ميدل ايست آي: السعودية أعدمت قاصرين ومصابين بخلل عقلي
وأوضحت الصحيفة ان الاعدامات تمت قبل اعلان السعودية اعدامها 47 معتقلا في الثاني من كانون الثاني/يناير الجاري، ادينوا بتهم الارهاب بينهم العلامة الشهيد الشيخ آية الله النمر، الذي قاد احتجاجات مناهضة للحكومة في المنطقة الشرقية قبل اعتقاله في يوليو 2012.
ولم تكشف السلطات السعودية كيف تم إعدام السجناء، لكن مصدرا أمنيا قال لميدل ايست ان موقع التنفيذ في الرياض خضع لحراسة امنية مشددة وتم الاعدام في الاول من كانون الثاني/يناير اي قبل يوم من الاعلان الرسمي، مضيفا لقد “كانت مذبحة”، الدماء والأشلاء في كل مكان.
ولم يستطع المصدر تأكيد عدد الأشخاص الذين اعدموا في الرياض لكنه قال، ان الاعدامات بدأت في صباح اليوم الاول من السنة الجديدة ولم تنته حتى بعد الظهر، ولم تسلم الجثث لاسر السجناء وبدلا من ذلك تم دفنها في مكان سري من قبل السلطات السعودية.
من ضمن الاشخاص الذين اعدموا من بين الـ 47 شخصا، كان مصطفى ابكر وهو تشادي الجنسية، تم اعدامه مع أجنبي آخر مصري يدعى محمد فتحي آل سيد.
كان أبكر طفلا قاصرا عمره 13 عاما عندما اعتقلته قوات الأمن السعودية في مكة في 19 يونيو 2003، وهو واحدا من 3 أولاد تشاديين، وفقا لمصدر مطلع على القضية.
وقال المصدر “شريطة عدم الكشف عن هويته”، ان أبكر جاء الى السعودية بعد ان كذب على والده واخبره بانه يسافر إلى المملكة العربية السعودية لحضور دورة تدريبية في القرآن لمدة أسبوع في 2003.
واضاف، ان أبكر لم يخرج من السجن سوى لمرة واحدة عندما اتوا به للمحكمة، موضحا ان ذلك كان عندما حكم عليه بالإعدام في 14 أكتوبر 2014 – بعد أكثر من 11 عاما على القاء القبض عليه.
وتابع قائلا: “لم يكن لديه محام، لا أحد سأل عنه شيئا، وانه من المحزن حقا أنه قد تم قطع رأسه دون أن يعلم أحد عنه شيئا”.
ونقلت الصحيفة عن الناشط الحقوقي يحيى العسيري رئيس منظمة حقوق الإنسان السعودية، قوله أن العديد من السجناء الذين أعدموا من مجموعة الـ 47 تعرضوا لسوء معاملة خلال فترة سجنهم، وهناك عدد منهم تعرضوا للتعذيب الشديد ولم يقدموا للمحاكمة إلا بعد سنوات من التعذيب الجسدي والنفسي، فيما رفض مسؤولون في السفارة السعودية في لندن هذه الافادات وزعموا بان المحاكمات كانت “شفافة تماما” و”بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية”.
وافادت الصحيفة ان بعض المعتقلين الذين اعدموا في الاول من كانون الثاني/يناير الماضي كانوا يعانون من أمراض عقلية، وكان احدهم زعيما في تنظيم القاعدة وكاتب سابق لمجلة الجماعة (صوت الجهاد) المدعو عبد العزيز الطويلعي، الذي اعتقل في عام 2005 بعد إصابته برصاصة بوجهه من قبل قوات الامن شرقي الرياض، وقد اختل عقله وهو في داخل المعتقل.
الى ذلك، قال الناشط العسيري ان سبب اختلاله عقليا هو تعرضه لفترات طويلة من التعذيب الجسدي والنفسي.