الخبر وما وراء الخبر

 دروس من هدي القرآن الكريم

54

ذمار نيوز || من هدي القرآن الكريم ||
[23 شعبان 1441هـ ]

(ملزمة فإما يأتينكم مني هدى )
(5)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي اليمن – صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

فالأخطاء في ميدان الإجتهاد ليست سهلة، في ميدان الثقافة، الهدى من الله أليس تثقيفاً للأمة؟ هل هو تثقيف أو ماذا؟ تربية، تهذيب للأمة؟ أليس خطاباً يتوجه إلى النفس؟ يزكيهم، يعلمهم، يهديهم، يرشدهم. وهم يقولون: ذلك المخالف مخطئ، هذا القول الذي قد هو أرقى قول: أن الحق واحد، والمخالف مخطئ، لكن من هو؟ إذا قلنا: من هو المخطئ لنمنع الناس عن تقليده؟ هو لا يدري انه مخطئ، سيتحرك، ويدعو الناس إلى اتباعه، وإلى ما وصل إليه اجتهاده، يعملون بعمله، ما هو داري هو، ألم يحصل خلل؟. أيضاً الطامة الكبرى أن نقول: كل مجتهد مصيب، ما هو الذي يطلعه المجتهد؟ ما هو بيطلع أطروحات ثقافية؟ هل الأخطاء في ميدان الثقافة سهلة؟ ليست سهلة أبداً، ليست سهلة؟ الثقافة هي تتناول معتقدات، ووجهات نظر، وكل ما له علاقة ببناء المعنويات داخلك، هذا هو التثقيف، أليس الإسلام توجه إلى بناء المعنويات في الداخل؟ ويهدي إلى قيم داخلية تنعكس بشكل مواقف، ووجهات نظر محددة؟. عندما نقول: كل مجتهد مصيب، يعني: كل من نزَّل في الساحة هذه قولاً في مجال العقائد، أو في مجال مواقف أخرى، أيّ شيء ما هو يتوجه إلى الناس، وإلى نفوس الناس؟ هل الناس يخاطبون بعضهم بعض، يخاطبون نفوس بعضهم بعض؟ أو أنهم يخاطبون حجاراً؟ من يخاطبك في قضية، أو يطرح لديك قضية، سواء تتعلق بأصول دين، أو فروعه، ما هو يخاطبك بمعنى معين يرسخه في نفسك؟ أن ترى أن هذا هكذا؟ أليست هكذا؟ أن أرى أن هذا هكذا، أليس هذا تثقيفاً؟ ما هو فكر؟ فمن الغباء الشديد أن لا نكون نحن المسلمين فاهمين خطورة الأخطاء في ميدان الثقافة، عندما لا نكون فاهمين لها غباء شديد جداً إلى أقصى درجة. لاحظ كيف تربية القرآن أنه عندما تكون مفردة واحدة، وإن كانت مفردة عربية يستعملها العرب، متى ما استغلها اليهود، وأصبح لهم من ورائها غاية غير نزيهة، أتركوها، واستخدموا مفردة أخرى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(البقرة104) أليست هكذا؟ ما قال: اليهودي هو يستخدم كلمة راعنا من أول، راعنا هي كلمة عربية، مفردة عربية، والأنصار كانوا يستخدمونها في المدينة، هي كلمة لديهم مألوفة، ما قالوا: نحن نتكلم بها يا رسول الله معك ولا يوجد معنا أي هدف فيها، أو مقصد مما يقصده اليهود. عندما كان اليهود يتكلمون بكلمة راعنا ويقصدون بها أيضاً تلميحاً لسب النبي (صلوات الله عليه وعلى آله). إذاً لا تقولوا: راعنا، لماذا؟ تصبح أنت ترسخ مفردة اليهود يستغلونها، أليس صحيحاً؟ يستغلها اليهود، وشوهها اليهود من خلال مقصدهم السيء في استخدامها، أتركوا هذه المفردة، وارجعوا لمفردة أخرى، {وَقُولُواْ انظُرْنَا} بدل كلمة راعنا، ويأتي بعدها تهديد. لاحظ في كلمة واحدة؟ هل أوكلهم إلى نظرهم، واجتهادهم، وحسن نواياهم؟ لا، غلط، توقف عنها، قد أصبحت الآن كلمة يستخدمها اليهودي ضد محمد، بطِّل منها، وهي كلمة هو يتكلم بها هو وأبوه وجده من قبل، {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} ما هذا تهديد؟ انتبهوا، لا تكونوا أغبياء، وفي الأخير يقول واحد: ماذا يوجد من إشكالية، أنا أتكلم بها وما أقصد بها أي سوء بالنسبة للنبي، ونحن نتكلم بها في بلادنا من قبل ما يجي النبي. لا تقل هكذا، اسمع، توقف، {وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ما هو تهديد على كلمة واحدة؟ وهذا يقول لك: كل مجتهد مصيب، كل واحد يطلَّع من عنده. أصول الفقه ضرب اللغة العربية، وضرب القرآن، وضرب الدين، وأصبح كل ما جاء فيما بعد ظنيات، بنسبة يمكن 99% طلع كله ظني، تصبح ترى الآخرين الذين هم مخالفين لك، ما لك حق أنك تعترض عليهم، لا أنت ما شي على ما هم عليه، ولا هو سابر أنك تتكلم فيه؛ لأنك إذا أنت تريد تتكلم فيه هو سيتكلم فيك، أنت تراه مخطئاً، وهو يراك مخطئاً، أليس هو هنا أضفى شرعية على المختلفين؟ وجعل كل واحد [يسكت عن] منهج الثاني. لأنه من خلال المنهج الواحد يعرف أن من خالفه مخطئاً، ما هناك إضفاء أي شرعية عليه، يكون مخالف، لكن هنا هو يقول لك: على الرغم من السماح بتعدد المجتهدين، وهم يعرفون بأنه يخطئ الكثير منهم، يسمحون للناس بأن يتبع كل واحد من وثق به منهم، وهم يعرفون بأنهم يخطئون، ما هم هنا أوصلوا الخطأ إلى القاعدة، إلى الناس؟ وهم القطاع الأكبر من الأمة، فما الذي حصل؟ أنهم يختلفون. من هو الذي جعل الشافعي لوحده، والزيدي لوحده، والمالكي لوحده، والحنبلي لوحده، ما هو الذي جعلهم بهذا الشكل من، هل هو الاجتهاد، أو المنهج الواحد؟!. أصول الفقه من إسمه، وعنوانه، وأبوابه، وما يخلق لديك من آثار شعورية أو لا شعورية، ما كله خطير جداً؟. هنا ورد كيف يعمل العامي أو المقلد مع من هم مختلفين هكذا؟ ارجع من أول الطريق، إذا واحد غلط في شارع وهو يسير في صنعاء، أو في أي مكان، عندما يقول: يمكن الطريق من هذا الشارع، أو سنأتي من هنا، ارجع إلى نقطة الصح التي أنت عارف لها وابدأ المسيرة،. ارجع من عند الهادي، والقاسم، ثم سترى من بعد من تراه يسير على طريقتهم من الأئمة، من العلماء فهذا من جماعتهم، من أصحابهم، والباقي اتركهم جميعاً، ولو هو يحمل اسم إمام اتركه، إمام يطلِّع لي كتاب مزحوم، ملان بأقوال أهل السنة، يجمع اختلاف أصحاب المذاهب إلى داخله، ويجعل علي واحد منهم، الإمام علي قال كذا وكذا، والمذهب بخلافه!. لأن الغاية من أصول الفقه، والمراد من أصول الفقه هو ماذا؟ تعريفه: هو علم بقواعد توصل إلى ماذا؟ إلى معرفة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، أليس هكذا، استنباط؟ وآلية هي توضع لمجموعة أو لكل فرد؟ أليست لكل فرد يتحرك هو؟ أي كل واحد يتحرك ويستنبط، ما كل واحد يتحرك ويستنبط هو من عنده، ثم عندما يستنبط بناء على قواعد أصول الفقه في الأخير يرى كل الأشياء ظنيات، وقد هو ملزم أن يتعبد بما غلب في ظنه!. ارجع إلى هذا، قال: لا، قد يكون مخطي؛ لأنهم عارفين أنه يحصل خطأ، هل تعريف أصول الفقه أنه يوصل إلى حكم واحد؟ الذي أنت تشتغل به، وأنا أشتغل به، وهذا يشتغل به؟ كل واحد يطلِّع له حكم يختلف عن الآخر، في الأخير ما هو يفرقنا؟ يعني: ندرس ونحن ما زلنا طلاب وكلمتنا واحدة، صحيح؟ وكلما كبرنا افترقنا، افترقنا حتى نكون مجتهدين، اما ذاك الساع قد احنا مجتهدين، ولم يعد يجوز لي أتبعك نهائياً، ما يجوز تتبعني ولا أتبعك، ولا تقلدني ولا أقلدك، ولا تصدقني ولا أصدقك، وفي الأخير يدخل فيها الموالاة والمعاداة، ما هي بترجع تدخل ضمن هذه؟. إنما فقط كل واحد يتحرك هو، يبحث هو، يدور هو، يذهب هو! هذا هل هو يبني أمة؟ هذا لا بيبني أمة. طيب هل هو يبني الفرد؟ ولا حتى يبني الفرد؛ لأنه يصرفه عن القرآن فعـلاً، يصرفه عن الاهتمام بالقرآن، ومتى صُرِف عن القرآن يضل، تكـون معلوماته كلها كما قال الله: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى}(النجم23) ما هو انتقد على هؤلاء؟ إن يتبعون إلا الظن، ألم يستنكر هنا على الظن، وعلى من يتبع الظن؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}(الحجرات12) ما هو أمر باجتناب الكثير من الظن؛ لأن بعض الظن إثم؟. ثم في الأخير يقولون جميعاً: بأنه لا يوجد إلا الظن، فبالنسبة إلى القرآن الكريم ماهو قطعي؟ قطعي لكن يوم كان ما يزال عربي، قبل أصول الفقه، كان قطعياً، بعد أصول الفقه، نصه قطعي، لكن إذا كان يوجد فيه مفردة، أو آية تحتمل أكثر من معنى، تصبح دلالتها ظنية، أليست هكذا؟ فدلالتها ظنية، أنت تمسك مثلاً بوجه، بمعنى من الآية، أراك بأنك متبع الظن، ليس معك إلا ظن، وأنت عند نفسك تحكم بأنك إنما تظن أن هذا هو مراد لله، من خلال هذه الآية. ترجع إلى السنة نفس الشيء، ما طريقها الأخبار؟ والأخبار متواتر، وآحادي؟ الآحادي ظني، والمتواتر يجري عليه ما جرى على النص القرآني، إذا كانت المفردة الواحدة لا تحتمل إلا معنى واحدا كان نصاً قطعياً، ما عداه فظني، وإن كان السند متواتراً، ودلالة المفردة تحتمل أكثر من معنى فهي ظنية، ما هو طلع لنا أكثر ما بين أيدينا ظن؟ {إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ} فكيف يستنكر الظن ونحن لا نملك إلا الظن؟ ما هي هكذا؟ أين الهدى الذي قال: {وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} ما هو شيء في مقابل {الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ}؟ أين هو؟ هل يوجد شيء؟ موجود لكن على غير قواعد أصول الفقه، على قواعد أصول الفقه ماهو طالع لك إلا ظن. ألسنا نقول: إن أمة محمد أشرف الأمم، أفضل الأمم؟ أليسوا يقولون هكذا؟ طيب: لماذا لا تكون هذه الأمة محط رحمة لله، واهتمام من قبل الله مثل ذلك الشخص صاحب الزرع؟ {إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ففهمناها سليمان} لا يوجد، لا فهمنا – ما معناها هكذا – ولافهم أحداً، ولا أمكن أن يكون كل ما لدينا كله جميعاً – ونحن مختلفون – تفهيم، كل واحد يقول: أن الذي معه تفهيم، أن الباري فهمه، يمكن هذا؟ لا، ما سبر، لا فهّمنا، ولا بيّن لنا، ولغتنا نفسها ما سبرت، ولغتنا كلها ضعيفة في إفادة التخاطب بالمعنى المراد، يطلع كل شيء مهما كان قوياً ضعيفاً، يطلع الإلتزام به بدرجة ثانوية، وليس بدرجة قوية. ثم فيما بعد يتغاضى عن المخطين والمخالفين، وكل واحد، يعني يعيشوا في حالة من الضياع كلهم. لماذا لم يهتم بهذه الأمة كما اهتم بواحد من المزارعين في أيام سليمان بن داوود؟ وفي أيام داوود؟ لأن من وضعوا أصول الفقه هل يرون بأن هذا هو الطريق الموصلة إلى الحق الواحد؟ لو كانت الآلية على هذا النحو كان لا بأس، لو وضعوه كآلية على أساس أنها كآلية هي نفسها التي توصلك إلى المنهج الواحد الحق، وتوصلنا جميعاً نمشي عليها لتوصلنا جميعا إلى الحق، هذا كان جيد، لكن لا، هم عارفين أنه هو من أجل تكون مجتهد، تستنبط، وأنك بعملية الإجتهاد والإستنباط كل ما لديك ظن، وأنك أنت نفسك تختلف عن الآخر، وكل واحد يمشي لوحده، لن تصلوا إلى شيء واحد، في أغلب الحالات لن تصلوا إلى شيء واحد، إذا وصلتم إلى شيء واحد هنا تختلفون في هذه. ألم يصبح آلية للتفرق؟ لو أنه موصل إلى الحق الإلهي، والمنهج الإلهي الواحد، وكل من سار عليه يصل إليه كان جيد، لكن هل هو بهذا الشكل؟ ليس بهذا الشكل، ما الدليل على أنه ليس بهذا الشكل؟ أن كل من انطلقوا على أساسه يطلعون مختلفين ومتفرقين، وهم ما زالوا طلاباً، قبل أن يصبحوا مجتهدين! من الذي يمكن أن يقول لك بأن المجتهدين لا يختلفون؟ هم يختلفون، والناظرين ما هم يختلفون؟ والمرجحين ما هم يختلفون؟. عندما يقال: كل مجتهد مصيب، ما هم صوبوا المختلفين جميعاً؟ إذاً فهم لم يصلوا إلى شيء واحد، نحن نقول: الله هو له هدى واحد، يريد الشي الذي يوصل إلى هداه يكون واحداً، وقد رسمه لعباده؛ لأن الدين أساساً هو دين للأمة، وليس ديناً لواحد لحاله، ما هو دين لي وحدي، دين يمنحني حرية، أطنن، وأفكر، وأنظر وكأنه يدلعني، وكلما طلع في رأسي أمشي عليه، دين للأمة تمشي الأمة جميعاً عليه، وعلى منهج واحد، طريقة واحدة. [المنخطين] هم الذين يعجبهم أصول الفقه، يفكر، وينظر، ويمشي على ما أدى إليه نظره، واجتهاده، حرية فكرية، لي أنا، وكأن الإسلام لي! هذا نظر أنانية، هذه أنانية، واهتمام بشخصي أنا، الإسلام لاحظوا، الإسلام يعطيني كامل حرياتي، ويخليني أمشي أينما أريد، وما وصل إليه نظري يباركه، وفي نفس ما أنظر إليه في نفسي، الآخر مثلي، والثالث مثلي، وهكذا. إذا نظرت ستجد أن الإسلام هو دين للأمة، ونظام للحياة، وهدى للعالمين؛ ليجعل منهم أمة واحدة، تسير على نهج واحد، تتمسك بحبل واحد، تعتصم بحبل واحد، فترى بأنه ما يمكن يفصل عليك لوحدك، وأنه مشروع لك أنت شخصياً، يمنحك كامل الحرية، ويقدم نفسه بين يديك، تنظر فيه كما ترى، وما طلع نظرك فيه تمشي عليه، ويباركه، وإن كان مخالفاً! أنانية هذه رهيبة، ليست عبودية لله أبداً. هل أتصور أنه إذا نظر الآخرون إلي أني مجتهد، يعني: [خلاص ضخم] ما هي هكذا؟ ضخم، فتراه يريد يكون مجتهد حتى يصبح ضخم، هي هذه، لا، كل واحد يريد أنانية، كل واحد يريد يفصل الدين على نفسه، يجب أن ننظر إلى الدين بأنه للناس جميعاً؛ ليجعل منهم أمة واحدة {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء92) وفي آية أخرى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}(المؤمنون52)، {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ}(البقرة213) معناها: كان الناس أمة واحدة، ما الذي حصل؟ ثم تفرقوا، واختلفوا، {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ}(البقرة213) ما معناه ليضع حداً للإختلاف؟. هو يقول لك: كأنه لما اختلفت الأمة، أصبح لازم أن يكون هناك منهج يبنيهم؛ ليعودوا أمة واحدة، ويضع حلولاً لكل ما يؤدي إلى الإختلاف؛ ليلغى الإختلاف؛ ليبقوا أمة واحدة. ما قال: كان الناس أمة واحدة، فبعث الله النبيين، مبشرين، ومنذرين؛ ليفرقوا بينهم؟ معناها هكذا؟ المفسرون يقولون معناها: فاختلفوا؛ أي فمهمة النبوات والرسالات كلها هي معالجة الاختلاف، والقضاء عليه، وإنهائه؛ لأن الله هو واحد، ينزل منهجاً واحداً، وهدى واحد لعباده،.ما يمكن أنه يغثيه أن الناس كانوا متوحدين، ثم يأتي الأنبياء يفرقونهم، هنا قال: {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ} لماذا يحكم فيما اختلفوا فيه؟ من أجل ماذا؟ ما هو من أجل ينهي الخلاف؟ ليبقوا أمة واحدة. إذا كان عند الإنسان نظرة بأنه يقرأ؛ ليطلع مشرع، وعنده أن هذا هو العلم، يريد يطلع مجتهد؛ ليشرع، ويمشي على نظره، سيحصل على جهل، يتعلم في إطار القرآن نفسه، ويوسع معارفه من القرآن نفسه، ويفهم أن الإسلام هو للعالمين، ويفهم بأنه يجب أن يكون هناك عمل يوحد الأمة لتجتمع حول القرآن، يوحد ولو قبيلة واحدة، وتجتمع على الإعتصام بحبل الله بشكل صحيح، أو عندما ندرس حلقة درس تكون أنت حريص على أن يطلعوا متوحدين، والتوحد لا يمكن أن تفصّله أنت من عندك، وتضع له منهجية من عندك، ما هو التوحد، وعلى أي أساس يتوحدوا. يقولوا لك: با يسبر أن نكون مختلفين في آرائنا، وفي اجتهاداتنا، وبا يمكن نتوحد، ما هو صحيح هذا، ما هو صحيح، الوحدة الدينية المطلوبة التي تعتبر فعلاً مؤثرة، وبناءة هي وحدة دينية تقوم على أساس الاعتصام بحبل واحد جميعاً، ما معناه جميعاً كلنا بحبل واحد؟ ما معنى الحبل الواحد؟ هدى الله واحد، حبل واحد. عندما يكون عندي شيء، وأنت عندك شيء آخر، وأنت تقول: أنه الحق، وأنا أقول: أنه الحق، ما معناه: أن هناك حبالاً متعددة؟ هذا الشيء جربناه نحن مع زملانا، ورأينا علماءنا، ورأينا الدنيا كلها أنها هكذا، اجتمعنا ونحن مجموعة، وقلنا نريد – ما دام أننا نختلف – نرجع إلى عالم واحد، يكون مرجع لنا، قال: ما يلزمني، لسنا ملزمين في مذهبنا، هكذا ما أحد ملزم بأن يتبع مرجع معين، ولا شيء. طيب: ونحن ماذا نريد أن نعمل؟ نثقف الناس، ونرشد الناس؛ لأجل يطلعوا مختلفين؟ يطلعوا مثلنا على هذا النحو الذي لا نجتمع على شخص، هل هذا صحيح؟ هل هذا هو الهدى الذي يجعل الناس معتصمين بحبل واحد هو حبل الله، حبل الله دينه، دينه هديه، هديه واحد، ليس معنى دينه أي: ومن دينه كلما توصلت إليه فهو دينه، وما وصل إليه هذا فهو دينه، ما يمكن هذا. [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

للمزيد من الاخبار زوروا موقعنا الالكتروني من خلال الضغط على الرابط التالي:
www.dhamarnews.com
كما يمكنكم متابعتنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي:

#فيسبوك:
https://www.facebook.com/B085A7B1-/

#تيليجرام :
https://t.me/dhamarnews0

#وتس_أب :
https://chat.whatsapp.com/B96GeNbJc92Eh8jORnB8Zw