🦠 فلنستقبل كورونا بالأحضان !!
ذمار نيوز || مقالات ||
[9 رمضان 1441هـ ]
✍🏻 عبدالملك سام
لا تقلقوا ، رغم أني أعرف أن معظمكم غير قلقين بالمرة .. أنه كورونا الذي أنتظرتموه ! هلموا لا تخجلوا ، او كما يقول الأمريكان : “أخدم نفسك بنفسك” ، لدينا اليوم كورونا يختلف عن أي كورونا في العالم ؛ فهو مطبوخ بالمعاناة ونقص في الإمكانات الصحية ، ومتلهف لأجساد أظناها الحصار والسموم والأمراض ، كما أن هذا الفيروس يعشق تلك الشعوب التي لا تبالي ولا تهتم ولا تقلق ، فقد رأيتم ماذا فعل بتلك الشعوب التي أعتبرت نفسها أفضل من الصينيين !
لماذا هذه المقدمة غير الموفقة ؟! تستطيعون أن تعتبروها نفثة المصدور كما قال الشاعر ، أو لعلها كلمات لتبعد عن صدري ذلك الوجيب القلق الذي يدمر الأعصاب ؛ فأنا أرى الناس الذين هم أهلي ومجتمعي وقومي وهم لا يبالون بكل ما أطلق من تحذيرات ، بل أنني أحسست بالسخف وهم يتناقلون مقاطع الفيديو وهم يتحدون الكورونا أن يأتي ويفتك بهم ، بل أنني كلما حاولت أن اتكلم مع احدهم عن هذا القلق يرد علي بأني أقلق زيادة عن اللازم !! بل ويسخر من هذا القلق الغير منطقي برأيه !!
صحيح ، لماذا أقلق ؟! وكل شيء على الله حتى ونحن نرمي بأنفسنا إلى التهلكة ! ولماذا أقلق ونحن شعب نظيف جدا ويتبع تعليمات وزارة الصحة أفضل من باقي الدول المتقدمة ؟! وبلدنا مكتفي ذاتيا ولا يحتاج لإستيراد شيء من الخارج ؟! وشوارعنا غير مزدحمة ونظيفة ؟! ومستشفياتنا مجهزة بعتاد طبي يكفي الجميع ؟! والأدوية متوفرة في كل مكان ؟! وأجسادنا قوية لم تنهكها السموم وسوء التغذية والأمراض المستوطنة ؟! ولماذا أنا متشائم وأنا متأكد أني لن أشاهد طفل أو شيخا يستجدي الهواء قبل أن يموت أختناقا طالما ونحن نمتلك أجهزة تنفس صناعي تكفينا كلنا ؟! وطالما أني أعرف أن لدينا شعب يحب الألتزام بالإجراءات أفضل من الساعة اليابانية نفسها ؟! وأننا وفق الإحصائيات أقل الشعوب موتا بالأوبئة والأمراض ؟!
أرجوكم أضحكوا على سخفي ، وطمنوني بأني أبالغ وأن كلامي لا يوجد فيه حرف صحيح ، وكم أتمنى صادقا أن تخيب توقعاتي ، وألا يأتي اليوم الذي تقوم فيه فرق التطهير بدفن جثث الموتى في مقابر جماعية كما حدث في بعض الدول الاوربية “المتخلفة” ، وأن الوباء الذي بدأ قبل 4 أشهر فقط قد بدأ ب4 أشخاص فقط وهاهو يقترب من 4 مليون بخطى متسارعة !!
دعكم مني ، ولتتركوني لوساوسي أدعو الله أن يحفظ أهلي وشعبي ، وأن يكتب لكم السلامة من كل شر ، ولتتهموني بضعف الإيمان ، ولتغنوا ساخرين من هذا الوباء ، ولتتبادلوا تلك النكات الساخرة .. فقط لا تنسوا أن تدعوا الله في هذا الشهر الفضيل بأن يحفظ بلدنا وشعبنا من كل سوء ، ولنتعاهد فقط أن نبذل القليل من الحرص ولو من أجل الضعفاء من أهلنا ، فقد يأتي يوم نبكي فيه أمام صورة عزيز علينا كنا نحن سببا في نقل المرض أليه لأننا ببساطة لم نحتمل البقاء في منازلنا ، أو ترك مجالسنا وأجتماعاتنا ، او حتى لم نحتمل أن عملية غسل أيدينا !!
فليحفظ الله اليمن وأهله وسائر بلاد المسلمين ، عليه الأتكال ، فلنحاول أن ننفذ تعليماته فقط ، وألا نسبب لأنفسنا وأهلنا الضرر بمخالفتنا لما أرشدنا أليه ، ولنفهم أننا يجب أن نكون أمة واحدة كما أراد هو كالجسد الواحد ، نخاف ونحرص على بعضنا ، ونعين الضعيف منا ، ونغيث المحتاج .. أما حكومتنا – هداهم الله – فهل آن الأوان ؟! للمرة الأخيرة نرجوكم : أغلقوا المنافذ وأمنعوا التنقلات بين المدن بجاه الله !! أتخذوا قرارات صارمة لمصلحتنا وستجدونا إنشاء الله من الصابرين ، وأكفونا شر الفاسدين من التجار والمسؤولين الذين لم يعودوا يخافون الله ولا يخافونكم !! ودمتم بخير ..