شهر رمضان عملية تربوية مهمة
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 25 ابريل 2020مـ -2 رمضان 1441هـ ]
بقلم || عدنان الكبسي (أبو محمد)
يتعرض الإنسان لكثير من الشوائب والمؤثرات السلبية التي توهن العزم وتضعف النفس أمام الكثير من التحديات، فينهار الإنسان فيتراجع في كثير من الأمور الأساسية، ويتخلى عن القضايا المركزية، ليس لجحوده بأحقية المسألة ولكن لضعف النفس وعدم التحمل مما يجعله حتى لا يفكر أحياناً أن ينهض بمسؤوليته في الحياة.
فجعل الله شهر رمضان عملية تربوية مهمة، يتروض الإنسان فيها على الالتزام والإنضباط والتحمل، فالصيام عملية ترويضية لكبح الشهوات والسيطرة على النفس، بحيث يستطيع الإنسان أن يكون هو المسيطر على نفسه.
يستطيع الإنسان أن يتحكم على حالاته الإنفعالية على غرائزه على رغباته على شهواته ليكون بمستوى النهوض بالمسؤولية، يتعاطى بمسؤولية عالية بعيداً عن الطمع والأهواء، ينضبط الإنسان ويمنع نفسه حتى من المسائل المهمة لنفسه من الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك، ومن قوة السيطرة على النفس وإقناعها حتى لم تعد نفسه ترغب في أكلها وشربها، ولم يقدر الشيطان أن يوسوس لهذا الإنسان لا في أكله ولا في شربه ولا في رغبته الجنسية أمام زوجه، وهذا يدلل أن الإنسان بيده أن يسد الثغرات أمام نفسه وأمام الشيطان، وبيده أيضاً أن يفتح المجال لشهواته ورغباته أن تقوده إلى الشرور فيتحول هذا الإنسان إلى شيطان مارد.
عملية الصيام تساعد الإنسان فعلاً أن يكون قوي التحكم بالنفس، وقوي التحمل وقوي الإرادة وهذه العملية التي توصل الإنسان لأن يكون من المتقين.
ولا يمكن أن يتحقق التقوى إلا من خلال إتباع القرآن الكريم والإلتزام بتعاليمه والإهتداء به والتمسك به. والتقوى هي ثمرة الإيمان الواعي، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (التقوى هي ثمرةٌ للإيمان الواعي، والإيمان الواعي ركيزته المهمة التزكية للنفس والترويض لها للاستقامة على نهج الله، وتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- إضافةً إلى الاهتداء والرشد الفكري، وامتلاك الفهم الصحيح على ضوء تعليمات الله، وتوجيهات الله).
فشهر رمضان فرصة ثمينة في تزكية النفس والترويض لها على الإستقامة على نهج الله، وهو فرصة في أن نفرض على أنفسنا أن نسير وفق توجيهات الله.
وكما استطعت أن تقنع نفسك عن إشباع جوعك وإرواء ظمأك تستطيع أن تقنع نفسك بأن تسير وفق تعليمات الله سبحانه وتعالى.
فلنستغل هذا الشهر الكريم في الأعمال الصالحة ولنبدأ في أن ننهض بمسؤوليتنا في هذه الحياة، ولنبدأ صفحة جديدة مع الله، لننطلق بجد وصدق وإخلاص واهتمام لنواجه الأشرار والطغاة والمستبدين، فرمضان شهر الصيام والقيام، شهر الصبر والجهاد، شهر العمل والنهوض بالمسؤولية، ليس شهر الرقود والجمود والتكاسل والتخاذل، شهر تحرك وانطلاقة، شهر إرعاب للكفر والنفاق لنصفد شياطين الإنس في كل محور وجبهة حتى لا يتمادوا في غيهم وإجرامهم.