صالح علي الصمّاد .. وأثره
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 19 ابريل 2020مـ -26 شعبان 1441هـ ]
بقلم العلامة / سهل بن عقيل
قلائلٌ هم الرجال الذين يكتبون التاريخ، ويغيِّرون مسار الأمم عبر تاريخ الإنسانية، ولهذا قال العلماء والباحثون : “الناس رجلان، رجلٌ يصنع الأحداث، ورجلٌ تصنعه الأحداث”، رجل يغيِّر حياة أمة، ورجل يكون عقباً لرجل غيره، فيقال لولي العهد ” مات الملك، عاش الملك”، فهو رجل لا يغيِّر شيئاً، وإنما صنعته الأحداث، وأما الرجل الذي يصنع الأحداث، فهو مثل الرئيس الشهيد (صالح علي الصمّاد)، وسيدي ( بدرالدين الحوثي )، وولديه الشهيد القائد ( حسين بن بدرالدين بن أمير الدين الحوثي )، والسيد القائد ( عبدالملك بن بدرالدين بن أمير الدين الحوثي ) قائد المسيرة القرآنية .. فهؤلاء الرجال هم الذين يغيِّرون مجرى تاريخ الأمم، بما يصنعونه من أيديولوجيات تُحيي الموتى وتوقظ النيام وتكتب تاريخاً جديداً في مسار أمتهم، بل وفي مسار الأمم الأخرى، وهم بحق صُنّاع التاريخ، الذي سيظل محفوراً إلى أبدِ الآبدين.
وهكذا نرى في تاريخ الأمم وفي آثارها رجالاً لا يمحوهم الزمن في الغابر، ونراهم أحياءً، بإيقاظ الآخرين من سباتهم، على طريق ثورة تغيِّر مناحي الحياة في كل المجالات، ومن هؤلاء – بلا شك – الرئيس الشهيد ( صالح علي الصمّاد )، الذي حقد عليه أنصار الظلم والظلام، لأنهم رأوا فيه ما يصنع تاريخاً جديداً لليمن .. وإنَّ أثر ( الصّمّاد ) سيظهر، وبلا شك، في الخطوات الثابتة التي تسير عليها ثورتنا الشعبية في ظل المسيرة القرآنية، والتي تجذرت وأشرقت بنورها، ليس في ( اليمن ) والجزيرة العربية فحسب، بل وعلى الوطن العربي والعالم الإسلامي بأكمله، والعالم الثالث أيضاً .. والدليل على ذلك ما نراه واضحاً في خوف الدول الاستعمارية، القديمة والحديثة، وإحجامها عن ممارسة ما كانت تمارسه في التاريخ الحديث القريب منا.
إن ( صالح علي الصّمّاد ) وسيدي ( حسين بن بدرالدين ) وسيدي ( عبدالملك بن بدرالدين الحوثي )، هؤلاء الثلاثة هم وبلا شك يسطرون ( تاريخ اليمن الثلاثي ) في مرحلته الأخيرة .. ونقصد بـ ( تاريخ اليمن الثلاثي ) ما كان قبل الإسلام، من مشاركة في الحضارة الإنسانية .. وما كان بعد ظهور الرسالة المحمدية، من رجال الفتوحات، والعلم في شتى المجالات .. وإن توقَّفَ بعض الزمن بفعل الاقتتال الداخلي واندثار الدولتين الأموية والعباسية وتقسيم تركة كل منهما وإماراتها دولاً وغير ذلك، كما يحدث في تاريخ الإمبراطوريات التي سبقت، عندما تشيخ وتندثر وتصير إلى دول ودويلات، وقد مرّت ( اليمن ) في هذه الحقبة من تاريخ الدولة العباسية، إلى آخر ما كتبه التاريخ عن الإمام ( أحمد ) الوارث للإمام ( يحيى بن محمد المنصور ) الذي أخرج الأتراك من اليمن، في تاريخ جديد للجزيرة العربية.
ولكن التاريخ الحديث، الذي سيكتب ويضع بصماته للمستقبل الواعد، هو تاريخ ( الثورة الشعبية ) التي ابتدأت سنة 2003م وتُوِّجت بفتح ( صنعاء ) سنة 2014م ، لتكتب تاريخاً يضرب بجذوره، صانعاً مجداً عظيماً لهذا الشعب المستضعف عبر قرون مضت من الاندثار للدول العظيمة، حتى صارت ( اليمن ) في عهدها خريطة هامشية ليس لها ذِكر .. ولكن عزائم اليمنيين وصبرهم يتوَّج في المرحلة الثالثة لتاريخ اليمن ومسيرتها بمستقبل واعد يكتب للأمة الإسلامية والعربية سطوراً من نور، تضيء على دربه الطريق الصحيح لامتلاك الإنسان حريته ومقدراته.
إنها – واللَّهِ – صرخة حق، وشمس أضاءت، بخطىً ثابتةٍ هذا السبيل .. فاليمن، بفضل رجالها أمثال ( صالح علي الصمّاد )، أصبحت قِبلة لمن يريد الحرية والكرامة وامتلاك مقدّراته، ويكون سيداً يغيِّر مجرى حياة الأمة.
وهؤلاء هم الرجال، الذين يغيِّرون مسار الأمم إلى طريق العزة والكرامة، ومنهم في التاريخ الحديث، الشهيد القائد ( حسين بن بدرالدين الحوثي )، صاحب الصرخة وواضع اللبنات الأولى لهذه الثورة وهذه المسيرة القرآنية المباركة، والرئيس الشهيد ( صالح علي الصمّاد ) المخطِّط والجامع للرؤية الصحيحة لبناء اليمن، بتاريخه المجيد، بامتلاك ذاته وعدم التبعية والعبودية لغير اللَّه .. ولا يُقرأ التاريخ إلّا بصالح علي الصمّاد.
* مفتي محافظة تعز