الخبر وما وراء الخبر

هناك ما هو أخطر من جائحة كورونا؟!.

28

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 29 مايو 2020مـ -6 شوال 1441هـ ]

بقلم || عدنان الكبسي

فيروس اجتاح العالم، وشن هجومه على البشر، فسيطر على القلوب الهلع، وانذعر الناس خوفاً من الإصابة بهذا الفيروس المُستجد.

وضعت الخطط لمواجهة هذه الجائحة القاتلة، ورُسمت البرامج، وأُطلقت التحذيرات والإنذارات، وشُكلت الفرق الصحية الميدانية للسيطرة على هذا الفيروس إذا ظهر في مكانٍ ما، أو عندما تكون هناك حالات اشتباه.

تحذيرات مستمرة، اتركوا المصافحة، الزم بيتك لأطول فترة ممكنة، لا تخرج إلا للضرورة القصوى، حافظ على مسافة آمنة من الآخرين، أغسل يديك بشكل منتظم، غط فمك وأنفك عندما تسعل، تجنب الإزدحام، البس كمامات وكفف يديك، استخدم المعقم بشكل مستمر، فهناك فيروس لا يرحم أحداً، حذارِ حذارِ.

ولكن كما يقول السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (من المهم جداً العناية بالإجراءات الوقائية والإرشادات الصحية من الجهات ذات الاختصاص، والحذر من الهلع والتهويل، وعدم النظر إلى هذا الوباء أنه أصبح كارثة لا يمكن التصدي لها).

ولكن ما نؤكده ونحن ننظر إلى خطورة جائحة كورونا ولربما أخذنا الإحترازات الصحية التي تقينا من هذا الفيروس، والكثير عنده هلع كبير، وهناك من يهول أكثر من اللزوم، فلا تهوين ولا تهويل.

ما نؤكده أن هناك ما هو أخطر من جائحة كورونا على البشرية كلها، فيروس متجذر في أوساط البشرية خطورته على الناس أكبر من خطورة كورونا.

يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (شر الضلال والآثار السيئة للضلال تعتبر بالنسبة للإنسان أشد وأفتك وأسوأ من أن تنقص عليه نعم مادية أخرى، أسوأ من الجوع، أسوأ من الفقر، أسوأ من المرض؛ لأن تلك مصائب أو أضرار أو شرور قد لا يترتب عليها آثار سيئة جداً، أما الضلال، أما مصيبة الضلال، أن يعيش الإنسان في ضلال، أن يعيش الناس في ضلال فإن آثاره سيئة جداً عليهم في الدنيا وفي الآخرة، ومن أسوأ عواقب الضلال هو الخلود في جهنم – نعوذ بالله من جهنم – يمكن أن تجوع فتسُد رمقك بأي شيء، حتى ولو من النباتات، ولا يؤدي بك الجوع إلى جهنم، يمكن أن تعاني في فترة من حياتك ظروف صعبة، تعاني من فقر أو مرض لا يؤدي بك هذا إلى جهنم.

أما الضلال فإنه يؤدي بالناس إلى الخزي في الدنيا، إلى الذلة، إلى القهر، إلى العبودية لأولياء الشيطان، إلى الخضوع للفساد والباطل، وبالتالي سوء الممات، سوء البعث، سوء الحساب والخلود في جهنم).

ولذلك هل إذا أصابك فيروس كورونا ومت على أثره، هل كورونا سيوصلك إلى قعر جهنم؟!. هل فيروس كورونا سيؤدي بالناس إلى نار جهنم؟!.

والذي هو أخطر بكثير من كورونا هو الضلال، الضلال هو الذي سيؤدي بالناس إلى نار جهنم، الضلال هو الذي يؤدي بالناس إلى الخزي والذلة والقهر والعبودية للأشرار المفسدين.

فهل نحن نسعى لأخذ الإحترازات الوقائية من الوقوع في الضلال؟!.
فهل نحن نأخذ التدابير اللازمة التي تقينا من الضلال؟!.

وما أكثر المضلين، مضلين ذوي لحى طويلة وأجسام غليظة، وألسنة فصيحة تصرخ بالموت لأمريكا يفرون منك وكأنك تعنيهم ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)).

ومضلين باسم سياسة، ومضلين باسم وطنية، ومضلين بمختلف المسميات.
ولا يمكن أن تقي نفسك وأسرتك ومجتمعك إلا عندما تثقف نفسك وتثقف الآخرين بثقافة القرآن الكريم، فالقرآن حصانة من الوقوع في الضلال، وستسقط في الضلال إذا ابتعدت عن القرآن الكريم.
لسلامتك وسلامة أسرتك وسلامة مجتمعك احمل القرآن ثقافةً وعقيدةً ومنهجاً وسلوكا وعملاً، وإذا لم نتثقف بثقافة القرآن الكريم فلا سلامة لنا لا في الدنيا ولا في الآخرة، وسنفقد كل شيء، سنفقد عروبتنا وإباءنا ونخوتنا وشجاعتنا وكرمنا وغيرتنا، وسنفقد أيضاً قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، وسنفقد حتى فطرتنا الإنسانية، يقول الشهيد القائد سلام الله عليه: (نحن إذا لم نتثقف بثقافة القرآن الكريم فسنفقد كل شيء، وسنعود إلى أُمية كانت الأمية الأولى أفضل منها، كانت الأمية التي قال الله عنها بأنها: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران: من الآية164) سنعود إلى مرحلة من الضلال أسوأ أسوأ بكثير مما كان عليه أولئك الذين قال عنهم: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}؛ لأننا فقدنا أن نلتزم بديننا، أن نتمسك بقيمه، وفقدنا أيضاً قيمنا الإنسانية الطبيعية التي هي للإنسان كأي حيوان آخر).

سنكون أزكى وأطهر وأعز وأنبل أمة عندما نتثقف بثقافة القرآن الكريم، وسنكون أدنى وأدنس وأرذل وأذل أمة إذا تثقفنا بثقافة غير ثقافة القرآن الكريم، وإن كانت ثقافة باسم الدين.