الخبر وما وراء الخبر

في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “أهمية العشر الأواخر ونكبة استشهاد الإمام علي عليه السلام”

21

ذمار نيوز || تقارير ||
[21 رمضان 1441هـ ]

يواصل السيد القائد عبدالملك الحوثي، يحفظه الله، محاضراته الرمضانية التربوية، وفق رؤية قرآنية واقعية، بما تمثله من الدروس والعبر ومواقف عظيمة يجب أن نستلهمها في واقعنا الحاضر.

وفي محاضرته العشرون، أشار السيد القائد إلى أن كل ليالي رمضان ليالي مباركة، وكل ليلة لها فضلها إلا أن العشر الآواخر لها ميزة زائدة عما سبقها من ليالي الشهر المبارك، وهو ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان إذا حلت العشر الأواخر شمًّر وشد مأزره وتفرغ للعبادة فيها وللاهتمام بالعشر الأواخر، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن ليلة القدر في سورة الدخان، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن، ولعظمة القرآن أنزله الله في ليلة عظيمة، وهي الليلة التي يكون فيها تقدير الله لأمور عباده فيها للسنة التالية وتقدير الله فيها يكون على حسب أحوال الناس واتجاهاتهم وما يعلمه الله بعلمه وتقديره عن ما تكنه نفوس عباده.

كما يؤكد السيد القائد إلى أن من أهم ما يجب التركيز عليه في العشر الأواخر، هو التماس ليلة القدر، والتوجه الجاد فيها لطاعة الله والحرص والعزم على نيل الفوز بقيام ليلة القدر، فعند الله كل الخير وهو لا يريد لنا إلا الخير ومشكلتنا هي في تقصيرنا الكبير، ومن أهم الأمور التي يجب أن يحرص المومنون عليها إصلاح النيات فالله يعلم عنهم في تقديراته لأن ذلك يحسن العاقبة، كما أن القربة إلى الله بالعمل الصالح في ليلة القدر لها أجر كبير ومضاعف باضعاف كبيرة جدا جدا، كما يقول الله تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر) بمعنى أن عبادة هذه الليلة أفضل واعظم خيرا من عبادة الله لمدة الف شهر فمنزلتها وفضلها يفوق عمل أكثر من ألف شهر أكثر من عمر كامل فالألف شهر هي أكثر من ثمانين عاما ومن الخسارة العظيمة أن تفوت هذه الليلة دون أن نحظى بعبادة الله فيها وهي ليلة تتنزل فيها الملائكة بكل أمر من أمور العباد ويقدر الله سبحانه وتعالى كل امور خلقه للسنة التالرة وهي ليلة سلام وهو ما بينه الله في سورة الدخان بأنها ليلة (يفرق فيها كل أمر حكيم) فكل الأمور التي يقدرها الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة يقدرها بحكمة وكل أمر منها حكيم وهي ليلة للااتجاء إلى الله تعالى والتمسك بالقرآن والاهتداء بنوره ومن أهم ما يجب التركيز عليه في هذه الليلة هو الدعاء بطلب المغفرة لأن المغفرة هي أحوج ما ينقصنا واعظم وأهم ما نحتاج إليه بسبب أخطاءنا وتقصيرنا وتفريطنا، فالدعاء فيها من أهم الأمور التي يجب أن يكون في هذه الليلة بالمغفرة بالنجاة والعتق من النار بالتوفيق بالعافية بالعون والتأييد لمواجهةالباطل، وكذا التركيز على صلة الأرحام وغير ذلك من أعمال البر.

إلى ذلك تناول السيد القائد حفظه الله، موضوع مهم جدا ويمثل أكبر فاجعة ونكبة على الأمة بعد موت رسول الله، هو استشهاد الإمام علي عليه السلام، باعتبار مقامه الكبير الذي عبر عنه النبي الأكرم بقوله(أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).

وبيًّن السيد القائد أنها فاجعة ونكبة، وذلك باعتبار تلك المرحلة كانت من أخطر المراحل التي مرت بها الأمة وما أحدثته الفاجعة من فراغ كبير استغله الجبابرة، لافتا إلى أن الإمام علي يقدم النموذج الإسلامي الأصيل فقد كان قرآنا ناطقا وإيمانا متجسدا يمشي على الأرض، ومشيرا إلى أن الكثير من الشخصيات التي ارتبطت بها الأمة بدلا عن الإمام علي مليئة بالشوائب ونتائج الارتباط بها سيئة.

فيما كانت النقطة الثالثة والأخيرة التي تطرق إليها السيد القائد في محاضرته العشرون، هي أن الأمة اختلفت بعد موت رسول الله (صلوات الله عليه وآله)، فكان لا بد لها من معالم للحق وأول هذه المعالم التي حددها النبي هو الإمام علي، من خلال روايات عديدة من بينها: “علي مع القرآن والقرآن مع علي”، و”علي مع الحق والحق مع علي”، و”أنا مدينة العلم وعلي بابها”، و”لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق”، و”إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.

ختاما ومن خلال هذه الأحاديث الصحيحة نجد أن الإمام علي عليه السلام، هو النموذج والقدوة بعد رسول الله للإنسان المؤمن القرآني المحق الذي جسد في واقع الأمة شخصية الإسلام القرآنية المحقة التي شهد له الرسول صلى الله عليه وآله بذلك، وأكد على ذلك السيد القائد بأنه لا يتحقق لك الولاء الصادق لله ورسوله إلا بالتولي للإمام علي عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله لا ينطق عن الهوى وإنما يبلغ عن الله.