استكشاف النفطي والتصدير في شبوه والمهرة.
وبالعودة الى جائحة كورونا القشة التي تتغطى بها السعودية لاستجدائها وقف اطلاق النار، فإن التفشي الكبير للوباء في السعودية والامارات فرض صعوبات جمة وتحديات امام القيادة السعودية التي دخلت جميع مدنها في حظر تجوال كامل، تريد الرياض ان تتفرغ لمواجهة كورونا بدل ان تنشغل بالحرب على جبهتين في ظل الشلل التام للدولة هناك والقطاعات الاقتصادية التي تتلقف خسائر كبيرة جدا.
السعودية ومنذ منتصف مارس حاولت جاهدة ادخال الوباء الى مناطق سيطرة صنعاء، وفتحت مطار عدن ومنافذها البرية لعودة الالاف من الدول المبوءة والدفع بهم نحو المناطق الحرة، لكن عناية الله ، والاجراءات التي اتخذتها حكومة صنعاء رغم التشويه الاعلامي من قبل الماكينة السعودية حالت دون دخول الفيروس الى اليمن .
الاعلان في المناطق المحتلة تسجيل اولى حالات كورونا ، بعد اقل من 24 ساعة من اعلان وقف اطلاق النار السعودي ، مصادفة غير بريئة ومحاولة للضغط على صنعاء للقبول بوقف اطلاق النار المفصل على حسب الرغبة والمصلحة السعودية.
ثمة صحيفة امريكية كشفت عن اصابة نحو 150 اميرا سعوديا من العائلة المالكة بفيروس كورونا وعزل الملك وولي العهد نفسيهما في جزر قبالة جدة لتفادي الوباء ، وهي معلومات حاول نفيها احد اطراف العائلة المالكة ، اضف الى ذلك ان العائلة المالكة تعيش وضعا مضطربا بعد سلسلة ثانية من الاعتقالات طالت ولي العهد السابق محمد بن نايف ، والامير احمد بن عبد العزيز احد المرشحين لخلاف الملك سلمان ، وامراء اخرين يناهضون سياسة بن سلمان ، وهذا الوضع السياسي الصعب والمضطرب والمفتوح على جميع الاحتمالات امام محمد بن سلمان يمثل احد الاسباب لحرص الرياض على التواصل مع صنعاء عبر الابواب الخلفية ، وحرصها على استمرار التواصل رغم الخسارة القاسية على الميدان في نهم والجوف ومارب ، وتلقيها ضربات بالستية طالت اهدافا في الرياض ، وموانئ حساسة واستراتيجية في ينبع وجدة وجيزان .
لا يمكن استبعاد ان تتخلى السعودية عن مرتزقتها وحلفائها في لحظة واحدة اذا مادهم الخطر طريق بن سلمان لتولي العرش ، لا يملك بن سلمان أي استراتيجية واضحة للحرب على اليمن ، هو دخلها لتعبيد طريق توليه للعرش ، وحين سيضحي استمرار الحرب مهددا لوصوله الى العرش سيتخلى عنه وفي لحظة واحدة، وذلك ما يتفق حوله العديد من المحللين المنصفين ، بن سلمان عاجز عن صد الهجمات الصاروخية اليمنية على مراكزها الحساسة ،ويذهب الى الاقرار شيئا فشيئا باستحالة وقف تلك الهجمات دون التفاوض مع صنعاء، شراء المنظومات الدفاعية اثبت فشل جدواه ، واكد للسعوديين انهم يدفعون المال مقابل منظومات دعائية لآ أكثر.
في صنعاء تنظر القوى السياسية الى الاسباب السابقة بموضوعية وتدرسها بتأن، يقول سياسيون بان الرياض اطلعت على الرؤية الوطنية للسلام التي تقدم بها المجلس السياسي استجابة لدعوة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتريد قطع الطريق عليها لخلط الاوراق وحتى لا تظهر بموقف المنهزم ، كما انها تسعى لكسب الوقت وسرقة النفط اليمني حتى تتضح افاق معركة النفط مع روسيا والتي يظهر انها ستكون طويلة فروسيا مصممة على عدم تقديم تنازلات في هذا الصدد للسعودية بعد ان أيست من تحولها كما حدث مع تركيا.
القوى السياسية الوطنية في صنعاء تؤكد ان الرياض تريد من وقف إطلاق النار فسحة لتتفرغ لمواجهة كورونا وتلتقط أنفاسها ،.
واكد اجتماع احزاب اللقاء المشترك ان تمرير مبادرات وصفت بالتافهة على حساب الحلول الجذرية التي تضع كل الاوراق على الطاولة ، لن يمر وليس في صالح الشعب اليمني ، ورات ان اولى الحلول هو حضر التحالف طرفا في توقيع اتفاق شامل لوقف اطلاق النار وفك الحصار كما هو الواقع على الارض ، وأن يصار الى دفع تعويضات عن الحرب العبثية التي شنتها الرياض في ال26 من مارس 2015م ، وافشلت من خلالها اتفاقا امميا منجزا بين الاطراف اليمنية رعاه المبعوث الاممي السابق جمال بن عمر.
ومن جانبها قيادات سياسية مشاركة في الحكومة ترى بان الوضع في اليمن بعد خمس سنين من الحرب العدوانية وتدمير كلي للبنية التحتيه وتدمير الاقتصاد ، والمعاناة الانسانية غير المسبوقة عالميا للشعب اليمني جراء الحصار ، لم يعد يحتمل الحلول الترقيعيه ، ومحاولة الطرف السعودي تاخير دخول الجيش واللجان الشعبية مدينة مأرب أو استعادة المنشئات النفطية لن يجدي ، كما ان التهديد بقصفها على غرار محطة كوفل هو الاخر لم يعد بمسيلحق بالرياض أذى كبير .
ويضيف هؤلاء أن على الرياض الاقرار بأن موازين القوى على الارض تبدلت ويجب ان ينعكس واقع الميدان على الطرف الذي يقدم الشروط ،واستمرار الرياض بلهجة التعالي تجاه اليمنيين هو نوع من المكابرة لايجد له محلا من الاعراب في الميدان ، وسيجر على النظام السعودي الويلات ، خاصة في ظل انشغال العالم بكرونا ، وفتح النظام السعودي على نفسه حرب النفط مع روسيا وتفكك جبهة حلفائه في الاقليم والعالم وانهيار متزقته في الداخل.
على الارض لاوجود لوقف اطلاق النار فالغارات السعودية مستمرة وزحوفاته مستمرة في الحدود وفي العديد من المناطق، و اللافت ان صنعاء لا تتعامل مع تلك الانباء بوصفها خرقا لوقف اطلاق النار بل تضعها في سياق الوضع الطبيعي لقتال مستمر، ما يشي تجاهلها ذاك انها مصممة على الذهاب نحو وقف شامل لإطلاق نار وفك للحصار متزامنين تحت عنوان توقف العدوان، يلج الطرفان السعودي واليمني بعدها الى طاولة مفاوضات اممية، واما فرصة لالتقاط الانفاس وتعاود الحرب اشتعالها فلا.
فيما ينظر خبراء من جانبهم تصعيد الطرف السعودي للغارات والزحوفات الى درجة من الحنق بلغها التحالف مع رفض صنعاء الطعم الذي ألقى به اليها، وهو الباحث عن استراحة محارب أكثر من صنعاء التي يدق جيشها بوابة اهم معاقل المرتزقة، وليس في صالحها منح المرتزقة كذلك فسحة لترتيب أوضاعهم وخطوط دفاعهم.
لا.. من موقع القوة سياسيا وعسكريا تقولها صنعاء، وهي تحتفظ بمفاجئات اعلن عنها قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابة عشية العام السادس من العدوان، لا يعلم بعد مداها ، لكن الواضح انها لن تترك للسعودية خيارا سوى وقف العدوان والقبول بشروط اثقل مما عرضته الرؤية اليمنية للسلام التي تتجاهلها عن حماقة وسوء قراءة للميدان والمستقبل المنظور وليس البعيد.
*المسيرة نت