الخبر وما وراء الخبر

تأثيرات الخطاب الموحد لقادة محور المقاومة على مستقبل الصراع العربي ـ الاسرائيلي

25

تأخذ بيانات زعماء محور المقاومة اليوم بمناسبة “يوم القدس العالمي” بعداً جديداً على خارطة الصراع العربي الاسرائيلي، فقد مضى وقت طويل منذ كان للعرب موقفاً قوياً ضد اسرائيل سواء من قبل الحكومات أو على مستوى المكونات في المجتمعات العربية.

ومنذ قرابة عشرين عاماً تقريباً يمكن للمواطن العربي أن يستحضر تاريخاً من خيبات التطبيع وتقديم المبادرات المتخاذلة استرضاء للكيان الصهيوني.

إلا أنه على ما يبدو أن وقائع المعادلة بين العرب واسرائيل قد شهدت تغييراً كبيراً على يد محور المقاومة، ولم يعد بإمكان واشنطن وتل ابيب الاسترسال في اذلال العرب، وفرض اجندات لا تخدم عزة وكرامة الأمة العربية والاسلامية.

انعاش مشاعر المقاومة

ويرى كثير من المراقبين السياسيين، أن الموقف الموحد الذي صدر اليوم عن قادة محور المقاومة العربية، سيكون له تأثيرات كبيرة، على تفاصيل المرحلة القادمة في المواجهة بين العرب من جهة والولايات المتحدة واسرائيل من جهة اخرى.

حيث يعتقد البعض أن الخطابات النارية الموحدة التي اطلقها قادة محور المقاومة، ستمثل عامل جذب لكل القوى العربية الحية، التي تعاني من القمع تحت وطاءة انظمة التبعية للولايات المتحدة واسرائيل، حيث سيعمل الخطاب الموحد لقادة محور المقاومة على انعاش الشعور بالقدرة على التصدي للمشاريع الأمريكية لدى القوى العربية التي ماتزال قلوبها تنبض بالعداء لاسرائيل،و يمكن لتلك القوى أن تجد الآن حائط تستند اليه لتبدأ من جديد التحرك لمواجهة الولايات المتحدة واسرائيل، بشكل علني دون أن تخشى من بطش الأنظمة العميلة.

سباق الاضداد

يقول الباحث السياسي وليد الشهابي في حديثه مع “وكالة الصحافة اليمنية”، أن العامين الأخيرين شهدا ما يشبه سباق التسارع بين القوى الحرة في العالم العربي والولايات المتحدة واسرائيل من جهة اخرى، ففي الوقت الذي سارعت فيه واشنطن إلى تبني قرارات لطالما ترددت الادارة الامريكية السابقة في اتخاذها مثل مشروع صفقة ترامب بإعلان القدس عاصمة للإسرائيليين، وجراءة الانظمة العربية التابعة للولايات المتحدة، على المجاهرة بالعلاقات مع اسرائيل.
رهان اسرائيلي على السعوديين والاماراتيين

ويضيف الشهابي ” أن الاستعجال الامريكي وهرولة بعض الانظمة العربية للتطبيع مع اسرائيل، ليست اكثر من ردة فعل، ناجمة عن الخسائر المتلاحقة التي يتعرض لها المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة العربية على يد محور المقاومة، ابتداء من انكسار اتباع واشنطن في سوريا، واجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق، مروراً بفشل واشنطن واتباعها في اخضاع اليمن، ووقوف حزب الله في لبنان شامخاً بكل صلابة في وجه المؤامرات العسكرية والسياسية للكيان الصهيوني وانتهاء بالبطولات التي يسطرها ابطال حركات المقاومة الفلسطينية، والتي اصبح الكيان الصهيوني يخشى أن يخوض معها أي مواجهات عسكرية، بعد أن كانت اسرائيل تصول وتجول في قتل الشعب الفلسطيني دون أن تواجه بأي قوة رادعة،
اسرائيل تعود إلى مربعات الصفر

ويرى الباحث السياسي والتاريخي جميل عواد، أن توجيه مثل هذا الخطاب الموحد وتحت شعار ” القدس درب الشهداء” والذي كان شعاراً موحداً لكل مكونات محور المقاومة، سيكون له تأثير كبير في زلزلة الاسرائيليين، خصوصاً أن الكيان الصهيوني بات يراهن على حالة الخضوع العربي لمشاريعه في احتلال الأرض واخضاع الشعوب.