باتت تؤرق المجتمع الدولي جراء تآمر الدول الغربية عليها خاصة أمريكا وبريطانيا ومحاولاتهما تصفيتها لصالح كيان صهيوني غاصب ومحتل.

ضربت الجمهورية اليمنية أنموذجاً مشرفاً لموقف عربي وإسلامي مبدئي لا مزايدة فيه ولا محاولة للفت الأنظار ودعاية إعلامية، إنه موقف صادق وحق نابع من إيمان مطلق بعدالة القضية الفلسطينية ومعاناة أبنائها وما لحق بهم من ظلم ليس له مثيل مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد، قدّم اليمن وبحسب إمكانياته الكثير والكثير للقضية الفلسطينية وبإيمان مطلق أن قضية فلسطين ليست للمزايدة ومن يقف معها يدفع ثمن ذلك الموقف دماً وشهداء.

لقد تكالبت قوى الاستعمار وبالذات أمريكا وبريطانيا على القضية الفلسطينية وسعوا بمختلف الطرق والسبل لتصفيتها ومارسوا الضغوط الكثيرة على دول العالم للتخلي عن دعمهم للقضية الفلسطينية وعملوا جاهدين لشق الصف العربي والإسلامي وأفلحوا في ذلك في محاولة يائسة منهم للإجهاز على القضية الفلسطينية وتصفيتها وكان آخر تلك المؤامرات ما اصطلح على تسميته “بصفقة القرن” والتي هي في حقيقة الأمر صفقة عار في التاريخ العربي والإسلامي إن تمت.

إنها صفقة مذلة ومهينة بحق الشعوب العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني المجاهد المدافع عن أرضة وتاريخية وسيادته الوطنية.

تهافتت العديد من الأنظمة العربية العميلة وتماهت مع مؤامرة صفقة القرن رغم علمهم الأكيد أنها مؤامرة كبرى لتصفية القضية الفلسطينية وسارعت العديد من الدول العربية والإسلامية لتأييد تلك المؤامرة ومنها دولة الإمارات وكر الاستخبارات الأمريكية والغربية والصهيونية بالمنطقة العربية وكذلك المملكة السعودية التي لم يردعها في ذلك وجود الحرمين الشريفين فيها وقدمت الكثير والكثير من المواقف والمال لتصفية القضية الفلسطينية حتى أصبحوا اليوم مع عرب الخليج يباهون في عملية التنسيق وإقامة مختلف العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل.

لكن وبنظرة موضوعية فاحصة، فإننا نجزم بثقة في القول أن كل الصفقات والمؤامرات لم تتمكن من طمس قضية فلسطين وأن إسرائيل لا زالت وستظل العدو الأول للأمة العربية والإسلامية.

لقد دفع اليمن الكثير جراء مواقفه المشرفة من القضية الفلسطينية وما العدوان الأمريكي الصهيوني الغربي إلا بسبب ذلك الموقف المشرف بالإضافة إلى مبادرة السيد عبد الملك الحوثي المتعلقة بصفقة تبادل أسرى النظام السعودي مقابل الإفراج عن كوادر حماس المعتقلين في السجون السعودية.

يمكن القول وبثقة أن الجمهورية اليمنية متقدمة في موقفها المبدئي الايجابي مع القضية الفلسطينية بالفعل والموقف، وما المقاطعة الشاملة للبضائع الإسرائيلية والتعبئة العامة حول القضية الفلسطينية إلا دليل على ذلك الموقف.