الخبر وما وراء الخبر

كيف سَيُهزم وطنٌ كُنتَ وطنًا له !.

17

ذمار نيوز || مقالات ||
[29 شعبان 1441هـ ]

بقلم || زينب العياني

في ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد، الرجل القرآني لهديه وتلازمه مع القرآن الكريم، نستذكر بعضًا من سيرة حياته الحافلة بالهدى والإيمان، وبالعطاء المستمر والتضحيات الجسيمة التي خلّدت تاريخ مسيرتنا القرآنية .

نشأ الرئيس صالح الصماد الملقب بأبي الفضل، في محافظة “صعدة” بحر العلم والهدى مدرسة العظماء الأبطال التي خريجوها أذهلوا عالم الكفر والأباطيل ومرغوا أنوفهم في التراب وسمعتهم في الحضيض ، في منطقة تُسمى “بني معاذ”
تعلّم الشهيد على يدي السّيد العلاّمة بدر الدين الحوثي، أخلاق الأصفياء المتقين، سائر معالم الدين، والسير على الطريق الذي انتهجه رسولنا الكريم (صلوات الله عليه وعلى آله) طريق أئمتنا المختارين والمنتجبين العترة المطهرين (ع).

في زمنٍ كانت أغلب الأمة الإسلامـية ، وليس شعب اليمن فحسب في وضع خطير من التكاسل والتخاذل والانحراف عن الدين، نهض آنذاك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوانُ الله عليه ولم يكن معه إلا ثلة من المجاهدين لايتعدون العشرين رجلًا للجهاد في سبيل اللَّه وإعلاء دينه لينصروا الحق ويسحقوا الباطل.

قرر الرئيس الشهيد أن يسخر حياته لإزالة أثار الظلم والاستبداد وعودة الحقوق إلى أصحابها ، رافعا شعلة الحق التي أضاءت للشعب اليمني طريقا حالك الظلام نحو الأمام ، استطاع أن يعيد القضية اليمنية إلى يمنيتها ، بعد أن غلفتها شعارات التيه والضياع ردحًا من الزمن، ظاهرها رحمة وباطنها المؤامرات والدسائس ، لقد استشهد الرئيس صالح الصماد بعد أن استطاعت مدرستة الثورية والنضالية من تخريج العشرات والمئات بل الألوف من المجاهدين لمواصلة طريق العلا .

لم يكن الصماد رجل معركة وجهاد فقط بل كان معلم قرآن يتوجه لتعليم الناس، وربطهم بالقرآن العظيم بالطريقة الصحيحة، لكي تستضيئ قلوبهم وترتوي بهدي الله ونوره المُنزل، لأنه يعلم أنه ليس هُناك حقٌ وجهاد إلا بالقرآن .

الرئيس الصماد رجل التضحية والجهاد فهو لم يهنئ بمنصبه ويتربع على عرش الرئاسة كما يفعل كل الرؤوساء وأصحاب الرتب الرفيعة، فكيف يتمتع بهذا المنصب،وهو :القائل في إحدى زياراته لرجال الرجال في ميادين العزة والشرف،
« والله أن مسح الغبار من على نعال المجاهدين أعظم من كل مناصب الدنيا»
فهو فضّل مسح نعال المجاهدين على منصبه الذي هو الرئاسة!

فالشهيد صالح الصماد أكبر وأعظم وأسمى من كل الكتابات فهو التاريخ المشرف لهذا الشعب تاريخ الأصل والنضال والتضحيات فإن تحدثت عن الروح الإنسانية به تجده أعظم إنسان وإن تحدثت عن الروح العسكرية به تجده أشجع وأبرع المقاتلين وإن تحدثت عن روح السياسة به تجده أفضل المحنكين والمراوغين في التعامل مع العدو والمتآمرين على اليمن، فكان يجمع في ذاته كل القيم الإنسانية والعسكرية والسياسية والثقافية فكان نعم الرئيس والمناضل و الرمز والقائد المميز .

إليك يا من حملت الحق على رأسك ، وحميته في صدرك ، وحملته في قلبك إليك أيها الرجل الحنون أيها المارد الغاضب ، أيها البركان الثائر أيها العاصفة الهائجة المدمرة ، أيها البحر الواسع الهائج أيها الجبل الشامخ ، أيها البندقية السمراء , إن طال النصر من بعدك فنحن سنأتيك منصورين بإذن الله ، أيها الرقم الصعب إنهم قتلوك ويوم رحيلك عنا كان عيد الجبناء ، لكن فعلا أغبياء هل نسوا إنك أنت من ربيت المناضلين هل نسوا أنه في اليمن الملايين من صماد إنهم جبناء وسفهاء , فمن ينقذهم من بطش المجاهدين من ينقذهم من غضب اليمنيين .

بدأت مشوارك الصعب بشرف وكرامة ومضيت به بكرامة واستشهدت كما حلمت بكرامه، فمن ينسى منا فضل رجل العزائم من ينسى منا من رفع لنا الراية وحقق لنا الغاية وقاوم من أجل تحرير اليمن ؟ .

لتحيا ذكراك أيها القائد ، الذي قضيت عمرك تدافع عنا دون تخلي عن أصغر الحقوق يا حامي وصانع القرار أيها القائد , لن ننسى إنهم قتلوك !!!!! فما قتلوك إلا لأنك كنت شوكه في حلوقهم وكانو يعلمون فعلاً إنك شوكة، إنهم أغبياء لأن هذه الشوكة إن حاولوا أن يكسروها فهي لغم ، سيفجر ثورة خالدة في قلب كل يمني حر وإنه من المستحيل كسرها لأنها أقوى من الفولاذ .

فهلّا أخبرتموني كيف سُيهزم وطنٌ كان صمّادُنا، وطنًا له ؟؟؟