بن سلمان يختطف أبناء معارضيه لاستفزازهم.. ما القصّة؟
الوقت الحليلي- فضائح جديدة تسجل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بات يتبع أساليباً استفزازية ضاغطة ضد معارضيه، من خلال اعتقال أفراد عائلاتهم داخل البلاد، حيث أوضح نجل اللواء السابق في الداخلية السعودية، “سعد الجبري”، أنَّ اثنين من أشقائه في السعودية قد أصبحا رهن الاعتقال، مبيناً أنَّ الفدية المطلوبة لإطلاق سراحهما من قبل السلطات السعودية هو عودة والده المقيم في كندا إلى السعودية.
ضغوط استفزازية
أشار موقع “ميدل إيست مونيتور”، إلى أن السلطات السعودية تتبع تكتيك اعتقال أفراد عائلات المعارضين في البلاد لاستفزازهم، وذكر الموقع أن المسؤول الأمني البارز و خبير الذكاء الاصطناعي، “سعد الجبري”، خرج عن صمته ليكشف حالة “جنون العظمة”، التي أصابت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمحاولة الحفاظ على السلطة، وإخضاع الجبري، للعودة من منفاه في كندا.
ومن الجدير بالذكر أنَّ “سعد الجبري” لعب دوراً محورياً في الكثير من الملفات الأمنية الحساسة في المنطقة، من بينها محاربة تنظيم القاعدة بالإضافة إلى حماية منشآت النفط السعودية، وكان على تواصل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حول العراق وسوريا وإيران واليمن، وفق ما ذكرت مواقع إخبارية.
ووفقاً للمعلومات فإن “خالد” نجل الجبري، المقيم أيضاً في كندا، أكد عملية اختطاف إخوانه “عمر وسارة” في 16 آذار/مارس، موضحاً أنَّه تم اختطافهم من أسِرَّتهم على يد 50 عنصراً من قوات الأمن السعودية بعد مجيئهم إلى المنزل بـ 20 سيارة، ليبقى مصيرهم مجهولاً بعد هذه الحادثة.
يشار إلى أنَّ الجبري حاصل على الدكتوراه من إدنبره، في المملكة المتحدة، وكان صلة الوصل الرئيسية بين السعودية و ما يسمى “العيون السود الخمسة”، وهي قوة الاستخبارات البريطانية والأمريكية والأسترالية والكندية والنيوزلندية، بحسب موقع “ميدل إيست مونيتور”.
كذلك، قال خالد الجبري أنَّ “علاقة والده القريبة مع الإخوان المسلمين، دفعت الحكومة السعودية للتعامل معه بشك بصورة متواصلة، ولفت إلى أن قراره في الاتصال مع وسائل الإعلام سيغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومجموعته.
وبهذا الصدد؛ قال السفير الأمريكي السابق في اليمن “جيرالد فيرستين” والذي كان على إتصال مع الجبري بحكم عمله، أن ولي العهد السعودي يشعر بالقلق من وجود أي شخص بعيداً عن سيطرته، موضحاً أن جبري كان يتولى الكثير من الملفات الحساسة خلال عمله في الأمن السعودي لعقود ويملك الكثير من المعلومات بما في ذلك معلومات عن محمد بن سلمان، وفق ما ذكرت قناة bbc البريطانية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن امتلاك وزارة الداخلية السعودية جهازاً ضخماً للرقابة الأمنية جعلها مستودعاً للأسرار السعودية خاصة أسرار أفراد الأسرة الحاكمة والفساد والجريمة، وأنَّ ملفاتها تحتوي على معلومات عن كل التصرفات الإجرامية والمحرجة.
أساس الصراع
يحتدم الصراع أكثر فأكثر داخل العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وقد زادت قضيت الجبري طين الخلافات بلة، بعدما كان الذراع اليمنى لوزير الداخلية البارز الأمير “محمد بن نايف”، والذي نجح بأسلوبه القيادي مع عناصره من أمثال الجبري، في الحاق الهزيمة بالقاعدة داخل بلاد الحرمين.
يذكر أنَّ محمد بن سلمان كان قد أضعف نفوذ ابن عمه ولي العهد محمد بن نايف، عبر الاطاحة بالمقربين منه في الداخلية وعلى رأسهم سعد الجبري الذي كان يحتل منصب وزير دولة وعضو مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، قبل الإطاحة به عام 2017 ومن ثم اعتقاله وسجنه داخل منزله.
أكثر من ذلك؛ ذكرت مواقع إخبارية أنَّ الصدام بين الجبري ومحمد بن سلمان بدأ مع وفاة الملك عبد الله وتولي الملك سلمان العرش عام 2015، حيث عارض الجبري تورط السعودية في حرب اليمن لأنه كان يرى أنها مكلفة وغير مضمونة النتائج، ما أثار جنون محمد بن سلمان الذي كان يشغل حينها منصب “وزير دفاع الحرب على اليمن”.
وبعد أن أصبح “محمد بن نايف” ولياً للعهد عام 2015، نشب صراع بين الجبري واللواء “عبد العزيز الهويريني”، المقرب من بن سلمان
للسيطرة على وزارة الداخلية التي كانت بعهدة بن نايف لمدة طويلة، ومن الطبيعي أن تكون النتيجة محسومة لصالح لهويريني، حيث تم تكليفه بأمر ملكي، برئاسة جهاز أمن الدولة في البلاد عام 2017.
ووفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد أقيل الجبري بعد لقاء مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية حينها “جون برينان” في واشنطن، دون علم محمد بن سلمان. ليتفاجئ الجبري ورئيسه السابق بخبر إقالته على التلفزيون السعودي نهاية العام 2015، وبعد عودته صدر قرار ملكي بإقالته، وبعدها سافر مع معظم أفراد أسرته عبر ألمانيا إلى الولايات المتحدة، وبعد الإطاحة بنايف وحجز أرصدته ووضعه تحت الإقامة الجبرية عام 2017، خشي الجبري أن يلقى نفس المصير ففضل البقاء خارج البلاد ولم يعد الى السعودية منذ ذلك الحين.
يظهر الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه السعودية، مدى استمامة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتصفية واقتلاع جذور معارضيه، حفاظاً على عرشه المتهالك، لتصل الأمور به إلى تهديد أرواح عائلاتهم وأطفالهم، سعياً لإجبارهم على الخضوع لسياساته الرعناء المتهورة التي ستودي بالبلاد إلى الجحيم.