الخبر وما وراء الخبر

نص كلمة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله في مظاهرة اليوم بالعاصمة صنعاء

166

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، أيه الشعب اليمني العظيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

السلام على هذه الجماهير الوفية وعلى هذا الشعب العظيم وعلى جيشنا ولجاننا الشعبية الصامدة الذين خرجوا من تحت أزيز الطائرات ودوي القصف ومن بين أوساط الركام ليقولوا كلمتهم للعالم المتواطئ والمنحاز، الذي سقطت مع هذا العدوان السعودي الأمريكي كل الأقنعة وتكشفت الكثير الحقائق، وسقطت الكثير من العناوين التي كان يتشدق بها العالم المتحضر، وادعاءاتهم لرعاية حقوق الإنسان وحرية الرأي واستقلال وكرامة الشعوب، فرأيناها كلها سقطت أمام العدوان السعودي الأمريكي، وظهر العالم وظهرت المنظمات الدولية بشكل يثير الكثير من علامات التساءول عن هذه المواقف المخزية.

ونحن في الشهر العاشر من العدوان، التي صعد العدوان السعودي فيها من عدوانه، وصعد من هجماته، واستخدم أساليب قذرة، ربما أن الحديث عن القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليا ليس جديدا، فالعدوان يستخدمها من بداية أشهر العدوان، من الشهر الأول من العدوان، محافظة صعدة ما فيها شبر إلا وقد استهدف بالقنابل العنقودية، محافظة حجة، في محافظة تعز وفي كثير من المحافظات، إلا أن الشيء الملفت أن يستهدف أحياء أمانة العاصمة المقتضة بالسكان المدنيين، وهذا التطور وهذا الأسلوب القذر، الذي استخدمه العدوان في هذه الأيام وفي هذه المرحلة هو أتى متزامنا مع تصعيد في كل ضرباته، حيث لاحظنا أنه استخدم أسلوب ضرب المنشآت الاقتصادية والحيوية، فاستهدف المصانع، واستهدف مصانع الألبان، واستهدف حتى مصانع المشروبات الغازية والجسور، وهو يريد من ذلك أن أن يوصل الشعب اليمني إلى مرحلة من الخضوع.

هو يظن أن مرحلة عشرة أشهر، أنها مرحلة كافية لتركيع الشعب اليمني وإذلاله، ومحاولة تركيعه، فيحاول أن يقضي على ما تبقى في العروق بعد الذبح، بعد أن استهدف بنية اليمن التحتية، وكل مقدرات هذا البلد.

الدور السلبي للأمم المتحدة، للمجتمع الدولي هو الذي شجع العدوان السعودي الأمريكي، هو الذي جعلهم يتمادون في عدوانهم، وكلما تحرك ضمير حي في هذا العالم، كلما تحركت بعض المنظمات، وكلما تحرك بعض الأحرار في بعض الشعوب، يخرجوا ليقولوا كلمتهم لمواجهة العدوان، تأتي المنظمة الدولية لتصنع بعض الحركات وبعض المفاوضات فقط لإخراج النظام السعودي الأمريكي من حرجه، ولتخفيف الضغط عليه، إنسانيا وأخلاقيا، وما دار في جنيف في المفاوضات الدولية أكبر دليل على ذلك، أنهم فقط حاولوا أن يعطوا للنظام السعودي الأمريكي فرصة لاستعادة أنفاسه وتصعيد عدوانه.

وها هم اليوم يتحدثون من جديد عن مفاوضات جديدة هي فقط لتحقيق مكاسب ميدانية، على شعبنا اليمني ألا يصغي لهذه الهرطقات ولهذه الأكاذيب ولهذه الافتراءات، وعليه أن يعد العدة، لأنه ليس هناك من حل، فما من باب إلا وطرقناه من أجل رفع عن شعبنا اليمني، إلا أن المال السعودي والنفط السعودي قد اشترى كثيرا من الذمم وكثيرا من المواقف الدولية والإقليمية، لذلك نحن نراهن على أحد إلا الله سبحانه وتعالى، وعلى شعبنا اليمني وعلى جيشنا ولجاننا الباسلة أن يتحركوا لمواجهة هذا العدوان ومواجهة التحدي، وألا يصغوا لما سيتردد في وسائل الإعلام، إعلام في الأيام القادمة، فالعدو يعد العدة ويجهز أموره لعدوان كبير سواء في تعز أو في الحديدة أو حرض أو في الجوف، وهو يحاول أن يستغل تلك الإثارة والضجيج الإعلامي لتحقيق أي خرق ميداني، فعلينا ألا نكون سطحيين وألا نستمع لأي من هذه الافتراءات.

لذلك علينا أن نكون بمستوى الوعي، وأن عشرة أشهر كانت كفيلة بأن يصل شعبنا إلى مرحلة من النضج ومرحلة من الوعي ومرحلة من الصمود، يعجز كل العالم على أن يفت في عضده، أو أن يوهن في عزيمته أو أن يخدعه بأساليبه، وشعبنا اليوم وفي هذه المسيرة خرج ليقول كلمته ويوجه رساءله للنظام السعودي أنه مهما أفرطتم وبطشتم فأنتم أعجز من أن تنالوا من عزيمتنا، فإن كنتم تراهنون على إطالة أمد العدوان لتصلوا بالوضع الاقتصادي إلى الانهيار باستهدافكم للمصانع والمنشآت الحيوية، بعد أن دمتم كل شيء، فأنتم واهمون وأنتم ستكونون للسقوط أقرب وللانهيار أولى، وإن كنتم تراهنون على خنق الشعب بحصاركم له وتأليب الرأي العام عبر أبواقكم الإعلامية التي حركمتموها وعبر أحذيتكم التي تحاول أن تصطاد في الماء العكر فأنتم واهمون، فشعبنا اليمني رؤيته قرآنية، ولن يستمع ولن يفتح أذنه لأي من تلك الأبواق الإعلامية، والناشطين الذين يحاولون أن يترددوا بين الرياض وبين دبي وغيرها، ثم يأتوا إلى شعبنا ليحاولوا أن يوهموه، الوضع لا يحتمل، الوضع لا يحتمل المزيد من العدوان، ويجب أن يقدم الناس التنازلات، ومن هذا الكلام ومن هذه الهرقطات.

نحن لم نضحي بأنفسها وأموالنا وبيوتنا ومقدراتنا وممتلكاتنا من أجل أن نصل إلى هذه المرحلة، ثم نعلن استسلامنا، نحن لم يعد لدينا في هذا الشعب ما نخسره، فقد دمرت بيوتنا ومنشآتنا ومصانعنا، ولم يبق لنا إلا عزتنا وكرامتنا وهي التي لا يمكن أن نساوم عليها، وأن نستسلم في آخر المطاف.

ونقول لألئك المرتزقة الذين باعوا أنفسهم ودينهم وكرامتهم، وهم يقفون الآن في رأس الحربة مع دول العدوان : هل تظنون أن الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي متزاحمين بقواتهم وقضهم وقضيضهم لخدمتكم؟ لا ، فأنتم عبارة عن مطية، سيستخدمونكم لتحقيق أهدافهم، وقد أمعنوا في إذلالكم عندما يظهر متحدثهم على شاشات التلفاز ثم يقول أن سبب التأخر في التقدم العسكري أنهم منتظرين حتى يتم شراء بعض ولاءات الشخصيات، والقبائل المحيطة بصنعاء وفي عمران وغيرها، أليس هذا إمعان في إذلال اليمنيين أن يتحدث أنه يشتري اليمنيين.

نحن أبعد وأرفع من أن نشترى بالمال السعودي أو أن ندنس كرامتنا، فأنتم يا من تقفون في صف العدوان عليكم أن تعلموا أن العدو هو فقط يريد أن يجعل من اليمن ساحة للفوضى، وساحة للاختلالات الأمنية، والنموذج الذي قدمه في عدن أكبر دليل على إمعانه في إذلال الناس، إنه يريد أن يقول لنا إنه يريد أن أصل بكم إلى هذا الحال، أن أمكن القاعدة وداعش من رقابكم، أن أمكن سكاكينها من ذبحكم، أليس من الشيء الطبيعي حتى في نظرة السذج أن يسعى النظام السعودي على أن يجعل من عدن نموذجا راقيا، وأن يجعل عدن تشاكل دبي وتشاكل الرياض وتشاكل بعض الدول الأوروبية ليشد أنظار اليمنيين إليها، ليستطيع أن يحدد بقية أجندته، لكنه لا ، يحاول أن يمعن في إذلال الناس، فيقول أريد أن أحتلكم وأريد أن أحتل أرضكم، وهذا النموذج الذي أريد أن أطبقه عليكم، هكذا يريد أن يقول لنا هذا النظام.

إذن فهم لديهم مشروع لتمزيق وتفتيت المنطقة، وليس لديهم أي نوايا إطلاقا للحلول، كل أمورهم وكل مؤشراتهم هي متجهة لتصعيد الأمر في الميدان، نحن كنا أهلا للسلم وسنكون أهلا للحرب وعلى شعبنا أن يكون بمستوى المسؤولية، وأن يعزز عوامل الصمود، لأن ذلك هوالحل الذي سيدفع آل سعود، هو الذي سيدفعهم للخضوع، ولمعرفة قدر هذا الشعب اليمني العظيم، فنحن لن نخدع بأكاذيبهم، وبضخهم الإعلامي،ولن يؤثر فينا تهويلهم، وعلى الناس من الآن فصاعدا ألا يصغوا لتلك الأبواق الإعلامية، ومن يحاول أن يمسك العصا من وسطها نقول له : العدو سيأتي ليكسر ظهرك من وسطك، هو لا يبالي بموقفك، هو فقط يريد أن يجعل من المرتزقة ومن يقف في صفهم مطية ليستخدمهم لتحقيق مآربه وهونفسه سيكون مطية للأمريكي.

عندما تستغني أمريكا عن النظام السعودي فهي سترمي به وستقذفه، كما يقذف هو بمرتزقته وعملاءه في الداخل.

لذلك أيه الأخوة نحن في هذا المقام، وفي هذه المسيرة الحاشدة التي خرجت لتندد بالصمت الدولي، ولتقول للعالم أجمع، إن صمتكم على هذه الجرائم عن مواجهة العدوان، وعن مواجهة التحدي بالتحدي، ولكن هذه الجرائم التي ترتكب ليست جديدة هي من بداية العدوان ترتكب، إلا أن الملفت فيها كما قلنا هو استهدافهم للأحياء السكنية في أمانة العاصمة وإلا فاليمن يُظلم ويُقتل ويفتك به.

نحن نؤكد لشعبنا أن موقفنا وقضيتنا العادلة، ووقفنا في طريق الحق وثقتنا بالله هي السبيل إلى النصر  وأن العدوان أقرب إلى الانهيار وأقرب إلى الصمود في الدنيا والآخرة، فثقتهم في أمريكا ضلال، ومن يثق في أمريكا فهو سيكون أولى بالسقوط وأولى بالإذلال ونحن في طريق الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى : (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن لملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)، فما علينا أيه الأخوة إلا مزيدا من الصمود، كل الشكر والإجلال لأبناء شعبنا اليمني العظيم، لكل الأسر الصابرة التي عاشت وعانت في الحصار وفي الظلام وعانت من الحرمان والبؤس والشقاء في سبيل لحمة الوحدة الداخلية ومواجهة العدوان.

ونطمئنكم أن النصر قريب، وأن العدوان بإذن الله تعالى سيتجه إلى السقوط والخزي والعار

الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى، والتحية والإجلال لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛