الخبر وما وراء الخبر

من وحي محاضرات السيد القائد الرمضانية “تأهيل المؤمنين أنفسهم لمواجهة الأعداء”

21

يواصل السيد القائد حديثه عن معركة بدر في محاضرته الرمضانية التاسعة عشر والثالثة عن غزوة بدر ويشرح بعض الايات التي ركزت على التأييد والدعم الالهي للمؤمنين في بدر والدروس والعبر التي نستفيد منها في واقعنا اليوم أمام مواجهة أعداء الإسلام.

يستعرض السيد القائد معركة بدر وفق رؤية قرآنية جهادية لاستلهام الدروس والعبر التي نستفيد منها في مواجهتنا لأعداءنا، ومن ذلك الدعم الالهي والرعاية الآلهية منذ تحرك المؤمنين للقتال وحتى أثناء المعركة وبعد المعركة.

يتناول السيد القائد السيرة النبوية بمنهجية قرآنية ويستعرض التدخلات الالهية التي حصلت قبل المعركة عندما وصل المسلمون إلى وادي بدر كانت نفوسهم قلقة وخائفة كونها أول معركة عسكرية يخوضونها فالتجأؤ الى الله وطلبوا المعونة والتأييد والله استجاب لهم وتدخل لطمأنة قلوبهم في ليلة المعركة بعدة أشياء بثت الطمأنينة والسكينة في قلوبهم ورفعت معنوياتهم وثبتتهم، وتمثل الدعم قبل المعركة في إرسال الملائكة مردفين كتعزيزات معهم وبشارة لهم للنصر، ثم غشاهم بالنعاس الذي كانوا يشعرون معه بالاطمئنان والأمن، ثم أنزل عليهم الغيث من السماء ليطهرهم ويوفر لهم الماء ويستفيدوا منه بعد أن سيطر الاعداء عليه وبنزول الغيث قطع على الشيطان وساوسه التي كانت تختلج البعض حول الماء وكيف سيشربون ويصلون وووالخ ومع ذهاب الوساوس تدخل الله ليربط على قلوبهم ويثبت اقدامهم وتدخل الله بالغيث هيأ للمؤمنين ارض المعركة وجعلها صلبه لانها كانت صحراء لا يستطيعون التحرك فيها للقتال باقدامهم وسيواجهون صعوبات كثيرة وفي هذا درس ان الله يتدخل ويهيئ الظروف المناسبة للمؤمنين.

ويستعرض السيد القائد الدعم الإلهي الذي حصل للمسلمين أثناء المعركة، وتدخل الله وتأييده وتثبيته للمؤمنين اثناء المعركة مع كفار قريش من خلال إيحاء الله للملائكة ان يثبتوا الذين آمنوا من خلال أسلوبين يتمثل الأول عن طريق تعزيز الروح المعنوية وذلك بطريقتهم ولو لم يراهم الانسان حتى حصلوا على الاطمئنان والثاني: قد تكون مساعدات للانسان في حركته وأداءه بشكل أو بآخر.

ويشير السيد القائد إلى أن الله ألقى الرعب في قلوبهم وهي الضربة الحاسمة في هزيمتهم وفي هذا درس ان العدو مهما امتلك من امكانيات وخبراء وخطط لا تنفع امام قذف الله الرعب في قلوبهم وعندما يقذف الرعب في قلوبهم لا يثبتون وتصبح معنوياتهم منهارة.

ويبين السيد القائد أن الله قد وجه المؤمنين بالضرب فوق الاعناق وفوق كل بنان أي بتوجيه ضربات مؤلمة وقوية تنكل بالعدو لأنها من أسباب حسم النصر ويدخل في هذا في عصرنا توجيه ضربات استراتيجية وحساسة وقوية في العدو حتى تجعله ينهزم ويوقف حربه ضدك ..

إلى ذلك يشير السيد القائد إلى أسباب التأييد الالهي في أرض المعركة والمتمثل في الثبات والصبر والالتجاء الى الله والثقة به والعودة أليه مهما بلغ لديك من امكانيات؛ لافتا إلى أن العقوبة الشديدة تكون على من يهرب أو ينهزم أو يتراجع من المؤمنين عقوبة شديدة جدا وهي أن يغضب الله عليه في الدنيا ويسلبه التوفيق ويخذله ويسلبه معنوياته ويضرب عليه الذلة والمسكنة وفي الاخرة يدخله جهنم وبئس المصير وهذا يشكل دافعا للمؤمن في الثبات أمام العدو مهما كانت الاخطار والصعوبات.

في الختام فإن محاضرة السيد القائد يوم امس بما تمثله من سيرة نبوية جهادية قرآنية، فإنها كذلك تمثل استراتيجية عسكرية قرآنية تناولت كل جوانب المعركة بين الحق والباطل، كما أنها ثمثل لنا الكثير من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في الأكاديميات العسكرية وفي الميادين الجهادية في مواجهة العدو.

كذلك من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة من هذه المحاضرة معرفة كيف يجب أن يؤهل المؤمنين انفسهم كي يحظون بالرعاية والتأييد الإلهي، وكيف أن الله تعالى يتولى كل جوانب الصراع ليس فقط على المستوى المادي والعسكري، بل حتى على مستوى النفسيات والإمدادات الغيبية بالملائكة والماء والربط على القلوب وتهيئة الأجواء لمصلحة المجاهدين .