دروس من هدي القرآن الكريم
ذمار نيوز || من هدي القرآن الكريم ||
[22 شعبان 1441هـ]
(ملزمة فإما يأتينكم مني هدى )
( 4 )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي اليمن – صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
أليست هذه واحدة؟ لا تتحدث عن الإمامة، لا تتحدث عن الجهاد، لا تتحدث عن وحدة المسلمين، لا تتحدث عن باطل يحصل، عن وضع سيء؛ لأن هذه ليست حكمة، أنت ستثير الآخرين علينا، اتركنا نحافظ على المذهب!. ماذا بقي من مذهب؟ ماذا بقي؟ ونحن أصبحنا نبلغ رسالات الله بكل خوف، ونترك كلما نتوهم بـأنه يخيف، أليس هكذا يحصل؟ ما نتوهم أنه يخيف، أو يثير الآخر – وليس فقط إنما خوف – يثير، يزعج واحد هناك، قد تخليه، إما يعارض، أو تخليه ما عاد يرضى يمشي معنا أو… ونعتبر أن هذا هو البلاغ لرسالات الله، والعمل لخدمة الدين، والدعوة إلى سبيل الله، ثم في الأخير نقول لأنفسنا {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت33) ونصبغ كل هذه الأشياء التي نخاف منها بصبغة الحكمة، أنها هي الحكمة، أن لا نتحدث عنها، ليست قضية هامة، وهذه ما هي هامة! نتحدث بهذه التي لا تثير. لو أمكن تبليغ رسالات الله على هذا النحو لما كان هناك معنى لقوله تعالى: {وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} يعني: أن فيما يبلغوه، مما يثر الخشية، مما يثير الخوف، مما يثير القلق، ما يكون صرخة في وجوه آخرين، ما يكون قاصم لآخرين، وهكذا معناه: يثير خشية، خشية معناها: خوف يدفعك إلى توقف، لا، الذين يبلغون رسالات الله هم يخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، أو يبطِّل، لا يتولى مسألة أنه يبلغ رسالات الله، وأنه داعية. ألسنا في المنتدى، والآخرين هكذا، في المراكز، في المدارس، والوهابيين من جهة، ونحن من جهة، دعاة، دعاة، مرسلين دعاة، والإخوان المسلمين من هناك دعاة، وهنا في اليمن الوهابيين مخرجين دعاة، وفي السعودية مخرجين دعاة، ونحن في المراكز مخرجين دعاة، وملأنا الساحة دعاة، ولكننا نصفِّر على الأشياء التي قد يكون فيها خشية، وخوف من الآخرين! ألسنا نصفِّر عليها؟ وزحمة دعاة، ملان الدنيا، ونوعظ الناس، ونقدم أشياء مغلوطة كثيرة، تبرد أعصابهم، وتخليه يكون إنسان طيب، وتخليهم بعيدين عن الإهتمام بالقضايا الكثيرة، يعني: نجني على الدين، ونجني على الناس، وكل مجتهد مصيب. أليس كل هذا يحصل؟. [هناك ابتعاد عن القرآن الكريم] الإمام علي يقول فيه: (هو بحر لا يدرك قعره)، بحر علم، بحر معرفة، لا يدرك قعره، لا أحد يستطيع أن يحيط به، العلماء لا يشبعون منه، العلماء ممن يتجهون إلى القرآن نفسه، أنفسهم هم، لا يرى نفسه بأنه قد شبع من القرآن، أو أنه لم يعد يستفيد من القرآن، أو أنه لم يعد يفهم جديداً من القرآن، أو أنه لم يعد يكتشف أي شيء من القرآن، لو يتعمر كمَّا يتعمر ما يزال شاباً. هو المعرفة، هو العلم، أو نرى بأنها رصات الكتب مثلاً من أصول الفقه، ومن كتب علم الكلام، ومن كتب المحدثين؟!. ستستفيد علم من كل شيء بواسطة القرآن، أليس الله قال في القرآن: {وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ} تفصيل كل شيء، ومعرفة تفصيل كل شي هو علم، أم أنه ليس علماً؟، {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}(النحل89) هو علم، أو أنه ليس علماً؟ هدى للعالمين، أن تملك معرفة تهدي العالمين هو علم، أو أنه ليس علماً؟ أو تقرأ منهجية مغلوطة، وترى أمامك رصات من الكتب، وداخلك رصات من الجهل، والضلال؟. هذا علم يرى بأنه قد أصبح عالماً؛ لأنه قال: قرأ على العلماء كذا كذا كذا، وقرأ كذا، وقرأ، وقرأ، ولا يذكر في مقروآته القرآن الكريم إلا يوم كان صغيراً، ولا لديه اهتمام بالقرآن الكريم، والاستفادة منه. الإنسان يعتمد على القرآن قبل ما ينطلق يقرأ في كتب أصول الفقه، أو في كتب علم الكلام، أو في أي شيء آخر، وستزداد معرفة لكن بطريقة أخرى، ترى كم فيها من إشكاليات، كم ترى فيها من خلل، كم ترى فيها من باطل، كم ترى من آثار سيئة! هذه معرفة، أليست هذا معرفة؟ هذه معرفة إيجابية، عندما تدخل تبدأ بالقرآن، وتهتم بالقرآن، وتعتمد عليه، تعتمد على الثقلين كما قال النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ثم عندما تنطلق سترى [كم ستزداد معرفة]. هنا ورد سؤال حول الإمامية فأجاب: الأمامية هم مثل بقية الطوائف معهم مشاكل كثيرة جداً، لكن الشيء الذي هو جذاب لديهم، وهم يغطون به كل عيوبهم، قضية الولاء لأهل البيت، يملأون الساحة والفراغ بالحديث عن أهل البيت، ويقهرون الآخرين بهذا السلاح، أليسوا في الأخير يبحثون في كتب الحديث عند السنية، ويحتج من هذا الكتاب بحديث، ومن هذا الكتاب، ومن هذا الكتاب، وهكذا.. ثم يقولون: رأيتم أننا على حق في تولينا لأهل البيت، قضية لمسوا أثرها هم. ونحن نتخلى عنها بحكمة، وأن التخلي عنها هو العمل الصحيح! ألسنا نتخلى عن قضية أهل البيت؟ نخذل أكثر، هم بقضية أهل البيت يضفون على أنفسهم شرعية كبيرة، مثلما يعمل الوهابيون، أليسوا يحاولون في الصحابة، الصحابة، الصحابة، ونحن على ما كان عليه السلف الصالح، وعلى ما كان عليه صحابة رسول الله، ومتبعين صحابة رسول الله، ويغطون على ما عندهم من سوء بعناوين جذابة. نحن ما جينا لا مثل ذولا، ولا مثل ذولا، ما معنا احد، لا تمسكنا لا بأهل البيت، ولا بالصحابة، إنما كل واحد يمسك بنفسه فقط. ومذهبنا، يعني في داخل الزيدية الذي أضاعوه أشياء كانت ما تزال معروفة لديهم تجعل للزيدية فعلاً حق في ولائهم لأهل البيت، في نوعية ولائهم لأهل البيت، وموقفهم من الطوائف الأخرى، ارجع إلى الهادي والقاسم، وسترى كيف، الإمام القاسم بن ابراهيم، والإمام الهادي، كيف يطلع عندك السنية صغار، ويطلع لديك الإمامية صغار كلهم، وأنت تكتشف أخطاء رهيبة عندهم، وعقائد باطلة، ونظرات مغلوطة، إنما فقط أولائك متلحفين بأهل البيت، وهؤلاء متلحفين بالصحابة فقط، ونحن أبعدنا اللحاف، وكل واحد من شِعبة، ما ظهرنا جذابين إطلاقاً. قلنا: أن [محمد عصمت] يوم جاء إلى هنا يريد يكون شيعي، يكون زيدي، ما درى كيف يجي زيدي، ما وجد ما يشده، إن رجع إلى الأشياء هذه فهي تبدو مثل كتب أهل السنية، والمنطق السني، عزم يجمع أدوانه ويذهب إيران، هناك ما يزال يسمع شيئاً واحداً، يسمع كلاماً في أهل البيت، ويقتدي بأهل البيت، وعناوين تبدو مضبوطة عندهم، مشى معهم، اتجعفر]. ………. [ضُرب القرآن على أيدي الفقهاء، من أهم الأشياء التي ضربت على أيدي الفقهاء بسبب اعتمادهم على قواعد أصول الفقه الآيات التي تتحدث عن الإنفاق في سبيل الله هذه الفريضة] التي لا يوقف أمامها، لا نصاب ولا ما نصاب، الزكاة. أليست هي تؤخذ من الأغنياء فقط؟ فئة محصورة، وفي نسبة معينة من المال، نصاب، أليس هو النصاب؟ مرتبط بالنصاب، والنصاب في أموال محددة، ما هي الآن عندما طلعت الأوراق هذه النقدية يقولون: ما فيها زكاة؟ أليس الفقهاء يقولون: ما فيها زكاة؟ عملة دولار، سعودي، يمني، يقولون: ما فيها زكاة. إذاً ما بقي شيء، نسخت العملة الورقية الزكاةَ، نسخت الزكاة، الزكاة نسخت آية من القرآن، وجاء من يطبع ورق تنسخ الزكاة، إلا وحين انتهت، تطلع المسألة الأمة لا بد أن تبذل أموالها في سبيل الله، وليس مرتبطاً بنصاب معين، ولا بشخص معين، حتى الفقراء يساهمون. ألم يقل هناك: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ}(التوبة79) أنفق ولو بحاجة بسيطة، لأهمية الإنفاق في سبيل الله قال: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة195) وهذا قال: نسختها آية الزكاة!. هنا يبين لك خطورة المسألة حيث أنتم لا تنفقوا في سبيل الله، ستلقون بأيديكم إلى التهلكة، سترمي بنفسك إلى الهلاك، والضياع، يسيطر عليكم العدو فيضربكم، ويضرب دينكم، في كل الآيات المهمة جداً التي هي عمود الجهاد، وعمود بناء نشر الدين، ونصره، ينسخها بآية الزكاة؛ لأنه مدور لأحكام شرعية، على أساس قواعد أصول الفقه، أنه مدور لأحكام خمسة، ما هم إلا خمسة!. لا ينظرون إلى القرآن ككتاب هداية، وكتاب يربي الأمة على أن تكون أمة تحمل مسؤولية كبرى. الإمام القاسم قال: ما هناك شيء نسخ في القرآن، أصول الفقه من أين هو؟ أليس من عند السنية؟ من عند السنية كله، كمسائل، وأبواب، وقواعد، من عند السنية، دخل إلى عندنا، واشتغلوا به معهم. آيات الجهاد، التعامل مع أهل الكتاب، مع المشركين، منسوخة، منسوخة، وفي الأخير تطلع سور كلها عطل، ما فيها ولا حكم شرعي من هذه الأحكام التي يبحثون عنها، قصار السور كثيرمنها ما فيها ولا حكم، سورة [عمَّ] هل فيها حكم؟. ……………… المطلوب هذا: أن يكون الله هو أكبر، ومحمد هو عبد لله، فلنكن عبيداً لله، نكون عبيداً لله، متى عبدنا أنفسنا لله سيكبر لدينا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وسيكبر لدينا أئمة الهدى، وأعلام الهدى، سيكبر لدينا الدين، ستكبر لدينا المسؤولية، سيكبر لدينا الله، سنكبر نحن، بمقدار ما تكون عبداً لله، بمقدار ما تكون عزيزاً، تكون حراً وقوياً، لأن معنى تعبيد نفسك لله قربك منه، وقربك منه يمنحك من كماله بما يليق بك كإنسان {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون8) صحيح؟ {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}(البقرة165) {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}(الأنفال60) {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ}(البقرة269) {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(القصص14). أليس هو في الأخير يمنح؟ يمنح أشياء كثيرة، عندما تعبد نفسك له، لكن انتفخ هناك لوحدك، تريد تجتهد أنت، تريد تشتغل أنت، تقول: [ابعد مني قد خلق لي عقل]، نحن قلنا من قبل: إن ما هناك عقول، ما هناك عقول نهائياً، هم مضبرين أن هناك عقل، وما هناك عقل، نبعد منه، وما درينا إلا وهو يشتغل، لما يطلع نفسه عبداً لسلطان ظالم، أليس كذلك؟ أو يطلع ربه سبحانه وتعالى مثل الشيطان، وهو مدور لإلهه، ومدور له لعقائد!. يـأتي الحق من عندنا، يقول: كل مجتهد مصيب، في أصول الدين الحق فيها واحد، أليس كذلك؟ أليسوا يقولون: الحق واحد فيها، والمخالف مخطيء؟ لكن هم لا يمنعون المخالف لا يشتغل، ما أحد داري من هو المخالف، من هو الذي سيدري بأنه مخطيء؟ هل أحد سيدري بأنه مخطيء؟ عندما تقول له: أنت مخطيء، قال: لا، أنا ناظر مثلك، لماذا اما أنت؟ سيقول: وانت مخطيء، عندما أقول له: أنت مخطيء يا أخي، قال: لا، وانت، أنت مخطيء, كل واحد ينظر، كل واحد ما هو ملزم أن يتبع أحد. طيب: أنا أريد أوقفه عن خطأه، قال: لا، هو يريد يوقفني هو عن خطأي؛ لأنه لا يعلم أنه مخطيء، وانا ما أنا داري بالمخطيء، أليس هذا هو الذي جعل كل واحد يقف ضد الثاني بقوة؟ اختلاف يضفون عليه شرعية تجعل كل واحد يقف ضد الآخر بقوة. عندما نقول: الحق واحد، ألسنا نقول: الحق واحد، والمخالف مخطيء، لكن من هو المخالف؟ هل أحد سيرضى أنه مخالف من المجتهدين؟ لا أحد يقول: أنه مخالف، عندما تريد أن تقول: أنه مخطئ وتتكلم عليه أنه مخطئ، قال: وهو مثلك مشتغل، إنك أنت مخطئ، وأنت الذي ما أحد يمشي وراك؛ لأنك مخطئ!. عاد يوم كان عاد الخطأ بيعرف واحد أنه مخطيء، ومتى ما قام الناس ضده؛ لأنه مخطئ بطَّل، كان لا باس، هو عارف أنه مخطي، لكن أما هنا لا، قد أضفوا على الخطأ شرعية من حيث المبدأ، أن له أن يتعبد بما غلب في ظنه، هذا قد يكون في واقعه في المسألة مخطيء، من وجهة نظري أنا هو مخطئ من وجهة نظري أنا، لكن هو من وجهة نظره مصيب، وفي الأخير نقول – نحن الذين يقولون: كل مجتهد مصيب – هو مصيب بالنسبة لما وجب عليه، إذاً فلا يجوز لك أن تتكلم فيه بعد. ألسنا هنا أضفينا على الخطأ شرعية؟ الخطأ ما هو الخطأ؟ في مجال الهداية، ليس سهلاً، أي خطأ في مجال الهداية ليس سهلاً، يكون له آثاره السيئة جداً على الأمة. لاحظ من لديهم خبرة دينية قديمة جداً يعرفون أنه في ميدان الثقافة، كل مفردة، وغلطة في استخدام مفردة، أو إنزاله، أو حركة معينة مغلوطة تضرب أمة، اليهود أليسوا يحاولون يمسحون من داخلنا كلمة جهاد، أن لا تستخدم، كل من تحرك يسمونه مناضل، وانتفاضة، وحركة مقاومة، لن يجرؤ أحد أن يقول: جهاد، ومجاهدين، وجهاد، المتكرر ذكرها في القرآن كثير، لماذا؟ لأنها كلمة مهمة تضفي على العملية ربط ديني، وتضفي على العملية أنها حركة في سبيل الله، أما مقاومة، وانتفاضة، هي كانت معروفة عند العرب، ألم تكن الحروب معروفة عند العرب، من قبل؟ الإسلام أضفى مصطلح معين على الحركة المقاومة في سبيله، سماها جهاد، أليس هكذا؟ لماذا؟ ليميز الصراع الذي هو في صالحه، وفي سبيله باسم متعين، يترسخ في ذهنية الامة. فعندما تربى على روحية الجهاد؛ لتعرف معنى روحية الجهاد في سبيل ماذا؟ أن الجهاد لدينا هو صراع معين له أهداف معينة، وله أسس من التربية معينة، وله أعداء معينين يضربون، له مصطلح معين؛ لهذا يتكرر في القرآن الكريم جهاد، جهاد، المجاهدين، يجاهدون، وفضل الله المجاهدين. هل أنه من قبل ما كان الناس يعرفون الحروب؟! لكن ما كان يسميه العرب جهاد، يسمونه: قتال، أو حرب، أو نزاع. عمل اليهود على مسحها، هم يفهمون بأنها هدف كبير، أليست كلمة واحدة، مفردة؟ أن تترسخ في ذهنية الأمة خطيرة ترسخ معنى ماذا؟ أن الصراع مع أعداء الله حركة في سبيل الله، بذل المال والنفس في سبيل الله. وفي الأخير تنتهي المسألة، مسألة جهاد. وبدل الربط بالإسلام ربط بالوطن، ألم يتحول إلى ربط وطني؟ اليمني يربط باليمن، يقيد بالجبال حقه، فيقال له: أخي المواطن، وأنت وطني، وفلان وطني، ومناضل من أجل الوطن، ومناضل في سبيل الوطن، ألم تغب كلمة جهاد، وكلمة سبيل الله؟ وهكذا. يتفق في مقام غياب الجهاد غياب كلمة عداء، حتى لا يترسخ في نفوسنا عداء لليهود والنصارى، يترك أثرها السيء غيابها، تؤطر الأمة عن أن تتهيأ فتعد القوة فتكون بمستوى المواجهة في مختلف المجالات. فالأخطاء في ميدان الإجتهاد ليست سهلة، في ميدان الثقافة، الهدى من الله أليس تثقيفاً للأمة؟ هل هو تثقيف أو ماذا؟ تربية، تهذيب للأمة؟ أليس خطاباً يتوجه إلى النفس؟ يزكيهم، يعلمهم، يهديهم، يرشدهم. وهم يقولون: ذلك المخالف مخطئ، هذا القول الذي قد هو أرقى قول: أن الحق واحد، والمخالف مخطئ، لكن من هو؟ إذا قلنا: من هو المخطئ لنمنع الناس عن تقليده؟ هو لا يدري انه مخطئ، سيتحرك، ويدعو الناس إلى اتباعه، وإلى ما وصل إليه اجتهاده، يعملون بعمله، ما هو داري هو، ألم يحصل خلل؟. أيضاً الطامة الكبرى أن نقول: كل مجتهد مصيب، ما هو الذي يطلعه المجتهد؟ ما هو بيطلع أطروحات ثقافية؟ هل الأخطاء في ميدان الثقافة سهلة؟ ليست سهلة أبداً، ليست سهلة؟ الثقافة هي تتناول معتقدات، ووجهات نظر، وكل ما له علاقة ببناء المعنويات داخلك، هذا هو التثقيف، أليس الإسلام توجه إلى بناء المعنويات في الداخل؟ ويهدي إلى قيم داخلية تنعكس بشكل مواقف، ووجهات نظر محددة؟.